
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُـم فـي فَـمِ الـدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا
وَاِنثُـر عَلـى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
وَاِجعَــل مَكــانَ الـدُرِّ إِن فَصـَّلتَهُ
فـي مَـدحِهِ خَـرَزَ السـَماءِ النَيِّـرا
وَاِذكُــرهُ بَعـدَ المَسـجِدَينِ مُعَظِّمـاً
لِمَســاجِدِ اللَــهِ الثَلاثَـةِ مُكبِـرا
وَاِخشــَع مَلِيّــاً وَاِقـضِ حَـقَّ أَئِمَّـةٍ
طَلَعـوا بِـهِ زُهـراً وَمـاجوا أَبحُرا
كــانوا أَجَـلَّ مِـنَ المُلـوكِ جَلالَـةً
وَأَعَــزَّ ســُلطاناً وَأَفخَــمَ مَظهَـرا
زَمَـنُ المَخـاوِفِ كـانَ فيـهِ جَنابُهُم
حَـرَمَ الأَمـانِ وَكـانَ ظِلُّهُـمُ الـذَرا
مِـن كُـلِّ بَحـرٍ فـي الشـَريعَةِ زاخِرٍ
وَيُريكَـهُ الخُلُـقُ العَظيـمُ غَضـَنفَرا
لا تَحــذُ حَــذوَ عِصــابَةٍ مَفتونَــةٍ
يَجِــدونَ كُــلَّ قَـديمِ شـَيءٍ مُنكَـرا
وَلَوِ اِستَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا
مَــن مـاتَ مِـن آبـائِهِم أَو عُمِّـرا
مِـن كُـلِّ مـاضٍ فـي القَـديمِ وَهَدمِهِ
وَإِذا تَقَـــدَّمَ لِلبِنايَـــةِ قَصــَّرا
وَأَتــى الحَضـارَةَ بِالصـِناعَةِ رَثَّـةً
وَالعِلـمِ نَـزراً وَالبَيـانِ مُثَرثِـرا
يـا مَعهَـداً أَفنـى القُـرونَ جِدارُهُ
وَطَــوى اللَيـالِيَ رَكنُـهُ وَالأَعصـُرا
وَمَشـى عَلـى يَبَـسِ المَشـارِقِ نـورُهُ
وَأَضــاءَ أَبيَــضَ لُجِّهــا وَالأَحمَـرا
وَأَتـى الزَمـانُ عَلَيـهِ يَحمـي سـُنَّةً
وَيَــذودُ عَـن نُسـُكٍ وَيَمنَـعُ مَشـعَرا
فــي الفـاطِمِيّينَ اِنتَمـى يَنبـوعُهُ
عَــذبَ الأُصــولِ كَجَــدِّهِم مُتَفَجِّــرا
عَيـنٌ مِـنَ الفُرقـانِ فـاضَ نَميرُهـا
وَحيـاً مِـنَ الفُصـحى جَـرى وَتَحَـدَّرا
مـا ضـَرَّني أَن لَيـسَ أُفقُـكَ مَطلَعـي
وَعَلــى كَــواكِبِهِ تَعَلَّمــتُ السـُرى
لا وَالَّـذي وَكَـلَ البَيـانَ إِلَيـكَ لَم
أَكُ دونَ غايــاتِ البَيــانِ مُقَصـِّرا
لَمّــا جَــرى الإِصــلاحُ قُمـتَ مُهَنِّئاً
بِاِسـمِ الحَنيفَـةِ بِالمَزيـدِ مُبَشـِّرا
نَبَـأٌ سـَرى فَكَسـا المَنـارَةَ حَـبرَةً
وَزَهـا المُصـَلّى وَاِسـتَخَفَّ المِنبَـرا
وَســَما بِأَروِقَــةِ الهُـدى فَأَحَلَّهـا
فَـرعَ الثُرَيّـا وَهـيَ في أَصلِ الثَرى
وَمَشـى إِلـى الحَلَقـاتِ فَاِنفَجَرَت لَهُ
حَلقــاً كَهــالاتِ الســَماءِ مُنَـوِّرا
حَتّــى ظَنَنّــا الشــافِعِيَّ وَمالِكـاً
وَأَبـا حَنيفَـةِ وَاِبـنَ حَنبَـلِ حُضـَّرا
إِنَّ الَّــذي جَعَــلَ العَـتيقَ مَثابَـةً
