
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وُلِــدَ الهُــدى فَالكائِنـاتُ ضـِياءُ
وَفَـــمُ الزَمــانِ تَبَســُّمٌ وَثَنــاءُ
الــــروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَـــولَهُ
لِلــدينِ وَالــدُنيا بِــهِ بُشــَراءُ
وَالعَـرشُ يَزهـو وَالحَظيـرَةُ تَزدَهـي
وَالمُنتَهــى وَالســِدرَةُ العَصــماءُ
وَحَديقَـةُ الفُرقـانِ ضـاحِكَةُ الرُبـا
بِالتُرجُمــــانِ شــــَذِيَّةٌ غَنّـــاءُ
وَالــوَحيُ يَقطُـرُ سَلسـَلاً مِـن سَلسـَلٍ
وَاللَــوحُ وَالقَلَــمُ البَـديعُ رُواءُ
نُظِمَـت أَسـامي الرُسـلِ فَهـيَ صَحيفَةٌ
فــي اللَـوحِ وَاِسـمُ مُحَمَّـدٍ طُغَـراءُ
اِســمُ الجَلالَـةِ فـي بَـديعِ حُروفِـهِ
أَلِــفٌ هُنالِــكَ وَاِسـمُ طَـهَ البـاءُ
يـا خَيـرَ مَـن جـاءَ الوُجـودَ تَحِيَّةً
مِـن مُرسـَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيــتُ النَبِيّيــنَ الَّـذي لا يَلتَقـي
إِلّا الحَنـــائِفُ فيــهِ وَالحُنَفــاءُ
خَيــرُ الأُبُــوَّةِ حــازَهُم لَــكَ آدَمٌ
دونَ الأَنـــامِ وَأَحـــرَزَت حَـــوّاءُ
هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُـوَّةِ وَاِنتَهَت
فيهــا إِلَيــكَ العِــزَّةُ القَعسـاءُ
خُلِقَــت لِبَيتِـكَ وَهـوَ مَخلـوقٌ لَهـا
إِنَّ العَظــائِمَ كُفؤُهــا العُظَمــاءُ
بِــكَ بَشـَّرَ اللَـهُ السـَماءَ فَزُيِّنَـت
وَتَضــَوَّعَت مِســكاً بِــكَ الغَــبراءُ
وَبَــدا مُحَيّــاكَ الَّــذي قَســَماتُهُ
حَـــقٌّ وَغُرَّتُـــهُ هُـــدىً وَحَيـــاءُ
وَعَلَيــهِ مِـن نـورِ النُبُـوَّةِ رَونَـقٌ
وَمِــنَ الخَليــلِ وَهَــديِهِ ســيماءُ
أَثنـى المَسـيحُ عَلَيـهِ خَلـفَ سَمائِهِ
وَتَهَلَّلَـــت وَاِهتَـــزَّتِ العَـــذراءُ
يَـومٌ يَـتيهُ عَلـى الزَمـانِ صـَباحُهُ
وَمَســـــاؤُهُ بِمُحَمَّــــدٍ وَضــــّاءُ
الحَــقُّ عـالي الرُكـنِ فيـهِ مُظَفَّـرٌ
فـي المُلـكِ لا يَعلـو عَلَيـهِ لِـواءُ
ذُعِــرَت عُـروشُ الظـالِمينَ فَزُلزِلَـت
وَعَلَــت عَلــى تيجــانِهِم أَصــداءُ
وَالنـارُ خاوِيَـةُ الجَـوانِبِ حَـولَهُم
خَمَــدَت ذَوائِبُهــا وَغــاضَ المـاءُ
وَالآيُ تَـــترى وَالخَـــوارِقُ جَمَّــةٌ
جِبريــــلُ رَوّاحٌ بِهــــا غَـــدّاءُ
