
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِــأَبي وَروحـي الناعِمـاتِ الغيـدا
الباســِماتِ عَــنِ اليَــتيمِ نَضــيدَ
الرانِيـــاتِ بِكُــلِّ أَحــوَرَ فــاتِرٍ
يَــذُرُ الخَلِـيَّ مِـنَ القُلـوبِ عَميـدا
الراوِيــاتِ مِــنَ الســُلافِ مَحـاجِراً
النــــاهِلاتِ ســـَوالِفاً وَخُـــدودا
اللاعِبــاتِ عَلــى النَسـيمِ غَـدائِراً
الراتِعــاتِ مَــعَ النَســيمِ قُـدودا
أَقبَلــنَ فــي ذَهَـبِ الأَصـيلِ وَوَشـيِهِ
مِلـــءَ الغَلائِلِ لُؤلُـــؤاً وَفَريــدا
يَحــدِجنَ بِالحَــدقِ الحَواسـِدِ دُميَـةً
كَظِبــاءِ وَجــرَةَ مُقلَتَيــنِ وَجيــدا
حَـوَتِ الجَمـالَ فَلَـو ذَهَبـتَ تَزيـدُها
فـي الـوَهمِ حُسناً ما اِستَطَعتَ مَزيدا
لَــو مَـرَّ بِالوِلـدانِ طَيـفُ جَمالِهـا
فــي الخُلـدِ خَـرّوا رُكَّعـاً وَسـُجودا
أَشـهى مِـنَ العـودِ المُرَنَّـمِ مَنطِقـاً
وَأَلَـــذُّ مِـــن أَوتــارِهِ تَغريــدا
لَــو كُنــتَ مُطلِــقَ الســُجَناءِ لَـم
تُطلِــق لِســاحِرِ طَرفِهــا مَصــفودا
مـا قَصـَّرَ الرُؤَسـاءُ عَنـهُ سـَعى لَـهُ
ســـَعدٌ فَكـــانَ مُوَفَّقــاً وَرَشــيدا
يـا مِصـرُ أَشـبالُ العَريـنِ تَرَعرَعَـت
وَمَشــَت إِلَيـكِ مِـنَ السـُجونِ أُسـودا
قاضــى السِياســَةِ نـالَهُم بِعِقـابِهِ
خَشـِنَ الحُكومَـةِ فـي الشـَبابِ عَتيدا
أَتَــتِ الحَــوادِثُ دون عَقـدِ قَضـائِهِ
فَاِنهــــارَ بَيِّنَـــةً وَدُكَّ شـــَهيدا
تَقضـي السِياسـَةُ غَيـرَ مالِكَـةٍ لِمـا
حَكَمَـــت بِــهِ نَقضــاً وَلا تَوكيــدا
قــالوا أَتَنظُــمُ لِلشــَبابِ تَحِيَّــةً
تَبقــى عَلـى جيـدِ الزَمـانِ قَصـيدا
قُلــتُ الشــَبابُ أَتَــمُّ عِقـدَ مَـآثِرٍ
مِــن أَن أَزيـدَهُمو الثَنـاءَ عُقـودا
قَبِلَـــت جُهـــودَهُمُ البِلادُ وَقَبَّلَــت
تاجــاً عَلــى هامــاتِهِم مَعقــودا
خَرَجــوا فَمـا مَـدّوا حَنـاجِرَهُم وَلا
مَنّــوا عَلــى أَوطــانِهِم مَجهــودا
خَفِـيَ الأَسـاسُ عَـنِ العُيـونِ تَواضـُعاً
مِـن بَعـدِ مـا رَفَـعَ البِنـاءَ مَشيدا
مــا كــانَ أَفطَنَهُــم لِكُـلُّ خَديعَـةٍ
وَلِكُـــلِّ شـــَرٍّ بِـــالبِلادِ أُريــدا
لَمّــا بَنــى اللَـهُ القَضـِيَّةَ مِنهُـمُ
قـامَت عَلـى الحَـقِّ المُـبينِ عَمـودا
جــادوا بِأَيّـامِ الشـَبابِ وَأَوشـَكوا
يَتَجــاوَزونَ إِلـى الحَيـاةِ الجـودا
طَلَبـوا الجَلاءَ عَلـى الجِهـادِ مَثوبَةً
لَـم يَطلُبـوا أَجـرَ الجِهـادِ زَهيـدا
وَاللَـــهِ مــا دونَ الجَلاءِ وَيَــومِهِ
يَـــومٌ تُســَمّيهِ الكِنانَــةُ عيــدا