جَعَــلَ الكِنـانِيَّ المُبـارَكَ كَـوثَرا
العِلــمُ فيــهِ مَنــاهِلاً وَمَجانِيـاً
يَـأتي لَـهُ النُـزّاعُ يَبغـونَ القِرى
يـا فِتيَـةَ المَعمـورِ سـارَ حَديثُكُم
نَــدّاً بِــأَفواهِ الرِكـابِ وَعَنبَـرا
المَعهَــدُ القُدســِيُّ كــانَ نَــدِيُّهُ
قُطبــاً لِــدائِرَةِ البِلادِ وَمِحــوَرا
وُلِــدَت قَضــِيَّتُها عَلــى مِحرابِــهِ
وَحَبَــت بِــهِ طِفلاً وَشــَبَّت مُعصــِرا
وَتَقَــدَّمَت تُزجــي الصـُفوفَ كَأَنَّهـا
جانـدَركُ فـي يَـدِها اللِواءُ مُظَفَّرا
هُـزّوا القُـرى مِـن كَهفِها وَرَقيمِها
أَنتُـم لَعَمـرُ اللَـهِ أَعصـابُ القُرى
الغافِــلُ الأُمِّــيُّ يَنطُــقُ عِنــدَكُم
كَالبَبَّغـــاءِ مُـــرَدِّداً وَمُكَـــرِّرا
يُمســي وَيُصـبِحُ فـي أَوامِـرِ دينِـهِ
وَأُمــورِ دُنيــاهُ بِكُــم مُستَبصـِرا
لَـو قُلتُـمُ اِختَـر لِلنِيابَـةِ جاهِلاً
أَو لِلخَطابَـــةِ بـــاقِلاً لَتَخَيَّــرا
ذُكِــرَ الرِجــالُ لَـهُ فَـأَلَّهَ عُصـبَةً
مِنهُـــم وَفَســَّقَ آخَريــنَ وَكَفَّــرا
آبــاؤُكُم قَــرَأوا عَلَيـهِ وَرَتَّلـوا
بِــالأَمسِ تاريــخَ الرِجـالِ مُـزَوَّرا
حَتّــى تَلَفَّــتَ عَــن مَحـاجِرِ رَومَـةٍ
فَـرَأى عُرابـي فـي المَواكِبِ قَيصَرا
وَدَعـــا لِمَخلـــوقٍ وَأَلَّــهَ زائِلاً
وَاِرتَـدَّ فـي ظُلَـمِ العُصورِ القَهقَرى
وَتَفَيَّئوا الدُســتورَ تَحــتَ ظِلالِــهِ
كَنَفـاً أَهَـشَّ مِـنَ الرِيـاضِ وَأَنضـَرا
لا تَجعَلــوهُ هَــوىً وَخُلقـاً بَينَكُـم
وَمَجَــرَّ دُنيــا لِلنُفــوسِ وَمَتجَـرا
اليَــومَ صــَرَّحَتِ الأُمــورُ فَـأَظهَرَت
مـا كـانَ مِـن خُدَعِ السِياسَةِ مُضمَرا
قَـد كـانَ وَجهُ الرَأيِ أَن نَبقى يَداً
وَنَــرى وَراءَ جُنودِهــا إِنكِلتِــرا
فَــإِذا أَتَتنــا بِالصـُفوفِ كَـثيرَةً
جِئنــا بِصــَفٍّ واحِــدٍ لَـن يُكسـَرا
غَضــِبَت فَغَــضَّ الطَـرفَ كُـلُّ مُكـابِرٍ
يَلقــاكَ بِالخَــدِّ اللَطيـمِ مُصـَعَّرا
لَـم تَلـقَ إِصـلاحاً يُهـابُ وَلَـم تَجِد
مِـن كُتلَـةٍ مـا كـانَ أَعيـا مِلنَرا
حَــظٌّ رَجَونـا الخَيـرَ مِـن إِقبـالِهِ
عــاثَ المُفَـرِّقُ فيـهِ حَتّـى أَدبَـرا
دارُ النِيابَــةِ هَيَّــأَت دَرَجاتُهــا
فَليَـرقَ في الدَرَجِ الذَوائِبُ وَالذُرا
الصـارِخونَ إِذا أُسـيءَ إِلـى الحِمى
وَالـزائِرونَ إِذا أُغيـرَ عَلى الشَرى
لا الجـاهِلونَ العـاجِزونَ وَلا الأُلـى
يَمشـونَ فـي ذَهَـبِ القُيـودِ تَبَختُرا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932