نِعـمَ اليَـتيمُ بَـدَت مَخايِـلُ فَضـلِهِ
وَاليُتـــمُ رِزقٌ بَعضـــُهُ وَذَكـــاءُ
فـي المَهـدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ
وَبِقَصـــدِهِ تُســـتَدفَعُ البَأســـاءُ
بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم
يَعرِفــهُ أَهــلُ الصــِدقِ وَالأُمَنـاءُ
يـا مَـن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
مِنهــا وَمــا يَتَعَشــَّقُ الكُبَــراءُ
لَـو لَـم تُقِـم دينـاً لَقامَت وَحدَها
دينـــاً تُضــيءُ بِنــورِهِ الآنــاءُ
زانَتـكَ فـي الخُلُـقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
يُغــرى بِهِــنَّ وَيولَــعُ الكُرَمــاءُ
أَمّـا الجَمـالُ فَـأَنتَ شـَمسُ سـَمائِهِ
وَمَلاحَـــةُ الصــِدّيقِ مِنــكَ أَيــاءُ
وَالحُسـنُ مِـن كَـرَمِ الوُجـوهِ وَخَيرُهُ
مــا أوتِــيَ القُــوّادُ وَالزُعَمـاءُ
فَـإِذا سـَخَوتَ بَلَغـتَ بِالجودِ المَدى
وَفَعَلــتَ مــا لا تَفعَــلُ الأَنــواءُ
وَإِذا عَفَـــوتَ فَقــادِراً وَمُقَــدَّراً
لا يَســـــتَهينُ بِعَفــــوِكَ الجُهَلاءُ
وَإِذا رَحِمــــتَ فَـــأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ
هَـذانِ فـي الـدُنيا هُمـا الرُحَماءُ
وَإِذا غَضــِبتَ فَإِنَّمــا هِــيَ غَضـبَةٌ
فــي الحَــقِّ لا ضــِغنٌ وَلا بَغضــاءُ
وَإِذا رَضــيتَ فَــذاكَ فـي مَرضـاتِهِ
وَرِضــى الكَــثيرِ تَحَلُّــمٌ وَرِيــاءُ
وَإِذا خَطَبـــتَ فَلِلمَنـــابِرِ هِــزَّةٌ
تَعــرو النَــدِيَّ وَلِلقُلــوبِ بُكـاءُ
وَإِذا قَضــَيتَ فَلا اِرتِيــابَ كَأَنَّمـا
جـاءَ الخُصـومَ مِـنَ السـَماءِ قَضـاءُ
وَإِذا حَمَيـتَ المـاءَ لَـم يورَد وَلَو
أَنَّ القَياصـــِرَ وَالمُلــوكَ ظِمــاءُ
وَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنتَ بَيـتُ اللَـهِ لَم
يَــدخُل عَلَيــهِ المُســتَجيرَ عَـداءُ
وَإِذا مَلَكــتَ النَفـسَ قُمـتَ بِبِرِّهـا
وَلَـوَ اَنَّ مـا مَلَكَـت يَـداكَ الشـاءُ
وَإِذا بَنَيـــتَ فَخَيــرُ زَوجٍ عِشــرَةً
وَإِذا اِبتَنَيـــتَ فَــدونَكَ الآبــاءُ
وَإِذا صــَحِبتَ رَأى الوَفـاءَ مُجَسـَّماً
فــي بُــردِكَ الأَصــحابُ وَالخُلَطـاءُ
وَإِذا أَخَــذتَ العَهــدَ أَو أَعطَيتَـهُ
فَجَميـــعُ عَهـــدِكَ ذِمَّــةٌ وَوَفــاءُ
