
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـلْ بـالغَميم معاهِداً لمْ أنسَها
أتعيـدُ أيـامُ التّواصـُلِ أُنْسـَها
أبـدَتْ لـديْكَ من المَعاطِفِ مُلْدَها
أهْـدَتْ إليـكَ من المَراشِفِ لُعْسَها
عهْــدي بهــا وزمانُنـا مُتكفِّـلٌ
بِشــوارِدِ الآمـالِ يُـدني شُمْسـَها
نـامتْ عُيـونُ الحادثاتِ ونحْنُ في
دَعَـةٍ وصـرْفُ الـدّهْرِ عنّا قَدْ سَها
بــاتَتْ جوانِحُنـا إليْهـا نُزَّعـاً
لا مـنْ جميـلِ الصّبْرِ تنزِعُ لُبْسَها
لـم يُشـْجِها الطّيْفُ المُلمُّ وإنّما
زار الخبـالُ مـع الخَيال فمسّها
فقلوبُنـا لـوْلا التعلّـلُ بالمُنى
لأحَلّهــا طــولُ التسـوُّفِ رَمْسـَها
ونفوسـُنا لـولا الخليفَـةُ يوسـُفٌ
لاسْتَشــعَرَتْ فيمـا تؤمِّـلُ يأسـَها
للــه سـابقةٌ لهـا أنِسـَتْ بِهـا
مَـوْلَى الخلائِفِ يوسـُفٌ لـمْ يَنْسَها
فلكَـمْ جَلـوْتُ لـديْهِ غُـرَّ فـرائِدٍ
ضـمّنتُ أزهـارَ الحديقَـةِ طِرسـَها
ملـــكٌ صـــلاةُ صــِلاتِه وخِلالُــهُ
شـمسٌ تُزيـلُ عـن النّواظِرِ لَبْسَها
حــزْمٌ وإقْـدامٌ وعـزْمٌ فـي تُقـىً
فـي جـود كَـفٍّ قـدْ أقامَتْ خمْسَها
إنّ الخِلافَــة إذْ رأتْــهُ وليَّهـا
وهبَـتْ لـهُ شـرْعاً وطبْعـاً نفسَها
كـفّ العُـداةَ فلـمْ تُـروّعْ سِرْبَها
وكَفـى الخُطـوبَ فلمْ تُكوّرْ شمْسَها
مـوْلايَ هـلْ فـي الخافقيْنِ كَيوسُف
مَـولَىً يُشـرِّفُ مِصـْرَها أو قُدْسـَها
لـو لُحْـتَ للأمْلاكِ قِـدْماً لـم يَسُدْ
كِسـْرَى وقيصـَرُ رومَهـا أو فُرْسَها
أيّ الخلائِفِ دولــةً مــا فُقْتَهـا
أو أيُّ أشــرفِ حُلّـةٍ لـمْ تُكْسـَها
هــذا ومُلْكُـكَ فـي هديّـةِ تـونُسٍ
لـكَ يومُها في العِزِّ يُنسي أمْسَها
هــي دولــةٌ حفْصـيّةٌ بـك حقّقَـتْ
مَظنونَهـا فيمـا رَجَتْـهُ وحَدْسـَها
شادَتْ مَعالِمَ قد أقمتَ على الرِّضى
وعلـى المُـوالاتِ الجَميلـةِ أُسَّها
لـولا انتسـابُ خيولِها نُسِبَتْ إلى
هـوجِ الرّيـاحِ ولمْ تخالِفْ جِنْسَها
تحتـالُ زَهْـواً فـي أعنّـةِ سيْرِها
مثْـل النّـدامَى قد أدارت كأسَها
لتحُـلّ حَضـرةَ ناصـِر الدّين الذي
بِحُلَــى عُلاهُ اللـهُ شـرّفَ قُدْسـَها
أضـْفى علَيْهـا الحُسْنُ حُلّتَهُ التي
لـم تسْتَطِعْ أيْدي التّناوُل لمْسَها
فـإذا أحـسَّ الـرومُ منهـا غارَةً
كــادَتْ مُلــوكُهُمُ تُفـارقُ حِسـَّها
للخَزْرَجيّيــنَ الألــى لـكَ نِسـبةٌ
طـاوِلْ بهـا ذُبْيانَهـا أو عبْسَها
وإليْكَهــا عَـذْراءَ راقَ جمالُهـا
بـالطّرْسِ قـد لفّـتْ حَيـاءً رأسَها
وافَـتْ فَمـا راعَ الوسـائِلَ ردُّها
كَلا ولا الأثْمــانُ تخْشــى بخْسـَها
لـمْ تُصـْمِتِ الأيـامُ ألسـُنَ فِكْرَتي
إلا وأنصــَفَتِ المَــواهِبُ خُرْسـَها
لمّـا انثنَـتْ تُثْني علَيك عقائِلي
ســَحْبانَها خجَلاً ثَنَتْــهُ وقُســَّها
كُـلُّ المقاصِدِ منك ها أنا أرْتجي
إســْعافَها إن رامَ دهْـرٌ عكْسـَها
أنـا غـرْسُ أنعُمِكَ التي عمّت ومن
زهْـرِ المـدائِحِ فيكَ تجْني غَرْسَها
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.