
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حاديَهــا أيْــنَ بهـا تَـذْهبُ
إذْ ليْـسَ عن ورْدِ المنى مَذْهبُ
هـذا هـوَ الربْـعُ بـهِ للظِّبا
والأنْجُــمِ المَرتـعُ والمرْقـبُ
إن تسـْأل الرِّفْدَ يَجُدْكَ الحَيا
أو تَسْتَضـئْ فـالنّور لا يُحْجَـبُ
لا يُظْمِـئُ الوجدُ الحُمولَ التي
سـرَتْ ومـن دمْعـي لهـا مَشرَبُ
شــَامت سـَنا بارِقهـا كُلّمـا
يجيـءُ فـي الظلماءِ أو يذْهبُ
إنْ هُــزّ فهْــوَ ذابِـلٌ مُشـْرَعٌ
أو ســُلّ فهْــوَ صـارمٌ مُـذْهَبُ
وأدْهَـمُ الليـل يُجـدُّ السـُّرى
يَتبعُــهُ مــن صــُبْحِه أشـْهَبُ
قـد عُقِـدَ الفجْـرُ لـهُ رايـةً
عِقْـدُ الـدّراري تحْتهـا يُنْهَبُ
وجيــرَةُ الحــقِّ لهُـمْ أوْجُـهٌ
نـورُ الضـحَى بحسـْنِها يعْجَـبُ
يَشـبّ وجْـدُ القلـب من ذِكْرِهمْ
مهْمــا تَبـدّى فَـوْدُهُ الأشـيَبُ
سـَعى بـيَ الواشي لهمْ عندما
قـد خيّمُوا والسّعْيَ ما خيّبُوا
مـالي وللعـذّال مـا شـأنُهمْ
كُـــلُّ مُحِـــبٍّ بِهِــمُ مُتْعَــبُ
قـد علِمـوا بـأنّ أهْلَ الهَوى
كُــلُّ عَــذابٍ عنــدهُمْ يَعْـذُبُ
هــلْ أعْيُـنٌ فُـوِّقْنَ أمْ أسـْهُمٌ
تُصـْمي بِهـا قُلوبَنـا الرَّبْرَبُ
هـذا وكـمْ للـدّهْرِ مـن جفْوةٍ
لا تُبْلِــغُ الآمِــلَ مـا يَطْلُـبُ
كـمْ قلّبَـتْ قلـبيَ فـي جَمْرِها
وإنــــهُ لحُــــوَّلٌ قُلَّــــبُ
دهْــرٌ جَهــامٌ ســُحْبُهُ كلّمـا
يُرْجــى الحَيَـا وبرْقُـهُ خُلَّـبُ
فـأين منـهُ يـا إمامَ الهُدى
إلا إلــى عليــائِكَ المَهْـرَبُ
حــدائِقُ الآداب مُــذْ أمْحَلَـتْ
مــا هَــبّ منهـا نفَـسٌ طيـبُ
ولـم يجُـدْ للجـودِ غيـثٌ بها
فلا جَنـــابٌ عنــدَها مخْصــِبُ
لكــنّ موْلانــا لــهُ راحــةٌ
ديمَتُهــا الآن بهــا تَســْكُبُ
لا عَجَــبٌ ممّـا جَفـا أو جنـى
فكُــلُّ دهْــرٍ شــأنُهُ مُعْجِــبُ
كـمْ منـعَ المرْغوبَ لي مانحاً
مـا كُنْـتُ عنـهُ دائمـاً أرْغبُ
كـمْ صـدّني عـن مطلبي ظالِماً
وسـُدَّ لـي دونَ المُنى المذْهبُ
كـمْ حمّـلَ المُغْـرَمَ ما لا يَفي
بِحَمْلـــهِ رَضـــْوَى ولا غُــرَّبُ
كـم ليلـةٍ قـد بِتُّهـا ساهِراً
تكـادُ فيهـا الشـُّهْبُ لا تَغْرُبُ
وبَـــدْرُها كـــأنّهُ بَيْنَهــا
وجْـهُ ابْـنِ نصـْرٍ حَفّهُ الموْكِبُ
