
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـن ذَلِـكَ المُلـكُ الَّذي عَزَّ جانِبُهُ
لَقَـد وَعَـظَ الأَملاكَ وَالنـاسَ صـاحِبُه
أَمُلكُــكَ يـا داوُدُ وَالمُلـكُ الَّـذي
يَغــارُ عَلَيـهِ وَالَّـذي هُـوَ واهِبُـه
أَرادَ بِــهِ أَمــراً فَجَلَّــت صـُدورُهُ
فَــأَتبَعَهُ لُطفــاً فَجَلَّــت عَـواقِبُه
رَمـى وَاِسـتَرَدَّ السَهمَ وَالخَلقُ غافِلٌ
فَهَــل يَتَّقيــهِ خَلقُـهُ أَو يُراقِبُـه
أَيَبطُـلُ عيـدُ الـدَهرِ مِـن أَجلِ دُمَّلٍ
وَتَخبــو مَجـاليهِ وَتُطـوى مَـواكِبُه
وَيَرجِــعُ بِـالقَلبِ الكَسـيرِ وُفـودُهُ
وَفيهِـم مَصـابيحُ الـوَرى وَكَـواكِبُه
وَتَسـمو يَـدُ الدَهرِ اِرتِجالاً بِبَأسِها
إِلـى طُنُـبِ الأَقـواسِ وَالنَصرُ ضارِبُه
وَيَســتَغفِرُ الشـَعبُ الفَخـورُ لِرَبِّـهِ
وَيَجمَـعُ مِـن ذَيـلِ المَخيلَـةِ ساحِبُه
وَيُحجَــبُ رَبُّ العيــدِ سـاعَةَ عيـدِهِ
وَتَنقُــصُ مِــن أَطرافِهِــنَّ مَــآرِبُه
أَلا هَكَــذا الــدُنيا وَذَلِـكَ وُدُّهـا
فَهَلّا تَــأَتّى فــي الأَمـانِيِّ خـاطِبُه
أَعَــدَّ لَهــا إِدوَردُ أَعيـادَ تـاجِهِ
وَمـا فـي حِسابِ اللَهِ ما هُوَ حاسِبُه
مَشـَت فـي الثَرى أَنباؤُها فَتَساءَلَت
مَشــارِقُهُ عَــن أَمرِهــا وَمَغـارِبُه
وَكـاثَرَ فـي البَرِّ الحَصى مَن يَجوبُهُ
وَكـــاثَرَ مَــوجَ البَحــرِ راكِبُــه
إِلـى مَـوكِبٍ لَـم تُخـرِجِ الأَرضُ مِثلَهُ
وَلَـن يَتهـادى فَوقَهـا مـا يُقارِبُه
إِذا سـارَ فيـهِ سـارَتِ الناسُ خَلفَهُ
وَشــَدَّت مَغـاويرَ المُلـوكِ رَكـائِبُه
تُحيـطُ بِـهِ كَالنَمـلِ في البَرِّ خَيلُهُ
وَتَملَأُ آفـــاقَ البِحــارِ مَراكِبُــه
نِظــامُ المَجـالي وَالمَـواكِبِ حَلَّـهُ
زَمــانٌ وَشــيكٌ رَيبُــهُ وَنَــوائِبُه
فَبَينا سَبيلُ القَومِ أَمنٌ إِلى المُنى
إِذا هُـوَ خَـوفٌ فـي الظُنونِ مَذاهِبُه
إِذا جَـاءَتِ الأَعيـادُ فـي كُـلِّ مَسمَعٍ
تَجـوبُ الثَـرى شَرقاً وَغَرباً جَوائِبُه
رَجـاءٌ فَلَـم يَلبُـث فَخَـوفٌ فَلَم يَدُم
سـَلِ الـدَهرَ أَيُّ الحـادِثَينِ عَجائِبُه
فيـا لَيـتَ شـِعري أَينَ كانَت جُنودُهُ
وَكَيـفَ تَراخَـت فـي الفِداءِ قَواضِبُه
وَرُدَّت عَلـــى أَعقـــابِهِنَّ ســَفينُهُ
وَمـا رَدَّها في البَحرِ يَوماً مُحارِبُه
وَكَيــفَ أَفــاتَتهُ الحَـوادِثُ طِلبَـةً
وَمــا عَــوَّدتَهُ أَن تَفـوتَ رَغـائِبُه
لَـكَ المُلـكُ يا مَن خَصَّ بِالعِزِّ ذاتَهُ
وَمَــن فَـوقَ آرابَ المُلـوكِ مَـآرِبُه
فَلا عَـــرشَ إِلّا أَنـــتَ وارِثُ عِــزِّهِ
وَلا تــاجَ إِلّا أَنـتَ بِـالحَقِّ كاسـِبُه
وَآمَنـتُ بِـالعِلمِ الَّـذي أَنـتَ نورُهُ
وَمِنــكَ أَيــاديهِ وَمِنــكَ مَنـاقِبُه
تُــؤامِنُ مِـن خَـوفٍ بِـهِ كُـلُّ غـالِبٍ
عَلـى أَمرِهِ في الأَرضِ وَالداءُ غالِبُه
سَلوا صاحِبَ المُلكَينِ هَل مَلَك القُوى
وَأُسـدُ الشـَرى تَعنـو لَـهُ وَتُحارِبُه
وَهَـل رَفَـعَ الـداءَ العُضـالَ وَزيرُهُ
وَهَـل حَجَـبَ البـابَ المُمَنَّـعَ حاجِبُه
وَهَــل قَــدَّمَت إِلّا دُعــاةً شــُعوبُهُ
وَســـاعَفَ إِلّا بِالصـــَلاةِ أَقــارِبُه
هُنالِــكَ كـانَ العِلـمُ يُبلـي بَلاءَهُ
وَكـانَ سـِلاحُ النَفـسِ تُغنـي تَجارِبُه
كَريـمُ الظُبـا لا يَقـرُبُ الشـَرَّ حَدُّهُ
وَفـي غَيـرِهِ شـَرُّ الـوَرى وَمَعـاطِبُه
إِذا مَـرَّ نَحـوَ المَـرءِ كـانَ حَياتَهُ
كَإِصـبَعِ عيسـى نَحـوَ مَيـتٍ يُخـاطِبُه
وَأَيسـَرُ مِـن جُـرحِ الصـُدودِ فِعـالُهُ
وَأَسـهَلُ مِـن سـَيفِ اللِحـاظِ مَضارِبُه
عَجيــبٌ يُرَجّــى مِشـرَطاً أَو يَهـابُهُ
مَـنِ الغَربُ راجيهِ مَنِ الشَرقُ هائِبُه
فَلَـو تُفتَـدى بِالبيضِ وَالسُمرِ فِديَةٌ
لَأَلقَـت قَناهـا فـي البِلادِ كَتـائِبُه
وَلَـو أَنَّ فَـوقَ العِلمِ تاجاً لَتَوَّجوا
طَبيبـاً لَـهُ بِـالأَمسِ كـانَ يُصـاحِبُه
فَــآمَنتُ بِـاللَهِ الَّـذي عَـزَّ شـَأنُهُ
وَآمَنـتُ بِـالعِلمِ الَّـذي عَـزَّ طالِبُه
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932