
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا يـا مَشـوقاً يمّـمَ الرّبْـعَ والمَغْنـى
هنيئاً فــوجْهُ الحسـْنِ حيّـاكَ بالحسـْنى
عطفْــت علــى ســلمَى الرّكـابَ مُسـلّماً
فأهْـدَتْ جَوابـاً رائقَ اللفـظِ والمعْنَـى
ويــا طالَمـا صـدّت ولـم تَثْـنِ مَعطِفـاً
ولــذّتْ وقــد جاذَبْتُهــا غُصـُناً لَـدْنا
وأمّـــا وقـــد لاحَ المحَيّــا وحُســْنُهُ
فمِــنْ طَلْعـةٍ تُجْلَـى ومـنْ دوحَـةٍ تُجْنـى
وقِــدْماً ســرَيْنا بالرَّكــائِب مَوْهِنــاً
ونجْـمُ الـدُّجى بـالأفْقِ لمْ يعرِفِ الوَهْنا
تخــوضُ بنــا بحْــرَ الســّرابِ ظعـائِنٌ
فللّـه عيْنَـا مَـن رأى البحـرَ والسُّفْنا
ولــم أنْــسَ بــالحَيِّ الحِلالِ وُقوفَهــا
وســُكّانُه المعْنَــى فمــالي وللمغْنَـى
وهـــل شـــغَفي بالبـــانِ إلا لأنّـــه
بــهِ شــَبَهٌ ممّــنْ كَلِفــتُ بهـا معْنَـى
هــيَ الظّبْــيُ جيـداً والقَضـيبُ تـأوُّداً
ثنَتْنــيَ مِلْكــاً دونَ شـرْطٍ ولا اسـْتِثْنا
بنَيِّـــر مرْآهـــا وحُســـْنِ قوامِهـــا
إذا مـا تبـدّتْ تُخْجِـلُ البـدْرَ والغُصْنا
فيا لَيْتَ منْها الطيْفُ قد زارَ في الدُجى
ومـن لـي بـهِ والسـُّهْدُ قد ألِفَ الجَفْنا
أطــارَ فــؤادي الشـّوْقُ بعْـدَ بِعادِهـا
فلـمْ يتخِـذْ فـي الصـّدْرِ وكْراً ولا وَكْنا
عجِبْـــتُ لهــا إذْ أتْلَفَتْــهُ ببُعْــدِها
ومــا اتخـذَتْ لمّـا نـأتْ غيـرَهُ سـُكْنى
لقــد عــذَرَتْني ثــمّ ضــنَّتْ بوصــْلِها
وأعْجَــبُ شــيءٍ عــاذِرٌ بــالمُنَى ضـَنّا
وقــد رجــمَ الواشـي ظنونـاً كَواذبـاً
فمــنْ عــاذِرٍ قـدْ ضـنّ أو عـاذلٍ ظنّـا
وأبْــدَعُ شــيءٍ طــائرُ الـدوحِ صـادِحاً
يُـــذكِّرُ بــالمغْنى ويُبْــدِعُ إن غَنّــى
أذِنْــتُ لــهُ والســمعُ بــابٌ لســَجْعِهِ
فثــابَ ولــمْ يعـرِفْ حِجابـاً ولا إذْنـا
وطـــوّق بالأنـــداءِ جيـــداً كـــأنّهُ
حَبَـى يوسـُفاً مَـوْلايَ بالمَـدْحِ فاسـْتَغْنى
هـوَ الملِـكُ الأعْلـى هـو النّاصـِرُ الذي
مَعـــالِي عَــوالِيهِ مؤسّســةُ المَبْنــى
فحَســْبُ ملــوكِ الغــربِ والشـّرقِ أنّـهُ
يُــؤمّلُه الأقْصــى مـن الخلْـقِ والأدْنـى
إذا مــا تبـدّى البـدْرُ نُـوراً ورِفْعَـةً
أرى قـــدْرَهُ أســْمى وطلعتَــهُ أســْنى
تُيَســـِّرُ يُســـْراهُ لســـائِلهِ المُنــى
وتَبْســـُط يُمْنـــاهُ لآمِلِـــه الأمْنـــا
فيُـــرْدي أعـــادِيهِ ويُحْيِــي عُفــاتَهُ
بمَكْرُمَــةٍ قــدْ ســَنّ أو غــارَةٍ شــنّا
حَبـــاني بالآمـــالِ والمــالِ رِفْــدُهُ
فــأغْنَى وعـنْ تسـْآل مَـنْ دونَـهُ أغْنـى
مـــدائِحُهُ كـــانتْ وســـائِلَ للغِنــى
فللّــهِ مــا أغْنــى وللـهِ مـا أعْنَـى
أمَـــولايَ قــد بلّغْتَنــي كُــلَّ مطْلَــبٍ
بِفَيْــضِ نــوالٍ جَــوْدُهُ يُخْجِـلُ المُزْنـا
ولــمْ لا وقــد وافــتْ علامَتُــك الـتي
لهـا الحُسـْنُ في شفعِ الزّيادةِ بالحُسْنى
وجُــدتَ بمـا قـد أمّـلَ العبْـدُ مُنعِمـاً
فشـكراً بمـا أوْليْـتَ مـن مقْصـَدٍ أسـْنى
وشــرّفْتَ عبْــداً قــد أتــاكَ مُســلِّماً
يَـرى اليُمْـنَ فـي تَقبيلِ راحَتِك اليُمْنى
نوالـــكَ كـــافٍ كافِــلٌ كــلَّ ســائِلٍ
لـهُ فـي الـورى معْنىً تَناسَوْا بهِ مَعْنا
يمينــاً بمـنْ حـثّ الرّكـائِبَ فـي مِنـىً
ومـنْ حـجّ بيـت اللـهِ والحجْرَ والرُّكْنا
ومــنْ قــد ســَرى ليْلاً لتكْليــمِ رَبِّـهِ
إلـى أن تـدَلّى قـابَ قوسـيْن أو أدْنـى
لمـا سـاجَل البَـدْرُ المُنيـرُ ولا الحَيا
يَلــوحُ ويَهْمــي منــكَ حُسـْناً ولا مَنّـا
ودونكَهـــا بالحمـــدِ راقَ جمالُهـــا
وبالمَــدْحِ فــاقتْ كُــلَّ غانِيـةٍ حَسـْنا
فــأثنى عليْــكَ العَبْـدُ بَـدْءاً وعـوْدَةً
إلـى أن ثَنـى صـرْفَ الزّمـانِ بما أثْنى
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.