وَإِذا مَشـَيتَ إِلـى العِـدا فَغَضـَنفَرٌ
وَإِذا جَرَيـــتَ فَإِنَّـــكَ النَكبــاءُ
وَتَمُــدُّ حِلمَــكَ لِلســَفيهِ مُـدارِياً
حَتّــى يَضــيقَ بِعَرضــِكَ الســُفَهاءُ
فــي كُـلِّ نَفـسٍ مِـن سـُطاكَ مَهابَـةٌ
وَلِكُــلِّ نَفــسٍ فــي نَــداكَ رَجـاءُ
وَالـرَأيُ لَـم يُنـضَ المُهَنَّـدُ دونَـهُ
كَالســَيفِ لَــم تَضــرِب بِـهِ الآراءُ
يأَيُّهـــا الأُمِـــيُّ حَســبُكَ رُتبَــةً
فـي العِلـمِ أَن دانَـت بِكَ العُلَماءُ
الـذِكرُ آيَـةُ رَبِّـكَ الكُـبرى الَّـتي
فيهــا لِبــاغي المُعجِـزاتِ غَنـاءُ
صـَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا اِلتَقَتِ اللُغى
وَتَقَـــدَّمَ البُلَغـــاءُ وَالفُصــَحاءُ
نُسـِخَت بِـهِ التَـوراةُ وَهـيَ وَضـيئَةٌ
وَتَخَلَّـــفَ الإِنجيــلُ وَهــوَ ذُكــاءُ
لَمّــا تَمَشـّى فـي الحِجـازِ حَكيمُـهُ
فُضــَّت عُكــاظُ بِــهِ وَقــامَ حِـراءُ
أَزرى بِمَنطِـــقِ أَهلِــهِ وَبَيــانِهِم
وَحـــيٌ يُقَصــِّرُ دونَــهُ البُلَغــاءُ
حَســَدوا فَقـالوا شـاعِرٌ أَو سـاحِرٌ
وَمِــنَ الحَســودِ يَكـونُ الاِسـتِهزاءُ
قَـد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى
مــا لَـم تَنَـل مِـن سـُؤدُدٍ سـيناءُ
أَمســى كَأَنَّــكَ مِــن جَلالِــكَ أُمَّـةٌ
وَكَـــأَنَّهُ مِـــن أُنســـِهِ بَيــداءُ
يـوحى إِلَيـكَ الفَـوزُ فـي ظُلُمـاتِهِ
مُتَتابِعــاً تُجلــى بِــهِ الظَلمـاءُ
ديـــنٌ يُشــَيَّدُ آيَــةً فــي آيَــةٍ
لَبِنــــاتُهُ الســــوراتُ وَالأَدواءُ
الحَـقُّ فيـهِ هُـوَ الأَسـاسُ وَكَيـفَ لا
وَاللَـــهُ جَـــلَّ جَلالُــهُ البَنّــاءُ
أَمّـا حَـديثُكَ فـي العُقـولِ فَمَشـرَعٌ
وَالعِلـمُ وَالحِكَـمُ الغَـوالي الماءُ
هُـوَ صـِبغَةُ الفُرقـانِ نَفحَـةُ قُدسـِهِ
وَالســينُ مِــن ســَوراتِهِ وَالـراءُ
جَـرَتِ الفَصـاحَةُ مِـن يَنابيعَ النُهى
مِـــن دَوحِـــهِ وَتَفَجَّــرَ الإِنشــاءُ
فــي بَحــرِهِ لِلسـابِحينَ بِـهِ عَلـى
أَدَبِ الحَيـــاةِ وَعِلمِهــا إِرســاءُ
أَتَــتِ الـدُهورُ عَلـى سـُلافَتِهِ وَلَـم
تَفــنَ الســُلافُ وَلا ســَلا النُـدَماءُ
بِـكَ يـا اِبنَ عَبدِ اللَهِ قامَت سَمحَةٌ
بِــالحَقِّ مِــن مَلَـلِ الهُـدى غَـرّاءُ
