
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُعِـدَّتِ الراحَـةُ الكُـبرى لِمَن تَعِبا
وَفــازَ بِــالحَقِّ مَـن يَـألُهُ طَلَبـا
وَمـا قَضـَت مِصـرُ مِـن كُـلِّ لُبانَتَها
حَتّـى تَجُـرَّ ذُيـولَ الغِبطَـةِ القُشُبا
فـي الأَمرِ ما فيهِ مِن جِدٍّ فَلا تَقِفوا
مِـن واقِـعٍ جَزَعـاً أَو طـائِرٍ طَرَبـا
لا تُثبِـتُ العَيـنُ شـَيئاً أَو تُحَقِّقُـهُ
إِذا تَحَيَّـرَ فيهـا الـدَمعُ وَاِضطَرَبا
وَالصـُبحُ يُظلِـمُ فـي عَينَيـكِ ناصِعُهُ
إِذا سـَدَلتَ عَلَيـكَ الشـَكَّ وَالرِيَبـا
إِذا طَلَبــتَ عَظيمــاً فَاِصـبِرَنَّ لَـهُ
أَو فَاِحشـُدَنَّ رِمـاحَ الخَـطِّ وَالقُضُبا
وَلا تُعِــدَّ صــَغيراتِ الأُمــورِ لَــهُ
إِنَّ الصــَغائِرَ لَيســَت لِلعُلا أُهُبـا
وَلَـن تَـرى صـُحبَةً تُرضـى عَواقِبُهـا
كَالحَقِّ وَالصَبرِ في أَمرٍ إِذا اِصطَحَبا
إِنَّ الرِجـالَ إِذا ما أُلجِئوا لَجَئوا
إِلـى التَعـاوُنِ فيمـا جَلَّ أَو حَزَبا
لا رَيــبَ أَنَّ خُطــا الآمـالِ واسـِعَةٌ
وَأَنَّ لَيــلَ سـُراها صـُبحُهُ اِقتَرَبـا
وَأَنَّ فــي راحَتَــي مِصـرٍ وَصـاحِبِها
عَهـداً وَعَقـداً بِحَـقٍّ كـانَ مُغتَصـَبا
قَـد فَتَّـحَ اللَـهُ أَبوابـاً لَعَلَّ لَنا
وَراءَهــا فُســَحَ الآمـالِ وَالرُحُبـا
لَـولا يَـدُ اللَـهِ لَم نَدفَع مَناكِبَها
وَلَـم نُعالِـج عَلـى مِصراعِها الأَرَبا
لا تَعـدَمُ الهِمَّـةُ الكُـبرى جَوائِزَها
سـِيّانِ مَـن غَلَـبَ الأَيّـامَ أَو غُلِبـا
وَكُــلُّ سـَعيٍ سـَيَجزي اللَـهُ سـاعِيَهُ
هَيهـاتَ يَـذهَبُ سـَعيَ المُحسِنينَ هَبا
لَـم يُـبرِمِ الأَمـرَ حَتّى يَستَبينَ لَكُم
أَســاءَ عاقِبَــةً أَم ســَرَّ مُنقَلَبـا
نِلتُــم جَليلاً وَلا تُعطــونَ خَردَلَــةً
إِلّا الَّـذي دَفَـعَ الدُسـتورُ أَو جَلَبا
تَمَهَّـــدَت عَقَبـــاتٌ غَيــرُ هَيِّنَــةٍ
تَلقـى رُكابُ السُرى مِن مِثلِها نَصَبا
وَأَقبَلَـــت عَقَبـــاتٌ لا يُـــذَلِّلُها
فـي مَوقِفِ الفَصلِ إِلّا الشَعبُ مُنتَخَبا
لَــهُ غَــداً رَأيُـهُ فيهـا وَحِكمَتُـهُ
إِذا تَمَهَّـلَ فَـوقَ الشـَوكِ أَو وَثَبـا
كَـم صـَعَّبَ اليَـومُ مِن سَهلٍ هَمَمتَ بِهِ
وَسـَهَّلَ الغَـدُ فـي الأَشياءِ ما صَعُبا
ضــَمّوا الجُهــودَ وَخَلوُهـا مُنَكَّـرَةً
لا تَملَئوا الشَدقَ مِن تَعريفِها عَجَبا
أَفـي الـوَغى وَرَحى الهَيجاءِ دائِرَةٌ
تُحصـونَ مَن ماتَ أَو تُحصونَ ما سُلِبا
خَلّـوا الأَكاليـلَ لِلتاريـخِ إِنَّ لَـهُ
يَـــداً تُؤَلِّفُهـــا دُرّاً وَمَخشــَلَبا
أَمـرُ الرِجـالِ إِلَيـهِ لا إِلـى نَفَـرٍ
مِـن بَينِكُـم سـَبَقَ الأَنباءَ وَالكُتُبا
أَملى عَلَيهِ الهَوى وَالحِقدُ فَاِندَفَعَت
يَــداهُ تَـرتَجِلانِ المـاءَ وَاللَهَبـا
إِذا رَأَيـتَ الهَـوى فـي أُمَّـةٍ حَكَماً
فَـاِحكُم هُنالِـكَ أَنَّ العَقلَ قَد ذَهَبا
قـالوا الحِمايَـةُ زالَت قُلتُ لا عَجَبٌ
بَـل كـانَ باطِلُها فيكُم هُوَ العَجَبا
رَأسُ الحِمايَــةِ مَقطــوعٌ فَلا عَـدِمَت
كِنانَـةُ اللَـهِ حَزمـاً يَقطَعُ الذَنَبا
لَـو تَسـأَلونَ أَلِنـبي يَـومَ جَندَلَها
بِــأَيِّ سـَيفٍ عَلـى يافوخِهـا ضـَرَبا
أَبـا الَّـذي جَـرَّ يَومَ السِلمِ مُتَّشِحاً
أَم بِالَّـذي هَـزَّ يَومَ الحَربِ مُختَضِبا
أَم بِالتَكـاتُفِ حَـولَ الحَـقِّ في بَلَدٍ
مِـن أَربَعينَ يُنادي الوَيلَ وَالحَرَبا
يـا فاتِـحَ القُدسِ خَلِّ السَيفَ ناحِيَةً
لَيـسَ الصـَليبُ حَديداً كانَ بَل خَشَبا
إِذا نَظَـرتَ إِلـى أَيـنَ اِنتَهَـت يَدُهُ
وَكَيـفَ جـاوَزَ فـي سـُلطانِهِ القُطُبا
عَلِمــتَ أَنَّ وَراءَ الضــَعفِ مَقــدِرَةً
وَأَنَّ لِلحَـــقِّ لا لِلقُــوَّةِ الغَلَبــا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932