
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَسى الطّيفُ في جِنحِ الدُجى إذ يعودُهُ
يجـــدِّدُ عهْــداً للرّضــَى ويُعيــدُهُ
نَـرومُ اجتماعـاً بالخَيـالِ إذا سَرى
ليَــدْنو وإنْ شــطّ المَـزارُ بَعيـدُهُ
عجبْــتُ لــهُ إذ لا يُلــمُّ بمضــْجِعي
وجَمْـرُ الجَـوى يُـذْكَى بقَلـبي وَقودُهُ
بنـارِ فـؤادي فـي الظلامِ اهْتـداؤُهُ
وفــي أدْمُــعِ الأجْفـانِ منّـي وُرودُهُ
دعُـوا أدمُعـي تهْمي متَى بخِلَ الحَيا
وأخْلَــفَ ربعــاً للحَــبيبِ تجــودُهُ
ألا بــأبي تلْـكَ المعاهِـدُ إذْ بهـا
لنـا عهْـدُ أُنْـسٍ قـد تقضـّى حَميـدُهُ
علـى أنّ ربْـعَ الصـّبرِ بعْدَك قد عَفا
تَهـــائِمُهُ قــد أقفَــرتْ ونُجــودُهُ
رحَلـتُ عـن الأوطـانِ فالدّمعُ لم تَجُدْ
مَعاهـــدَ ذاك الأنـــسِ إلا عُهــودُهُ
رَمـاني زمـاني منـكَ بالبُعْدِ عامداً
وأيُّ حَــبيبٍ ليــسَ يَشــْقى عَميــدُهُ
ومـنْ عـادةِ الأيـامِ أن تمنَعَ المُنَى
وأن تمنـحَ الشـيءَ الـذي لا نُريـدُهُ
ولكــنّ مولانــا الخليفَــةَ يوسـُفاً
يَزيـــدُكَ عِــزّاً كُلَّمــا تســْتزيدُهُ
ولا ســـيّما مِثلــي فمَــوْلايَ كَفُّــهُ
لجــودٍ وأفكــاري لمَــدْحٍ تُجيــدُهُ
فَيـا ناصـرَ الإسـلامِ والملِـكَ الـذي
يعُــمُّ نــداهُ القاصــدين وَجــودُهُ
كـأنْ بـوَليّ الكُفْـر قـد خـابَ سعْيُهُ
وقُـــدّتْ هــوادِيهِ وقيــدَ شــَرودُهُ
بـك اسْتَنصـرَ الدينُ الحَنيفُ فأصْبَحَتْ
تُجَــدِّدُ عهْــداً بالجِهــادِ جنــودُهُ
ولا مثْــلَ مبْنـىً مُعْجِـبٍ قـد وضـَعْتَهُ
يقـــرّبُ آمــالَ المَــروعِ بعِيــدُهُ
وباشــرْتَ بـالنّفسِ الكريمـةِ أمْـرَهُ
وذلــكَ فخْــرٌ ليــسَ يَبْلـى جديـدُهُ
يَـرومُ ولـيُّ النّظـمِ والنّثْـرِ وصـْفَهُ
فيعجِـــزُ عنـــهُ ســجْعُهُ وقصــيدُهُ
تبســّم ثغــرُ الثّغْــرِ عنـهُ مسـرّةً
بمظهَــرِ عــزٍّ منــهُ عــزَّ وجــودُهُ
ولاحَ بــــأعْلاهُ شـــِهاباً لمُهْتَـــدٍ
تُقابِــلُ بَــدرَ الأفـقِ منـكَ سـُعودُهُ
إذا مــا عـدُوُّ الـدّين جـاسَ خِلالَـهُ
ورامَ اســْتِراقَ السـّمْعِ كُـفَّ مَريـدُهُ
كحسـْناءَ تسـتجْلي العيـونُ جمالَهـا
فتُبْــدِئُ معْنــى حُســْنِها وتُعيــدُهُ
وقـد أوْمـأتْ بـالكفِّ تـدْعو ضـراعةً
لمُلكِــكَ أن يُفْنـي العُـداةَ خلـودُهُ
لــدَى جبَـلٍ بالشـّهْبِ نِيطَـتْ هِضـابُهُ
فصــافَحَتِ الكــفَّ الخضــيبَ نُجـودُهُ
أشــمَّ بَعيــدَ الصـّيتِ بـادٍ وقـارُهُ
ومُرتاحــــةٌ أعْلامُــــه وبُنـــودُهُ
تمــرُّ بــه هُـوجُ الرّيـاحِ فتَنثَنـي
وقـد سـدّ مسـْراها الرفيـعَ صـُعودُهُ
تــرومُ ســُموّاً فــوقَهُ وهْـيَ دونَـهُ
فتَقْصـــرُ عمّــا تشــتَهي وتُريــدُهُ
دعـوْتَ لـهُ أهْـلَ الجِهـادِ فـأهْطَعوا
كمـا زارَتِ الـبيْت العَـتيقَ وُفـودُهُ
ودارَتْ حــواليْهِ الجُنــودُ كأنّهــا
وِشــاحٌ علَــى خَصــْرٍ يـروقُ فَريـدُهُ
تَحُـلُّ كأسـْرابِ القَطـا منـهُ مـوْرِداً
يَطيـــبُ بجَـــدْوى راحتَيْــكَ وُرودُهُ
بمشــْرَعهِ ارْتــاحَتْ عواليـكَ شـُرَّعاً
تَــرُدُّ العــدوَّ المعْتَــدي وتَـذودُهُ
فمـا هُـو مَعْنـىً حَـلّ مغنـاهُ أهلُـهُ
ولكنّـــهُ غيـــلٌ حمتْـــهُ أُســودُهُ
ودونــكَ يــا مــوْلايَ منهــا لآلئاً
فنَظمــيَ عِقْـدٌ صـفحَةُ الطّـرْسِ جيـدُهُ
وأنـتَ الـذي مـازلتَ للـدّين ناصِراً
ومُلْكُـــكَ أمْلاكُ الزّمـــانِ عَبيــدُهُ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.