بُنِيَـت عَلـى التَوحيـدِ وَهـيَ حَقيقَةٌ
نــادى بِهــا ســُقراطُ وَالقُـدَماءُ
وَجَـدَ الزُعـافَ مِـنَ السـُمومِ لِأَجلِها
كَالشــَهدِ ثُــمَّ تَتــابَعَ الشـُهَداءُ
وَمَشـى عَلـى وَجـهِ الزَمـانِ بِنورِها
كُهّــانُ وادي النيــلِ وَالعُرَفــاءُ
إيزيــسُ ذاتُ المُلـكِ حيـنَ تَوَحَّـدَت
أَخَــذَت قِــوامَ أُمورِهــا الأَشـياءُ
لَمّــا دَعَــوتَ النـاسَ لَبّـى عاقِـلٌ
وَأَصــَمَّ مِنــكَ الجــاهِلينَ نِــداءُ
أَبَـوا الخُـروجَ إِلَيـكَ مِن أَوهامِهِم
وَالنــاسُ فــي أَوهــامِهِم سـُجَناءُ
وَمِــنَ العُقــولِ جَــداوِلٌ وَجَلامِــدٌ
وَمِــنَ النُفــوسِ حَــرائِرٌ وَإِمــاءُ
داءُ الجَماعَـةِ مِـن أَرِسـطاليسَ لَـم
يوصـــَف لَــهُ حَتّــى أَتَيــتَ دَواءُ
فَرَســَمتَ بَعــدَكَ لِلعِبــادِ حُكومَـةً
لا ســــوقَةٌ فيهـــا وَلا أُمَـــراءُ
اللَــهُ فَـوقَ الخَلـقِ فيهـا وَحـدَهُ
وَالنــاسُ تَحــتَ لِوائِهــا أَكفـاءُ
وَالــدينُ يُســرٌ وَالخِلافَــةُ بَيعَـةٌ
وَالأَمــرُ شــورى وَالحُقــوقُ قَضـاءُ
الإِشـــتِراكِيّونَ أَنـــتَ إِمـــامُهُم
لَــولا دَعــاوى القَـومِ وَالغُلَـواءُ
داوَيــــتَ مُتَّئِداً وَداوَوا ظَفـــرَةً
وَأَخَــفُّ مِـن بَعـضِ الـدَواءِ الـداءُ
الحَــربُ فــي حَــقٍّ لَـدَيكَ شـَريعَةٌ
وَمِــنَ الســُمومِ الناقِعــاتِ دَواءُ
وَالبِـــرُّ عِنــدَكَ ذِمَّــةٌ وَفَريضــَةٌ
لا مِنَّــــةٌ مَمنونَــــةٌ وَجَبــــاءُ
جــاءَت فَوَحَّــدَتِ الزَكــاةُ سـَبيلَهُ
حَتّــى اِلتَقــى الكُرَمـاءُ وَالبُخَلاءُ
أَنصـَفَت أَهـلَ الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى
فَالكُــلُّ فــي حَـقِّ الحَيـاةِ سـَواءُ
فَلَــوَ اَنَّ إِنســاناً تَخَيَّــرَ مِلَّــةً
مــا اِختــارَ إِلّا دينَـكَ الفُقَـراءُ
يأَيُّهــا المُسـرى بِـهِ شـَرَفاً إِلـى
مــا لا تَنــالُ الشـَمسُ وَالجَـوزاءُ
يَتَســاءَلونَ وَأَنــتَ أَطهَــرُ هَيكَـلٍ
بِــالروحِ أَم بِالهَيكَــلِ الإِســراءُ
بِهِمــا ســَمَوتَ مُطَهَّرَيــنِ كِلاهُمــا
نــــورٌ وَرَيحانِيَّــــةٌ وَبَهــــاءُ
فَضــلٌ عَلَيــكَ لِــذي الجَلالِ وَمِنَّـةٌ
وَاللَــهُ يَفعَــلُ مـا يَـرى وَيَشـاءُ
تَغشـى الغُيـوبَ مِـنَ العَوالِمِ كُلَّما
