
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـادَت أَغـاني العُـرسِ رَجـعَ نُواحِ
وَنُعيــتِ بَيــنَ مَعــالِمِ الأَفـراحِ
كُفِّنـتِ فـي لَيـلِ الزَفـافِ بِثَـوبِهِ
وَدُفِنــتِ عِنــدَ تَبَلُّــجِ الإِصــباحِ
شــُيِّعتِ مِــن هَلَـعٍ بِعَـبرَةِ ضـاحِكٍ
فــي كُــلِّ ناحِيَــةٍ وَسـَكرَةِ صـاحِ
ضـــَجَّت عَلَيــكِ مَــآذِنٌ وَمَنــابِرٌ
وَبَكَــت عَلَيــكَ مَمالِــكٌ وَنَــواحِ
الهِنــدُ والِهَــةٌ وَمِصــرُ حَزينَـةٌ
تَبكـــي عَلَيــكِ بِمَــدمَعٍ ســَحّاحِ
وَالشـامُ تَسـأَلُ وَالعِـراقُ وَفـارِسٌ
أَمَحــا مِــنَ الأَرضِ الخِلافَـةَ مـاحِ
وَأَتَـت لَـكَ الجُمَـعُ الجَلائِلُ مَأتَماً
فَقَعَــدنَ فيــهِ مَقاعِــدَ الأَنـواحِ
يــا لَلرِجــالِ لَحُــرَّةٍ مَــوؤودَةٍ
قُتِلَــت بِغَيــرِ جَريــرَةٍ وَجُنــاحِ
إِنَّ الَّــذينَ أَسـَت جِراحَـكِ حَربُهُـم
قَتَلَتــكِ ســَلمُهُمو بِغَيــرِ جِـراحِ
هَتَكــوا بِأَيــديهِم مُلاءَةَ فَخرِهِـم
مَوشــــِيَّةً بِمَـــواهِبِ الفَتّـــاحِ
نَزَعــوا عَـنِ الأَعنـاقِ خَيـرَ قِلادَةٍ
وَنَضـَوا عَـنِ الأَعطـافِ خَيـرَ وِشـاحِ
حَسـَبٌ أَتـى طـولُ اللَيـالي دونَـهُ
قَــد طــاحَ بَيــنَ عَشـِيَّةٍ وَصـَباحِ
وَعَلاقَــةٌ فُصــِمَت عُــرى أَسـبابِها
كـــــانَت أَبَــــرَّ عَلائِقِ الأَرواحِ
جَمَعَـت عَلـى البِـرِّ الحُضورَ وَرُبَّما
جَمَعَــت عَلَيــهِ ســَرائِرَ النُـزّاحِ
نَظَمَـت صـُفوفَ المُسـلِمينَ وَخَطـوَهُم
فــي كُــلِّ غَــدوَةِ جُمعَــةٍ وَرَواحِ
بَكَـتِ الصـَلاةُ وَتِلـكَ فِتنَـةُ عـابِثٍ
بِالشــَرعِ عِربيـدِ القَضـاءِ وَقـاحِ
أَفــتى خُزَعبِلَــةً وَقــالَ ضــَلالَةً
وَأَتــى بِكُفــرٍ فـي البِلادِ بَـواحِ
إِنَّ الَّــذينَ جَــرى عَلَيهِـم فِقهُـهُ
خُلِقــوا لِفِقــهِ كَتيبَــةٍ وَســِلاحِ
إِن حَـدَّثوا نَطَقـوا بِخُـرسِ كَتـائِبٍ
أَو خوطِبــوا سـَمِعوا بِصـُمِّ رِمـاحِ
أَســـتَغفِرُ الأَخلاقَ لَســتُ بِجاحِــدٍ
مَــن كُنــتُ أَدفَـعُ دونَـهُ وَأُلاحـي
مــالي أُطَــوِّقُهُ المَلامَ وَطالَمــا
قَلَّــدتُهُ المَــأثورَ مِـن أَمـداحي
هُــوَ رُكـنُ مَملَكَـةٍ وَحـائِطُ دَولَـةٍ
وَقَريــعُ شــَهباءٍ وَكَبــشُ نِطــاحِ
أَأَقـولُ مَـن أَحيـا الجَماعَةَ مُلحِدٌ
