
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيُّهـا العُمّـالُ أَفنوا ال
عُمــرَ كَــدّاً وَاِكتِســابا
وَاِعمُــروا الأَرضَ فَلَــولا
ســَعيُكُم أَمســَت يَبابــا
إِنَّ لــي نُصــحاً إِلَيكُــم
إِن أَذِنتُــــم وَعِتابـــا
فــي زَمــانٍ غَبِـيَ النـا
صـــِحُ فيــهِ أَو تَغــابى
أَيــنَ أَنتُــم مِـن جُـدودٍ
خَلَّــدوا هَــذا التُرابـا
قَلَّـــدوهُ الأَثَــرَ المُــع
جِــزَ وَالفَــنَّ العُجابــا
وَكَســـَوهُ أَبَـــدَ الــدَه
رِ مِــنَ الفَخــرِ ثِيابــا
أَتقَنــوا الصــَنعَةَ حَتّـى
أَخَـذوا الخُلـدَ اِغتِصـابا
إِنَّ لِلمُتقِـــــنِ عِنــــدَ
اللَــهِ وَالنــاسِ ثَوابـا
أَتقِنــوا يُحبِبكُــمُ الـلَ
هُ وَيَرفَعكُــــم جَنابـــا
أَرَضــيتُم أَن تُــرى مِــص
رُ مِـــنَ الفَــنِّ خَرابــا
بَعــدَ مــا كـانَت سـَماءً
لِلصــــِناعاتِ وَغابــــا
أَيُّهــا الجَمـعُ لَقَـد صـِر
تَ مِــنَ المَجلِــسِ قابــا
فَكُــنِ الحُــرَّ اِختِيــاراً
وَكُــنِ الحُــرَّ اِنتِخابــا
إِنَّ لِلقَــــومِ لَعَينــــاً
لَيــسَ تَــألوكَ اِرتِقابـا
فَتَوَقَّــــع أَن يَقولـــوا
مَــن عَـنِ العُمّـالِ نابـا
لَيـــسَ بِــالأَمرِ جَــديراً
كُــلُّ مَــن أَلقـى خِطابـا
أَو سـَخا بِالمـالِ أَو قَـد
دَمَ جاهـــاً وَاِنتِســـابا
أَو رَأى أُمِّيَّــــةً فَـــاِخ
تَلَــب الجَهــلَ اِختِلابــا
فَتَخَيَّــر كُــلَّ مَــن شــَب
بَ عَلــى الصــِدقِ وَشـابا
وَاِذكُــرِ الأَنصــارَ بِـالأَم
سِ وَلا تَنـــسَ الصـــِحابا
أَيُّهــا الغـادونَ كَالنَـح
لِ اِرتِيــــاداً وَطِلابـــا
فـي بُكـورِ الطَيـرِ لِلـرِز
قِ مَجيئاً وَذَهابــــــــا
اِطلُبــوا الحَــقَّ بِرِفــقٍ
وَاِجعَلـوا الـواجِبَ دابـا
وَاِســتَقيموا يَفتَـحِ الـلَ
هُ لَكُــم بابــاً فَبابــا
اِهجُروا الخَمرَ تُطيعوا ال
لَـهَ أَو تُرضـوا الكِتابـا
إِنَّهـــا رِجـــسٌ فَطــوبى
لِاِمـــرِئٍ كَـــفَّ وَتابـــا
تُرعِــشُ الأَيـدي وَمَـن يُـر
عِــش مِـنَ الصـُنّاعِ خابـا
إِنَّمــا العاقِـلُ مَـن يَـج
عَـــلُ لِلـــدَهرِ حِســابا
فَــاِذكُروا يَــومَ مَشــيبٍ
فيــهِ تَبكــونَ الشـَبابا
إِنَّ لِلســـــِنِّ لَهَمّـــــاً
حيـــنَ تَعلــو وَعَــذابا
فَــاِجعَلوا مِــن مــالِكُم
لِلشــَيبِ وَالضـَعفِ نِصـابا
وَاِذكُـروا في الصَحَّةِ الدا
ءَ إِذا مـا السـُقمُ نابـا
وَاِجمَعــوا المـالَ لِيَـومٍ
فيــهِ تَلقَــونَ اِغتِصـابا
قَــد دَعـاكُم ذَنـبَ الهَـي
ئَةِ داعٍ فَأَصـــــــــابا
هِـــيَ طــاووسٌ وَهَــل أَح
ســــَنُهُ إِلّا الــــذُنابى
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932