طُـــوِيَت ســـَماءٌ قُلِّــدَتكَ ســَماءُ
فــي كُــلِّ مِنطَقَـةٍ حَواشـي نورُهـا
نــونٌ وَأَنــتَ النُقطَــةُ الزَهـراءُ
أَنـتَ الجَمـالُ بِهـا وَأَنتَ المُجتَلى
وَالكَـــفُّ وَالمِـــرآةُ وَالحَســناءُ
اللَــهُ هَيَّــأَ مِــن حَظيـرَةِ قُدسـِهِ
نَـــزُلاً لِــذاتِكَ لَــم يَجُــزهُ عَلاءُ
العَــرشُ تَحتَــكَ ســُدَّةً وَقَوائِمــاً
وَمَنــاكِبُ الــروحِ الأَميــنِ وِطـاءُ
وَالرُسـلُ دونَ العَـرشِ لَم يُؤذَن لَهُم
حاشـــا لِغَيــرِكَ مَوعِــدٌ وَلِقــاءُ
الخَيـلُ تَـأبى غَيـرَ أَحمَـدَ حامِيـاً
وَبِهـــا إِذا ذُكِـــرَ اِســمُهُ خُيَلاءُ
شــَيخُ الفَــوارِسِ يَعلَمـونَ مَكـانَهُ
إِن هَيَّجَـــت آســـادَها الهَيجــاءُ
وَإِذا تَصـــَدّى لِلظُـــبى فَمُهَنَّـــدٌ
أَو لِلرِمـــاحِ فَصـــَعدَةٌ ســـَمراءُ
وَإِذا رَمــى عَــن قَوســِهِ فَيَمينُـهُ
قَــدَرٌ وَمـا تُرمـى اليَميـنُ قَضـاءُ
مِـن كُـلِّ داعـي الحَـقِّ هِمَّـةُ سـَيفِهِ
فَلِســَيفِهِ فــي الراســِياتِ مَضـاءُ
سـاقي الجَريـحِ وَمُطعِـمُ الأَسرى وَمَن
أَمِنَـــت ســَنابِكَ خَيلِــهِ الأَشــلاءُ
إِنَّ الشــَجاعَةَ فـي الرِجـالِ غَلاظَـةٌ
مــا لَــم تَزِنهــا رَأفَـةٌ وَسـَخاءُ
وَالحَـربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا
فَالمَجـــدُ مِمّــا يَــدَّعونَ بَــراءُ
وَالحَــربُ يَبعَثُهـا القَـوِيُّ تَجَبُّـراً
وَيَنــوءُ تَحــتَ بَلائِهــا الضـُعَفاءُ
كَــم مِــن غُـزاةٍ لِلرَسـولِ كَريمَـةٍ
فيهـــا رِضـــىً لِلحَـــقِّ أَو إِعلاءُ
كــانَت لِجُنــدِ اللَـهِ فيهـا شـِدَّةٌ
فــي إِثرِهــا لِلعــالَمينَ رَخــاءُ
ضـَرَبوا الضـَلالَةَ ضـَربَةٌ ذَهَبَـت بِها
فَعَلــى الجَهالَــةِ وَالضـَلالِ عَفـاءُ
دَعَمـوا عَلـى الحَربِ السَلامَ وَطالَما
حَقَنَــت دِمـاءً فـي الزَمـانِ دِمـاءُ
الحَــقُّ عِــرضُ اللَــهِ كــلُّ أَبِيَّـةٍ
بَيــنَ النُفــوسِ حِمـىً لَـهُ وَوِقـارُ
هَــل كـانَ حَـولَ مُحَمَّـدٍ مِـن قَـومِهِ
إِلا صـــــَبِيٌّ واحِــــدٌ وَنِســــاءُ
فَـدَعا فَلَبّـى فـي القَبـائِلِ عُصـبَةٌ
مُستَضــــــعَفونَ قَلائِلٌ أَنضـــــاءُ
رَدّوا بِبَـأسِ العَـزمِ عَنـهُ مِنَ الأَذى
مــا لا تَــرُدُّ الصــَخرَةُ الصــَمّاءُ
وَالحَــقُّ وَالإيمــانُ إِن صـُبّا عَلـى