وَأَقــولُ مَـن رَدَّ الحُقـوقَ إِبـاحي
الحَــقُّ أَولــى مِـن وَلِيِّـكَ حُرمَـةً
وَأَحَـــقُّ مِنــكَ بِنُصــرَةٍ وَكِفــاحِ
فَاِمدَح عَلى الحَقِّ الرِجالَ وَلُمهُموا
أَو خَــلِّ عَنــكَ مَواقِــفَ النُصـّاحِ
وَمِـنَ الرِجالِ إِذا اِنبَرَيتَ لِهَدمِهِم
هَــرَمٌ غَليــظُ مَنــاكِبِ الصــُفّاحِ
فَــإِذا قَــذَفتَ الحَـقَّ فـي أَجلادِهِ
تَــرَكَ الصــِراعَ مُضَعضـَعَ الأَلـواحِ
أَدّوا إِلى الغازي النَصيحَةَ يَنتَصِح
إِنَّ الجَــوادَ يَثــوبُ بَعـدَ جِمـاحِ
إِنَّ الغُـرورَ سـَقى الرَئيـسَ بِراحِهِ
كَيـفَ اِحتِيالُـكَ فـي صـَريعِ الراحِ
نَقَـلَ الشـَرائِعَ وَالعَقائِدَ وَالقُرى
وَالنـاسَ نَقـلَ كَتـائِبٍ فـي الساحِ
تَرَكَتــهُ كَالشــَبَحِ المُـؤَلَّهِ أُمَّـةٌ
لَــم تَسـلُ بَعـدُ عِبـادَةَ الأَشـباحِ
هُـم أَطلَقـوا يَـدَهُ كَقَيصـَرَ فيهُمو
حَتّــى تَنــاوَلَ كُــلَّ غَيـرِ مُبـاحِ
غَرَّتــهُ طاعــاتُ الجُمـوعِ وَدَولَـةٌ
وَجَـدَ السـَوادُ لَهـا هَوى المُرتاحِ
وَإِذا أَخَــذتَ المَجــدَ مِـن أُمِّيَّـةٍ
لَــم تُعـطَ غَيـرَ سـَرابِهِ اللَمّـاحِ
مَــن قــائِلٌ لِلمُســلِمينَ مَقالَـةً
لَــم يوحِهـا غَيـرَ النَصـيحَةِ واحِ
عَهـــدُ الخِلافَــةِ فِــيَّ أَوَّلُ ذائِدٍ
عَـــن حَوضــِها بِبَراعَــةٍ نَضــّاحِ
حُـبٌّ لِـذاتِ اللَـهِ كـانَ وَلَـم يَزَل
وَهَــوىً لِــذاتِ الحَــقِّ وَالإِصــلاحِ
إِنّـي أَنـا المِصـباحُ لَسـتُ بِضائِعٍ
حَتّــى أَكــونَ فَراشــَةَ المِصـباحِ
غَــزَواتُ أَدهَــمَ كُلِّلَــت بَـذَوابِلٍ
وَفُتــوحُ أَنــوَرَ فُصــِّلَت بِصــِفاحِ
وَلَّــت ســُيوفُهُما وَبـانَ قَناهُمـا
وَشــَبا يَراعــي غَيـرُ ذاتِ بَـراحِ
لا تَبــذُلوا بُـرَدَ النَبِـيِّ لِعـاجِزٍ
عُــزُلٍ يُــدافِعُ دونَــهُ بِــالراحِ
بِـالأَمسِ أَوهـى المُسـلِمينَ جِراحَـةً
وَاليَــومَ مَـدَّ لَهُـم يَـدَ الجَـرّاحِ
فَلتَســـمَعُنَّ بِكُـــلِّ أَرضٍ داعِيــاً
يَــدعو إِلـى الكَـذّابِ أَو لِسـَجاحِ
وَلتَشـــهَدُنَّ بِكُـــلِّ أَرضٍ فِتنَـــةً
فيهـا يُبـاعُ الـدينُ بَيـعَ سـَماحِ
يُفـتى عَلـى ذَهَـبِ المُعِـزِّ وَسـَيفِهِ
وَهَـوى النُفـوسِ وَحِقـدِها المِلحاحِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932