يوسـُفٌ الناصـِرُ بحْـرُ النّـدى
ومَـنْ لـه قيـسُ بـنُ سـعدٍ أبُ
فالهامِيــانِ رحْمــةً للـورى
نـــوالُهُ والمَطَــرُ الصــَّيِّبُ
والنّيِّــرانِ فـي ظلامِ الـدُّجى
جَــبينُهُ المُشــْرِقُ والكَـوْكَبُ
والطّيِّعـــانِ لِعُلَــى مُلْكِــهِ
بعــدْلِهِ المَشــْرِقُ والمغـرِبُ
والماضـِيانِ منـهُ يومَ الوَغى
عزْمَتُـــهُ وســيفُهُ المُرْهِــبُ
والأشـــْرفانِ بِحُلَــى مُلكِــهِ
مَــدْحي لمــوْلايَ ومـا أكْتُـبُ
والناصــِرانِ مَـن لمَرْوانِهـا
يُنْمَــى ومَـن لسـَعدِها يُنسـَبُ
ذلـــك مَلْــكٌ أصــْلُهُ مكّــةٌ
وذا إمـــامٌ أصــْلُهُ يــثرِبُ
أنصــارُ ديـنِ اللـهِ آبـاؤُهُ
للــهِ مَـوْلىً منهُـمُ أنجَبُـوا
مـوْلىً يُنيـلُ الخلـقَ إرْفادَهُ
إن سألُوا والعَفْوَ إنْ أذْنبُوا
مَكــارِمُ الأخلاقِ تقضــي لَــهُ
أن يَبْـذُلَ العُتْـبى ولا يعْتُـبُ
فـالحِلْمُ والعِلْـمُ لـهُ شـيمةٌ
والحـزمُ والعـزمُ الذي يُرْهَبُ
مــآثرٌ ليســتْ لمَلْــكٍ مَضـى
هَيْهــاتَ لا تحْصــَى ولا تُحسـَبُ
لـوْ أبْصـرتْ منـهُ مُلـوكٌ مضتْ
مــآثراً عــن ذاتِــه تُعـرِبُ
بالنّصـرِ والهَدْيِ وبالرّشْدِ في
آرائِهـمْ والأمـنِ مـا لُقِّبُـوا
فــي حَرْبِـه أو سـلْمهِ سـيفُهُ
وســَيْبُهُ المُرهِــبُ والمُرْغِـبُ
إنْ قَطّـبَ الخـوفُ وُجوهَ العِدَى
فكُــل ثَغْــرٍ ثغــرُهُ أشــنَبُ
سـوفَ يُـرَى يَفتـحُ مـنْ أرضِهم
مــا هُــوَ مُسـْتعْصٍ ومُسْتَصـْعَبُ
والـبيضُ قـد قامت لديْهِ عَلى
منــابرٍ مــنْ هـامِهمْ تخطُـبُ
والسـُّمْرُ ترْتـاحُ إذا ما غَدا
ســِنانها مــنْ دَمِهِـمْ يُخْضـَبُ
يـا مَلِـكَ الدنْيا الذي عَدْلُهُ
بـه انْجَلى عن أفْقِها الغَيْهَبُ
بَلَغــتُ آمــالي بمـا نِلْتَـهُ
لـمْ يَبْـقَ لي منْ بعْدِها مطلَبُ
فلا يخيـبُ اليـومَ لـي مقْصـَدٌ
ولا مَـــرامٌ رُمْتُـــهُ يَصــْعُبُ
مــوْلايَ خــذهَا مِدْحَــةً فـذّةً
ولَفْظُهــا عـنْ مَقْصـَدي مُعْـرِبُ
قَبولُــك القَصـْدُ فمَـن نـالَهُ
فــوقَ السـّحابِ ذيْلَـهُ يَسـْحَبُ
وصــْفُكَ لا يــأتي بـه شـاعِرٌ
ســِيّان مَـن يُطنِـبُ أو يُسـْهِبُ
فَــدُمْتَ للإســْلامِ مـا أصـْبَحَتْ
شـمْسُ الضـحَى أنوارَهـا تصْحَبُ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.