
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُنـادي الرَسـمَ لَو مَلَكَ الجَوابا
وَأُجزيــهِ بِــدَمعِيَ لَــو أَثابـا
وَقَــلَّ لِحَقِّــهِ العَبَــراتُ تَجـري
وَإِن كـانَت سـَوادَ القَلـبِ ذابـا
ســـَبَقنَ مُقَبِّلاتِ التُـــربِ عَنّــي
وَأَدَّيـــنَ التَحِيَّــةَ وَالخِطابــا
فَنَثري الدَمعَ في الدِمَنِ البَوالي
كَنَظمـي فـي كَواعِبِهـا الشـَبابا
وَقَفـتُ بِهـا كَمـا شـاءَت وَشاؤوا
وُقوفــاً عَلَّـمَ الصـَبرَ الـذِهابا
لَهـــا حَـــقٌّ وَلِلأَحبـــابِ حَــقٌّ
رَشــَفتُ وِصــالَهُم فيهـا حَبابـا
وَمَــن شــَكَرَ المَنـاجِمَ مُحسـِناتٍ
إِذا التِـبرُ اِنجَلى شَكَرَ التُرابا
وَبَيـــنَ جَـــوانِحي وافٍ أُلــوفٌ
إِذا لَمَـحَ الـدِيارَ مَضـى وَثابـا
رَأى مَيـلَ الزَمـانِ بِهـا فَكـانَت
عَلــى الأَيّــامِ صــُحبَتُهُ عِتابـا
وَداعـــاً أَرضَ أَنـــدَلُسٍ وَهَــذا
ثَنــائي إِن رَضــيتِ بِـهِ ثَوابـا
وَمــا أَثنَيــتُ إِلّا بَعــدَ عِلــمٍ
وَكَــم مِـن جاهِـلٍ أَثنـى فَعابـا
تَخِــذتُكِ مَــوئِلاً فَحَلَلــتُ أَنـدى
ذُراً مِـــن وائِلٍ وَأَعَــزَّ غابــا
مُغَـــرِّبُ آدَمٍ مِـــن دارِ عَـــدنٍ
قَضـاها فـي حِمـاكِ لِـيَ اِغتِرابا
شـَكَرتُ الفُلـكَ يَـومَ حَـوَيتِ رَحلي
فَيــا لِمُفــارِقٍ شـَكَرَ الغُرابـا
فَــأَنتِ أَرَحتِنــي مِـن كُـلِّ أَنـفٍ
كَـأَنفِ المَيتِ في النَزعِ اِنتِصابا
وَمَنظَـــرِ كُــلِّ خَــوّانٍ يَرانــي
بِــوَجهٍ كَـالبَغِيِّ رَمـى النِقابـا
وَلَيــسَ بِعــامِرٍ بُنيــانُ قَــومٍ
إِذا أَخلاقُهُـــم كــانَت خَرابــا
أَحَــقٌّ كُنــتِ لِلزَهــراءِ ســاحاً
وَكُنــتِ لِسـاكِنِ الزاهـي رِحابـا
وَلَـم تَـكُ جَـورُ أَبهـى مِنكِ وَرداً
وَلَــم تَـكُ بابِـلٌ أَشـهى شـَرابا
وَأَنَّ المَجـدَ فـي الـدُنيا رَحيـقٌ
إِذا طـالَ الزَمـانُ عَلَيـهِ طابـا
أولَئِكَ أُمَّــةٌ ضــَرَبوا المَعـالي
بِمَشـــرِقِها وَمَغرِبِهــا قِبابــا
جَـرى كَـدَراً لَهُـم صـَفوُ اللَيالي
وَغايَــةُ كُــلِّ صــَفوٍ أَن يُشـابا
مَشــَيِّبَةُ القُــرونِ أُديـلَ مِنهـا
أَلَـم تَـرَ قَرنَهـا في الجَوِّ شابا
مُعَلَّقَــــةٌ تَنَظَّـــرُ صـــَولَجاناً
يَخُـرُّ عَـنِ السـَماءِ بِهـا لِعابـا
تُعَـدُّ بِهـا عَلـى الأُمَـمِ اللَيالي
وَمـا تَـدري السِنينَ وَلا الحِسابا
وَيــا وَطَنـي لَقَيتُـكَ بَعـدَ يَـأسٍ
كَـأَنّي قَـد لَقيـتُ بِـكَ الشـَبابا
وَكُــلُّ مُســافِرٍ ســَيَئوبُ يَومــاً
إِذا رُزِقَ الســـَلامَةَ وَالإِيابـــا
وَلَــو أَنّـي دُعيـتُ لَكُنـتَ دينـي
عَلَيـهِ أُقابِـلُ الحَتـمَ المُجابـا
أُديـرُ إِلَيـكَ قَبـلَ البَيـتِ وَجهي
إِذا فُهــتُ الشـَهادَةَ وَالمَتابـا
وَقَــد سـَبَقَت رَكـائِبِيَ القَـوافي
مُقَلَّــــدَةً أَزِمَّتَهـــا طِرابـــا
