
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
انْظُــرْ بِحَقِّــكَ فـي أَمْـرِ الـدَّواوِينِ
فالكـلُّ قـد غيَّـرُوا وضـْعَ القَـوانينِ
لَـمْ يَبْـقَ شـَيءٌ عَلَـى مـا كُنْتَ تَعْهَدُهُ
إلاَّ تَغَيَّـــرَ مِـــنْ عــالٍ إلَــى دُونِ
الكــاتِبُونَ وَلَيْسـُوا بـالكِرامِ فمـا
منهـمْ علـى المـالِ إنْسـانٌ بِمَـأْمُونِ
والكُـلُّ جَمْعـاً بِبَذْلِ المالِ قد خَدَمُوا
ومـا سـَمِعْنَا بهـذا غيـرَ ذا الحِيـنِ
فَهُـمْ علـى الظَّـنِّ لا التَّحْقِيـقِ بَذْلُهُمُ
ومــا تَحَقَّــقَ أمْــرٌ مِثْــلَ مَظْنُــونِ
نـالوا مناصـِبَ فـي الدُّنيا وأخْرَجَهُمْ
حُـبُّ المَناصـِبِ في الدُّنيا على الدِّينِ
قد طالَ ما طُرِدُوا عنها وما انْطَرَدُوا
إلاَّ وَقَـــومٌ عليهـــا كالـــذَّبابينِ
وطالمــا قُطِّــعَ أَذْنـابُ الكِلابِ لَهُـمْ
فاسـْتُخْدِمُوا بَعْـدَ تَقْطِيـع المَصـارِينِ
قَـدْ يَنْفَـعُ النَّـاسَ حَتَّى الحَشُّ مِنْ غَرَضٍ
وَغَيْـــرُهُ مِـــنْ رَيــاحِينٍ وَبَشــْنِينِ
ضــُمَّانُ رِيــحٍ بطَيْــرٍ فَـوْقَ طـائِرِهِمْ
يَطِيـــرُ وَالرِّيــحُ شــُيَّاعٌ بِمَضــْمُونِ
لَـوْ أمْكَـنَ الْقَوْمَ وَزْنُ المالِ لاتَّخَذُوا
لَـهُ المـوازِينَ مِـنْ بَعْـدِ القَبـابِينِ
وَمَسـْحَهُمْ للسـَّمواتِ العُلـى افْتَعَلُـوا
فِيهــا كمـا يَفْعَـلُ المَسـَّاحُ لِلطِّيـنِ
وَلَـمْ يُبـالُوا بِرَحْـمِ الْغَيْـبِ مِنْ أَحَدٍ
كلاَّ وَلا بِرُجُــــــومِ للشــــــَّياطِينِ
عَــزُّوا وَأكْرَمهُــمْ قَــومٌ لَحَــاجَتِهِمْ
مـا نَـالَهُمْ بَعْـدَ ذَاكَ العِـزِّ مِنْ هُونِ
وَطَـاعَنُوا النَّـاسَ بـالأَفْلاءِ وَاسْتَلَبُوا
مِنْهُــمْ بِهَــا كُــلَّ مَعْلُـومٍ وَمَكْنُـونِ
وَمِـــنْ مَـــواشٍ وَأَطْيـــارٍ وَآتِيَــةٍ
وَمِــــنْ زُرُوعٍ وَمَكْيُـــولٍ وَمَـــوْزُونِ
لَهُـمْ مَوَاقِـفُ فـي حَـرْبِ الشـُّرُورِ كَمَا
حَــرْبُ البَســُوسِ وَحَــرْبٌ يَـوْمَ صـِفِّينِ
لا يَكْتُبُـــونَ وُصـــُولاتٍ عَلَــى جِهَــةٍ
مُفَصـــــَّلاتٍ بأســــمَاءٍ وَنَبِيِيــــنِ
إلاَّ يَقُولُــونَ فِيمــا يَكْتُبُــونَ لَــهُ
مِــنَ الحُقُــوقِ وَمـاذَا وَقْـتُ تَعْيِيـنِ
فَاسـْمَعْ وَكاسـِرْ وَحَـسِّ الرِّيحَ يا فَطِناً
