
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ناشـِرَ العِلـمِ بِهَـذي البِلاد
وُفِّقـتَ نَشـرُ العِلـمِ مِثلُ الجِهاد
بـانِيَ صـَرحِ المَجـدِ أَنـتَ الَّـذي
تَبنـي بُيـوتَ العِلـمِ في كُلِّ ناد
بِـالعِلمِ سـادَ النـاسُ في عَصرِهِم
وَاِختَرَقوا السَبعَ الطِباقَ الشِداد
أَيَطلُــبُ المَجــدَ وَيَبغـي العُلا
قَـومٌ لِسـوقِ العِلـمِ فيهِـم كَساد
نَقّـــادُ أَعمالِــكَ مُغــلٍ لَهــا
إِذا غَلا الـــدُرُّ غَلا الاِنتِقـــاد
مــا أَصـعَبَ الفِعـلَ لِمَـن رامَـهُ
وَأَســهَلَ القَـولَ عَلـى مَـن أَراد
ســَمعاً لِشـَكوايَ فَـإِن لَـم تَجِـد
مِنــكَ قُبــولاً فَالشـَكاوى تُعـاد
عَـدلاً عَلـى مـا كـانَ مِـن فَضلِكُم
فَالفَضــلُ إِن وُزِّع بِالعَــدلِ زاد
أَســـمَعُ أَحيانــاً وَحينــاً أَرى
مَدرَســَةً فــي كُــلِّ حَــيٍّ تُشـاد
قَــدَّمتَ قَبلــي مُــدُناً أَو قُـرى
كُنـتُ أَنـا السـَيفَ وَكُـنَّ النِجاد
أَنــا الَّـتي كُنـتُ سـَريراً لِمَـن
ســادَ كَــإِدوَردَ زَمانــاً وَشـاد
قَــد وَحَّــدَ الخـالِقَ فـي هَيكَـلٍ
مِـن قَبـلِ سـُقراطَ وَمِـن قَبلِ عاد
وَهَـــذَّبَ الهِنـــدُ دِيانـــاتِهِم
بِكُــلِّ خــافٍ مِـن رُمـوزي وَبـاد
وَمِــن تَلاميــذي موســى الَّــذي
أوحِــيَ مِــن بَعـدُ إِلَيـهِ فَهـاد
وَأُرضــِعَ الحِكمَـةَ عيسـى الهُـدى
أَيّــامَ تُربــي مَهـدُهُ وَالوِسـاد
مَدرَســَتي كــانَت حِيـاضَ النُهـى
قَــرارَةَ العِرفـانِ دارَ الرَشـاد
مَشـــايِخُ اليونــانِ يَأتونَهــا
يُلقـونَ في العِلمِ إِلَيها القِياد
كُنّــــا نُســـَمّيهِم بِصـــِبيانِهِ
وَصـِبيَتي بِالشـَيبِ أَهـلُ السـَداد
ذَلِــكَ أَمســي مــا بِــهِ ريبَـةٌ
وَيَــومِيَ القُبَّــةُ ذاتُ العِمــاد
أَصــبَحتُ كَــالفِردَوسِ فـي ظِلِّهـا
مِـن مِصـرَ لِلخَنكـا لِظِلّي اِمتِداد
لَـولا جُلّـى زَيتـونِيَ النَضـرِ مـا
أَقســَمَ بِــالزَيتونِ رَبُّ العِبـاد
الواحَــةُ الزَهـراءُ ذاتُ الغِنـى
تُربـي الَّتي ما مِثلِها في البِلاد
تُريــكَ بِالصــُبحِ وَجُنـحِ الـدُجى
بُــدورَ حُســنٍ وَشــُموسَ اِتِّقــاد
بَنِــيَّ يــا سـَعدُ كَزُغـبِ القَطـا
لا نَقَّــصَ اللَـهُ لَهُـم مِـن عِـداد
إِن فاتَــكَ النَسـلُ فَـأَكرِم بِهِـم
وَرُبَّ نَســـلٍ بِالنَــدى يُســتَفاد
أَخشــى عَلَيهِــم مِــن أَذىً رائِحٍ
يَجمَعُهُـم فـي الفَجرِ وَالعَصرِ غاد
صــــَفيرُهُ يَســـلُبُني راحَـــتي
وَيَمنَــعُ الجَفـنَ لَذيـذَ الرُقـاد
يَعقــوبُ مِــن ذِئبٍ بَكـى مُشـفِقاً
فَكَيـفَ أَنيـابُ الحَديـدِ الحِـداد
فَـاِنظُر رَعـاكَ اللَـهُ فـي حاجِهِم
فَنَظــرَةٌ مِنــكَ تُنيــلُ المُـراد
قَــد بَسـَطوا الكَـفَّ عَلـى أَنَّهُـم
فـي كَـرَمِ الـراحِ كَصـَوبِ العِهاد
إِن طُلِــبَ القِســطُ فَمــا مِنهُـمُ
إِلّا جَــوادٌ عَــن أَبيـهِ الجَـواد
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932