تَجـوبُ الـدَهرَ نَحـوَكَ وَالفَيـافي
وَتَقتَحِــمُ اللَيـالِيَ لا العُبابـا
وَتُهــديكَ الثَنـاءَ الحُـرَّ تاجـاً
عَلــى تاجَيــكَ مُؤتَلِقـاً عُجابـا
هَــدانا ضــَوءُ ثَغــرِكَ مِـن ثَلاثٍ
كَمـا تَهـدي المُنَـوَّرَةُ الرِكابـا
وَقَـد غَشـِي المَنـارُ البَحرَ نوراً
كَنــارِ الطـورِ جَلَّلَـتِ الشـِعابا
وَقيــلَ الثَغـرُ فَاِتَّـأَدَت فَأَرسـَت
فَكـانَت مِـن ثَـراكَ الطُهـرِ قابا
فَصــَفحاً لِلزَمــانِ لِصــُبحِ يَـومٍ
بِـهِ أَضـحى الزَمـانُ إِلَـيَّ ثابـا
وَحَيّــا اللَــهُ فِتيانـاً سـِماحاً
كَســَوا عِطفَـيَّ مِـن فَخـرٍ ثِيابـا
مَلائِكَـــةٌ إِذا حَفّـــوكَ يَومـــاً
أَحَبَّــكَ كُــلُّ مَـن تَلقـى وَهابـا
وَإِن حَمَلَتــكَ أَيــديهِم بُحــوراً
بَلَغــتَ عَلــى أَكُفِّهِـمُ السـَحابا
تَلَقَّــــوني بِكُـــلِّ أَغَـــرَّ زاهٍ
كَـــأَنَّ عَلــى أَســِرَّتِهِ شــَهابا
تَــرى الإيمــانَ مُؤتَلِقـاً عَلَيـهِ
وَنـورَ العِلـمِ وَالكَـرَمَ اللُبابا
وَتَلمَــحُ مِــن وَضــاءَةِ صـَفحَتَيهِ
مُحَيّــا مِصــرَ رائِعَــةً كَعابــا
وَمــا أَدَبـي لِمـا أَسـدَوهُ أَهـلٌ
وَلَكِــن مَـن أَحَـبَّ الشـَيءَ حـابى
شــَبابَ النيـلِ إِنَّ لَكُـم لَصـَوتاً
مُلَبّــى حيــنَ يُرفَــعُ مُسـتَجابا
فَهُـزّوا العَـرشَ بِالـدَعَواتِ حَتّـى
يُخَفِّــفَ عَــن كِنـانَتِهِ العَـذابا
أَمِــن حَــربِ البَسـوسِ إِلـى غَلاءٍ
يَكــادُ يُعيــدُها سـَبعاً صـِعابا
وَهَـل فـي القَـومِ يوسـُفُ يَتَّقيها
وَيُحســِنُ حِســبَةً وَيَــرى صـَوابا
عِبــادَكَ رَبِّ قَــد جـاعوا بِمِصـرٍ
أَنيلاً ســُقتَ فيهِــمُ أَم ســَرابا
حَنانَــكَ وَاِهـدِ لِلحُسـنى تِجـاراً
بِهـا مَلَكـوا المَرافِقَ وَالرِقابا
وَرَقِّــق لِلفَقيــرِ بِهــا قُلوبـاً
مُحَجَّــــرَةً وَأَكبـــاداً صـــِلابا
أَمَــن أَكَـلَ اليَـتيمَ لَـهُ عِقـابٌ
وَمَــن أَكَـلَ الفَقيـرَ فَلا عِقابـا
أُصــيبَ مِـنَ التُجـارِ بِكُـلِّ ضـارٍ
أَشـَدَّ مِـنَ الزَمـانِ عَلَيـهِ نابـا
يَكـــادُ إِذا غَــذاهُ أَو كَســاهُ
يُنــازِعُهُ الحَشاشــَةَ وَالإِهابــا
وَتَســمَعُ رَحمَــةً فــي كُـلِّ نـادٍ
وَلَســتَ تُحِــسُّ لِلبِــرِّ اِنتِـدابا
أَكُــلٌّ فــي كِتــابِ اللَــهِ إِلّا
زَكـاةَ المـالِ لَيسـَت فيـهِ بابا
إِذا مـا الطـامِعونَ شَكَوا وَضَجّوا
فَـدَعهُم وَاِسـمَعِ الغَرثى السِغابا
فَمــا يَبكــونُ مِـن ثُكـلٍ وَلَكِـن
كَمــا تَصـِفُ المُعَـدِّدَةُ المُصـابا
وَلَـم أَرَ مِثـلَ شـَوقِ الخَيرِ كَسباً
وَلا كَتِجــارَةِ الســوءِ اِكتِسـابا
وَلا كَـــأُولَئِكَ البُؤَســاءِ شــاءً
إِذا جَوَّعتَهــا اِنتَشــَرَت ذِئابـا
وَلَــولا البِـرُّ لَـم يُبعَـث رَسـولٌ
وَلَــم يَحمِـل إِلـى قَـومٍ كِتابـا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932