فَلَســــْتَ أَوَّلَ مَقْهُــــورٍ وَمَغْبُـــونِ
وَكُـــلُّ ذلِـــكَ مَصـــْرُوفٌ وَمَصــرِفُهُمْ
لِلشـِّيخِ يُوسـُفَ أبـي هَبْـصِ بـنِ لَطْمِينِ
وَلِلشــَّرَابِ وَتَبْيِيــتِ الْخَطــاءِ بِــهِ
يَجْلُــو الْعُقَـارَ بِأجْنـاسِ الرَّيـاحِينِ
وَلِلْعُلُــوقِ وَأَنْــواعِ الْفُســُوقِ مَعـاً
وَلِلْخُـــرُوقِ الْكَثِيـــراتِ التَّلاوِيــنِ
وَلِلْبِغــالِ الْوَطِيَّــاتِ الرِّكـابِ تَـرَى
غِلْمــانَهُمْ خَلْفَهُــمْ فَـوْقَ الْـبراذِينِ
وَلِلْمَنَادِيـلِ فِـي أَوْسـاطِ مَـنْ مَلَكُـوا
وَلِلْمَنَـــاطِقِ فيهـــا وَالهمـــايِينِ
وَلِلرَّبــاعِ العَـوَالِي الارْتِفـاعِ بِنـاً
وَلِلْبَســـاتِينِ تُنْشـــَأُ وَالــدَّكاكِينِ
وَلِلْفَجَــــــاجِ وَحُمْلاَنِ النَّعــــــاجِ
وَأَطْيـارِ الـدَّجاجِ وَأَنْـواعِ السَّمامِينِ
وَلِلشــَّباذِي وَلِلأنْطَــاعِ تُفْــرَشُ فــي
تَمُّــوزَ فَــوْقَ رُخــامٍ فـي الأَوَاوِيـنِ
وَلِلْمَجَـــالِسِ فــي أوْســَاطِها خَــرَكٌ
وَلِلطَّنـــافِسِ فـــي أيَّــامِ كــانُونِ
وَلَســـْتُ أَحْصـــُرُ أَلْوَانــاً لأَطْعِمَــةٍ
تَفَنَّــنَ الْقَــوْمُ فيهــا كُـلَّ تَفْنِيـنِ
وَلِلْمَلاَبِـــسِ كَـــمْ ثَـــوْبٍ مُلَوَّنَـــةٍ
فِيهَـا العِرَاقِـي مَعَ الهِنْدِيِّ وَالْبَوْني
وَكَـمْ ذَخـائِرَ مـا عِنْـدَ المُلُـوكِ لَها
مِثْــلٌ فَمِــنْ مُــودَعٍ سـَقْفاً وَمَـدفُونِ
وَكَــمْ مجــالِسَ أُنْــسِ عُيِّنَــتْ لَهُــمْ
تُنْســِي الهُمُـومَ وَتُسـْلِي كُـلِّ مَخْـزونِ
وَكَـــمْ حُلِـــيِّ نِســـاءٍ لاَ يُثَمِّنُـــهُ
مُقَــوِّمٌ قَــطُّ فــي الـدُّنيا بِتَثْمِيـنِ
فَقُــلْ لِســُلْطَانِ مِصـْرَ وَالشـآمِ مَعـاً
يــا قَـاهِراً غَيْـرَ مَخْفِـيِّ الْبَرَاهِيـنِ
وَمَــنْ يُخَــوِّفُ مِــنْ ســَيْفٍ بِراحَتِــهِ
ذَوِي الســُّيُوفِ وَأَصــْحَابَ الســَّكاكِينِ
اكْشــِفْ بِنَفْسـِكَ أُسـْوَاناً وَمَـنْ مَعَهـا
مِـــنَ الصــَّعِيدِ بَلاَ قَــوْمِ مَســَاكِينِ
عُمَّالُهــا قَــدْ سـَبَوْهُمْ مِـنْ تَطَيُّبِهِـمْ
مـــا لا يَكُــونُ بَمَفْــرُوضِ وَمَســْنُونِ
كُــلٌُّ تَــرَى كاتِبــاً لِلسـُّوءِ يُنْظَـرُهُ