وَجَــدَ الســَجينُ يَـداً تُحَطِّـمُ قَيـدَهُ
مَـــن ذا يُحَطِّـــمُ لِلبِلادِ قُيـــودا
رَبِحَــت مِــنَ التَصـريحِ أَنَّ قُيودَهـا
قَــد صــِرنَ مِـن ذَهَـبٍ وَكُـنَّ حَديـدا
أَوَ مـا تَـرونَ عَلـى المَنـابِعِ عُـدَّةً
لا تَنجَلــي وَعَلــى الضـِفافِ عَديـدا
يا فِتيَةَ النيلِ السَعيدِ خُذوا المَدى
وَاِســتَأنِفوا نَفَـسَ الجِهـادِ مَديـدا
وَتَنَكَّبـوا العُـدوانَ وَاِجتَنِبوا الأَذى
وَقِفــوا بِمِصـرَ المَوقِـفَ المَحمـودا
الأَرضُ أَليَــــقُ مَنـــزِلاً بِجَماعَـــةٍ
يَبغــونَ أَســبابَ الســَماءِ قُعـودا
أَنتُــم غَــداً أَهـلُ الأُمـورِ وَإِنَّمـا
كُنّــا عَلَيكُــم فـي الأُمـورِ وُفـودا
فَـاِبنوا عَلـى أُسـُسِ الزَمـانِ وَروحِهِ
رُكــنَ الحَضــارَةِ باذِخــاً وَشـَديدا
الهَــدمُ أَجمَــلُ مِـن بِنايَـةِ مُصـلِحٍ
يَبنـي عَلـى الأُسـُسِ العِتـاقِ جَديـدا
وَجــهُ الكِنانَـةِ لَيـسَ يُغضـِبُ رَبَّكُـم
أَن تَجعَلـــوهُ كَـــوَجهِهِ مَعبـــودا
وَلّـوا إِلَيـهِ فـي الـدُروسِ وُجـوهَكُم
وَإِذا فَرَغتُـــمُ وَاِعبُــدوهُ هُجــودا
إِنَّ الَّـــذي قَســـَمَ البِلادَ حَبــاكُمُ
بَلَــداً كَأَوطــانِ النُجــومِ مَجيـدا
قَــد كــانَ وَالـدُنيا لُحـودٌ كُلُّهـا
لِلعَبقَرِيَّـــةِ وَالفُنـــونِ مُهـــودا
مَجــدُ الأُمــورِ زَوالُــهُ فــي زَلَّـةٍ
لا تَــرجُ لِاِســمِكَ بِــالأُمورِ خُلــودا
الفَــردُ بِالشــورى وَبِاِسـمِ نَـدِيِّها
لُفِــظَ الخَليفَـةُ فـي الظَلامِ شـَريدا
خَلَعَتـــهُ دونَ المُســلِمينَ عِصــابَةٌ
لَــم يَجعَلــوا لِلمُســلِمينَ وُجـودا
يَقضــونَ ذَلِــكَ عَــن ســَوادٍ غافِـلٍ
خُلِـــقَ الســَوادُ مُضــَلَّلاً وَمَســودا
جَعَلــوا مَشــيئَتَهُ الغَبِيَّــةَ سـُلَّماً
نَحــوَ الأُمــورِ لِمَــن أَرادَ صـُعودا
إِنّـي نَظَـرتُ إِلـى الشـُعوبِ فَلَم أَجِد
كَالجَهـــلِ داءً لِلشـــُعوبِ مُبيــدا
الجَهــلُ لا يَلِــدُ الحَيــاةَ مَـواتُهُ
إِلّا كَمــا تَلِــدُ الرِمــامُ الـدودا
لَـم يَخـلُ مِـن صـُوَرِ الحَيـاةِ وَإِنَّما
أَخطــاهُ عُنصــُرُها فَمــاتَ وَليــدا
وَإِذا سـَبى الفَـردُ المُسـَلَّطُ مَجلِسـاً
أَلفَيــتَ أَحــرارَ الرِجــالِ عَبيـدا
وَرَأَيــتَ فــي صـَدرِ النَـدِيِّ مُنَوَّمـاً
فـــي عُصـــبَةٍ يَتَحَرَّكــونَ رُقــودا
الحَـــقُّ ســـَهمٌ لا تَرِشــهُ بِباطِــلٍ
مــا كـانَ سـَهمُ المُبطِليـنَ سـَديدا
وَاِلعَـــب بِغَيــرِ ســِلاحِهِ فَلَرُبَّمــا
قَتَـــلَ الرِجــالَ ســِلاحُهُ مَــردودا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932