بُـــردٍ فَفيـــهِ كَتيبَــةٌ خَرســاءُ
نَسـَفوا بِنـاءَ الشـِركِ فَهـوَ خَرائِبٌ
وَاِستَأصــَلوا الأَصـنامَ فَهـيَ هَبـاءُ
يَمشــونَ تُغضـي الأَرضُ مِنهُـم هَيبَـةً
وَبِهِــم حِيــالَ نَعيمِهــا إِغضــاءُ
حَتّــى إِذا فُتِحَــت لَهُـم أَطرافُهـا
لَـــم يُطغِهِــم تَــرَفٌ وَلا نَعمــاءُ
يـا مَـن لَـهُ عِـزُّ الشـَفاعَةِ وَحـدَهُ
وَهــوَ المُنَــزَّهُ مــا لَـهُ شـُفَعاءُ
عَـرشُ القِيامَـةِ أَنـتَ تَحـتَ لِـوائِهِ
وَالحَــوضُ أَنــتَ حِيــالَهُ السـَقاءُ
تَـروي وَتَسـقي الصـالِحينَ ثَـوابَهُم
وَالصـــالِحاتُ ذَخـــائِرٌ وَجَـــزاءُ
أَلِمِثـلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطَوى
وَاِنشــَقَّ مِــن خَلَــقٍ عَلَيــكَ رِداءُ
لـي فـي مَـديحِكَ يـا رَسـولُ عَرائِسٌ
تُيِّمــــنَ فيــــكَ وَشـــاقَهُنَّ جَلاءُ
هُــنَّ الحِسـانُ فَـإِن قَبِلـتَ تَكَرُّمـاً
فَمُهــــورُهُنَّ شــــَفاعَةٌ حَســـناءُ
أَنــتَ الَّـذي نَظَـمَ البَرِيَّـةَ دينُـهُ
مــاذا يَقــولُ وَيَنظُــمُ الشـُعَراءُ
المُصــلِحونَ أَصــابِعٌ جُمِعَــت يَـداً
هِـيَ أَنـتَ بَـل أَنـتَ اليَدُ البَيضاءُ
مـا جِئتُ بابَـكَ مادِحـاً بَـل داعِياً
وَمِـــنَ المَديــحِ تَضــَرُّعٌ وَدُعــاءُ
أَدعـوكَ عَـن قَـومي الضـِعافِ لِأَزمَـةٍ
فــي مِثلِهــا يُلقـى عَلَيـكَ رَجـاءُ
أَدرى رَســولُ اللَــهِ أَنَّ نُفوســَهُم
رَكِبَــت هَواهــا وَالقُلــوبُ هَـواءُ
مُتَفَكِّكــونَ فَمــا تَضــُمُّ نُفوســَهُم
ثِقَــةٌ وَلا جَمَــعَ القُلــوبَ صــَفاءُ
رَقَـــدوا وَغَرَّهُــمُ نَعيــمٌ باطِــلٌ
وَنَعيــمُ قَــومٍ فــي القُيـودِ بَلاءُ
ظَلَمـوا شـَريعَتَكَ الَّـتي نِلنـا بِها
مـا لَـم يَنَـل فـي رومَـةَ الفُقَهاءُ
مَشـَتِ الحَضـارَةُ فـي سَناها وَاِهتَدى
فـي الـدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ
صـَلّى عَلَيـكَ اللَـهُ مـا صَحِبَ الدُجى
حـــادٍ وَحَنَّـــت بِــالفَلا وَجنــاءُ
وَاِسـتَقبَلَ الرِضـوانَ فـي غُرُفـاتِهِم
بِجِنـــانِ عَــدنٍ آلُــكَ الســُمَحاءُ
خَيـرُ الوَسـائِلِ مَـن يَقَع مِنهُم عَلى
ســَبَبٍ إِلَيــكَ فَحَســبِيَ الزَهــراءُ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932