لِنَهْبِهِــمْ كَـمْ كَـذَا عـامٍ وكَـمْ حِيـنِ
سـَبَوُا الرَّعِيَّـةَ لَـمْ يُبْقُـوا عَلَى أحَدٍ
ولا أَمانَــــةَ لِلْقِبْـــطِ المَلاعِيـــنِ
لاَ تَــأمَنَنَّ عَلَــى الأَمْــوَالِ سـَارِقَها
ولا تُقَـــرِّبْ عّــدُوُّ اللــهِ والــدِّينِ
وخَــلِّ غَــزْوَ هُلاكــو وَالْفَرَنْـسِ مَعـاً
وانْهَــضْ بِفُرْسـانِكَ الغُـرِّ المَيـامِينِ
واغْــزُنَّ عَامِــلَ أســْوانَ تنـال بِـهِ
جَنَّـــاتِ عَـــدْنٍ بإحْســَانٍ وَتَمْكِيــنِ
وكُــلَّ أمْثــالِهِ فـي الْقِبْـطِ أَغْزُهُـم
فـالغَزْوُ فِيهِـمْ حَلالُ الـدَّهْرِ والْحِيـنِ
وَاســْلُبْهُمْ نِعَمـاً قَـدْ شـاطرُوكَ بِهـا
كَمــــا يُشـــاطَرُ فَلاَّحٌ الْفـــدَادِينِ
فَقَـدْ تَواطَـوْا عَلَـى الأَمْـوالِ أجْمَعِها
وَفَـــذْلَكُوا كُــلَّ تِســْعِينٍ بِعِشــْرِينِ
وَصــانَعُوا كُــلَّ مُسـْتَوْفٍ إذَا رَفَعُـوا
لَــهُ الْحِســابَ بِســُحْتٍ كــالطَّوَاعِينِ
ورَبَّحُــوهُ فقــالَ الشــَّيْخُ وَالِــدُنا
قَــسُّ الْقُســُوِسِ وَمُطْــرَانَ المَطـارِينِ
مِنَّـا لَـهُ العُـذْرُ فيمـا حَـلَّ يَقْبَلُـهُ
إمَّـــا بِرَســْمٍ مِــدَادٍ أوْ لِصــابُونِ
وَلِلزُّيُــوتِ وَإيقَــادِ الْكَنَــائِسِ كَـمْ
وَلِلـــدَّقِيقِ المُهَيَّـــا لِلْقَرابِيـــنِ
فَـذاكَ فـي الصـَّدَقاتِ الجَارِيـاتِ بِـهِ
يُسـْحَبْ عَلَـى الْـوَجْهِ أَوْ يُقْلَـبْ بِسجِّينِ
وَكيــفَ يَقْبَــلُ بِــرّاً مِــنْ مُصـانَعَةٍ
ومِـــنْ ســـحابٍ بِتَحْرِيــكٍ وَتَســْكِينِ
وَكَيــفَ يَقْبــلُ مِنهــا مِـنْ مُصـاَنَعَةٍ
ومِــنْ كُــلِّ مِســْكِينَةٍ فيـه وَمِسـْكِينِ
كَـمْ هكـذَا سـَرَقُوا كَـمْ هكـذا ظَلَمُوا
كَــمْ هكــذَا أخَـذُوا مـالَ السـَّلاطِينِ
أتْـــرُكُ ذَنْـــبٍ وَســـُؤالٌ لِمَغْفِــرَةٍ
عِنْـــدَ الإلــهِ لِقَــوْمٍ كالمجــانِينِ
وَقــالَ قَــوْمٌ لَقَــدْ أَحْصـَى مَنـالَهُمْ
وَقـــامَ فِيهــا بَمَفْــروضِ وَمَســْنُونِ
فَقلــتُ وَاللــهِ مَـا وَصـْفِي لأنشـُرَها
فِيمــا يَقــومُ بِـهِ شـَرحِي وَتِـبيِينِي
وَإنَّمـــا ذاكَ مَجْهُـــودِي وَمَقْــدِرَتِي
وَطــاقَتِي فــي حِجانــاتِ الثَّعـابِينِ
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول