
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِــف نـاجِ أَهـرامَ الجَلالِ وَنـادِ
هَـل مِـن بُناتِـكَ مَجلِـسٌ أَو نـادِ
نَشـكو وَنَفـزَعُ فيـهِ بَينَ عُيونِهِم
إِنَّ الأُبُـــــوَّةَ مَفــــزِعُ الأَولادِ
وَنَبُثُّهُـم عَبَـثَ الهَـوى بِتُراثِهِـم
مِــن كُــلِّ مُلـقٍ لِلهَـوى بِقِيـادِ
وَنُـبينُ كَيـفَ تَفَـرَّقَ الإِخـوانُ في
وَقـــتِ البَلاءِ تَفَــرُّقَ الأَضــدادِ
إِنَّ المَغـالِطَ فـي الحَقيقَةِ نَفسَهُ
بـاغٍ عَلـى النَفـسِ الضَعيفَةِ عادِ
قُــل لِلأَعــاجيبِ الثَلاثِ مَقالَــةً
مِــن هــاتِفٍ بِمَكــانِهِنَّ وَشــادِ
لِلَّـهِ أَنـتِ فَما رَأَيتُ عَلى الصَفا
هَــذا الجَلالَ وَلا عَلــى الأَوتـادِ
لَــكِ كَالمَعابِــدِ رَوعَـةٌ قُدسـِيَّةٌ
وَعَلَيـــكِ روحانِيَّـــةُ العُبّــادِ
أُسِّســتِ مِــن أَحلامِهِــم بِقَواعِـدٍ
وَرُفِعــتِ مِــن أَخلاقِهِــم بِعِمـادِ
تِلــكَ الرِمـالُ بِجانِبَيـكِ بَقِيَّـةٌ
مِــن نِعمَــةٍ وَســَماحَةٍ وَرَمــادِ
إِن نَحـنُ أَكرَمنا النَزيلَ حِيالَها
فَالضــَيفُ عِنـدَكِ مَوضـِعُ الإِرفـادِ
هَــذا الأَميـنُ بِحائِطَيـكِ مُطَوِّفـاً
مُتَقَـــدِّمَ الحُجّـــاجِ وَالوُفّــادِ
إِن يَعـدُهُ مِنـكِ الخُلـودُ فَشـَعرُهُ
بــاقٍ وَلَيــسَ بَيــانُهُ لِنَفــادِ
إيــهِ أَميــنُ لَمَسـتَ كُـلَّ مُحَجَّـبٍ
في الحُسنِ مِن أَثَرِ العُقولِ وَبادي
قُـم قَبِّـلِ الأَحجـارَ وَالأَيدي الَّتي
أَخَــذَت لَهـا عَهـداً مِـنَ الآبـادِ
وَخُـذِ النُبـوغَ عَنِ الكِنانَةِ إِنَّها
مَهــدُ الشــُموسِ وَمَســقَطُ الآرادِ
أُمُّ القِـرى إِن لَم تَكُن أُمَّ القُرى
وَمَثابَـــةُ الأَعيــانِ وَالأَفــرادِ
مـازالَ يَغشى الشَرقَ مِن لَمَحاتِها
فــي كُــلِّ مُظلِمَـةٍ شـُعاعٌ هـادي
رَفَعـوا لَكَ الرَيحانَ كَاِسمِكَ طَيِّباً
إِنَّ العَمـــارَ تَحِيَّــةُ الأَمجــادِ
وَتَخَيَّــروا لِلمِهرَجــانِ مَكــانَهُ
وَجَعَلـتُ مَوضـِعَ الاِحتِفـاءِ فُـؤادي
سـَلَفَ الزَمانُ عَلى المَوَدَّةِ بَينَنا
ســَنَواتُ صـَحوٍ بَـل سـَناتُ رُقـادِ
وَإِذا جَمَعــتَ الطَيِّبـاتِ رَدَدتَهـا
لِعَــتيقِ خَمــرٍ أَو قَــديمِ وِدادِ
يــا نَجـمَ سـورِيّا وَلَسـتَ بِـأَوَّلٍ
مــاذا نَمَــت مِــن نَيِّـرٍ وَقّـادِ
أُطلُـع عَلـى يَمَـنٍ بِيُمنِـكَ في غَدٍ
وَتَجَــلَّ بَعــدَ غَـدٍ عَلـى بَغـدادِ
وَأَجِـل خَيالَـكَ فـي طُلـولِ مَمالِكٍ
مِمّــا تَجــوبُ وَفــي رُسـومِ بِلادِ
وَسـَلِ القُبورَ وَلا أَقولُ سَلِ القُرى
هَـل مِـن رَبيعَـةَ حاضـِرٌ أَو بادي
سـَتَرى الدِيارَ مِنِ اِختِلافِ أُمورِها
نَطَـقَ البَعيـرُ بِهـا وَعَيَّ الحادي
قَضــَّيتَ أَيّــامَ الشـَبابِ بِعـالَمٍ
لَبِــسَ السـِنينَ قَشـيبَةَ الأَبـرادِ
وَلَـدَ البَـدائِعَ وَالـرَوائِعَ كُلَّها
وَعَـدَتهُ أَن يَلِـدَ البَيـانَ عُوادي
لَـم يَختَـرِع شـَيطانَ حَسـّانٍ وَلَـم
تُخــرِج مَصــانِعُهُ لِســانَ زِيـادِ
اللَــهُ كَــرَّمَ بِالبَيـانِ عِصـابَةً
فــي العـالَمينَ عَزيـزَةَ الميلادِ
هـوميرُ أَحـدَثُ مِـن قُـرونٍ بَعـدَهُ
شـِعراً وَإِن لَـم تَخـلُ مِـن آحـادِ
وَالشـِعرُ فـي حَيـثُ النُفوسِ تَلَذُّهُ
لا في الجَديدِ وَلا القَديمِ العادي
حَــقُّ العَشـيرَةِ فـي نُبوغِـكَ أَوَّلٌ
فَـاِنظُر لَعَلَّـكَ بِالعَشـيرَةِ بـادي
لَـم يَكفِهِـم شـَطرُ النُبوغِ فَزُدهُمُ
إِن كُنـتَ بِالشـَطرَينِ غَيـرَ جَـوادِ
أَو دَع لِسـانَكَ وَاللُغـاتِ فَرُبَّمـا
غَنّــى الأَصــيلُ بِمَنطِـقِ الأَجـدادِ
إِنَّ الَّــذي مَلَأَ اللُغـاتِ مَحاسـِناً
جَعَـلَ الجَمـالَ وَسـَرَّهُ فـي الضادِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932