
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقــدِم فَلَيــسَ عَلــى الإِقـدامِ مُمتَنِـعُ
وَاِصـنَع بِـهِ المَجـدَ فَهوَ البارِعُ الصَنَعُ
لِلنــاسِ فــي كُــلِّ يَـومٍ مِـن عَجـائِبِهِ
مــا لَـم يَكُـن لِاِمـرِئٍ فـي خـاطِرٍ يَقَـعُ
هَـل كـانَ فـي الوَهمِ أَنَّ الطَيرَ يَخلُفُها
عَلــى الســَماءِ لَطيـفُ الصـُنعِ مُختَـرَعُ
وَأَنَّ أَدراجَهــا فــي الجَــوِّ يَســلُكُها
جِـــنٌّ جُنـــودُ ســُلَيمانٍ لَهــا تَبَــعُ
أَعيـا العُقـابَ مَـداهُم في السَماءِ وَما
رامـوا مِـنَ القُبَّـةِ الكُبرى وَما فَرَعوا
قُــل لِلشــَبابِ بِمِصــرَ عَصــرُكُم بَطَــلٌ
بِكُـــلِّ غايَـــةِ إِقـــدامٍ لَــهُ وَلَــعُ
أُسُّ المَمالِـــكِ فيـــهِ هِمَّـــةٌ وَحِجــىً
لا التُرَّهـــاتُ لَهـــا أُسٌّ وَلا الخِـــدَعُ
يُعطـي الشـُعوبَ عَلـى مِقـدارِ ما نَبَغوا
وَلَيــسَ يَبخَســُهُم شــَيئاً إِذا بَرَعــوا
مــاذا تُعِــدّونَ بَعــدَ البَرلَمـانِ لَـهُ
إِذا خِيـــارُكُمُ بِالدَولَـــةِ اِضــطَلَعوا
البَــرُّ لَيــسَ لَكُــم فــي طـولِهِ لُجُـمٌ
وَالبَحــرُ لَيــسَ لَكُـم فـي عَرضـِهِ شـُرُعُ
هَــل تَنهَضــونَ عَســاكُمُ تَلحَقــونَ بِـهِ
فَلَيــسَ يَلحَــقُ أَهــلَ الســَيرِ مُضـطَجِعُ
لا يُعجَبَنَّكُـــــمُ ســـــاعٍ بِتَفرِقَــــةٍ
إِنَّ المِقَـــصَّ خَفيـــفٌ حيـــنَ يَقتَطِــعُ
قَـد أَشـهَدوكُم مِـنَ الماضـي وَمـا نَبَشَت
مِنـهُ الضـَغائِنُ مـا لَـم تَشـهَدِ الضـَبُعُ
مــا لِلشــَبابِ وَلِلماضــي تَمُــرُّ بِهِـم
فيــهِ عَلــى الجِيَـفِ الأَحـزابُ وَالشـِيَعُ
إِنَّ الشـــَبابَ غَـــدٌ فَليَهــدِهِم لِغَــدٍ
وَلِلمَســـالِكِ فيــهِ الناصــِحُ الــوَرِعُ
لا يَمنَعَنَّكُـــــمُ بِــــرُّ الأُبُــــوَّةِ أَن
يَكــونَ صــُنعُكُمُ غَيــرَ الَّــذي صـَنَعوا
لا يُعجِبَنَّكُــمُ الجــاهُ الَّــذي بَلَغــوا
مِــنَ الوِلايَــةِ وَالمـالُ الَّـذي جَمَعـوا
ما الجاهُ وَالمالُ في الدُنيا وَإِن حَسُنا
إِلّا عَــــوارِيُّ حَــــظٍّ ثُـــمَّ تُرتَجَـــعُ
عَلَيكُـــمُ بِخَيــالِ المَجــدِ فَــأتَلِفوا
حِيـــالَهُ وَعَلــى تِمثــالِهِ اِجتَمَعــوا
وَأَجمِلــوا الصـَبرَ فـي جِـدٍّ وَفـي عَمَـلٍ
فَالصــَبرُ يَنفَــعُ مـا لا يَنفَـعُ الجَـزَعُ
وَإِن نَبَغتُـــم فَفــي عِلــمٍ وَفــي أَدَبٍ
وَفـــي صــِناعاتِ عَصــرٍ ناســُهُ صــُنُعُ
وَكُــلُّ بُنيــانِ قَــومٍ لا يَقــومُ عَلــى
دَعــائِمَ العَصــرِ مِــن رُكنَيـهِ مُنصـَدِعُ
شـــَريفُ مَكَّـــةَ حُـــرٌّ فــي مَمــالِكِهِ
فَهَـل تُـرى القَـومُ بِالحُرِيَّـةِ اِنتَفَعـوا
كَـم فـي الحَيـاةِ مِـنَ الصَحراءِ مِن شَبَهٍ
كِلتاهُمــا فــي مُفاجـاةِ الفَنـى شـَرَعُ
وَراءَ كُـــلِّ ســـَبيلٍ فيهِمـــا قَـــدَرٌ
لا تَعلَـمُ النَفـسُ مـا يَـأتي وَمـا يَـدَعُ
فَلَســتَ تَـدري وَإِن كُنـتَ الحَريـصَ مَـتى
تَهُـــبُّ ريحاهُمــا أَو يَطلُــعُ الســَبَعُ
وَلَســتَ تَــأمَنُ عِنــدَ الصــَحوِ فـاجِئَةً
مِــنَ العَواصـِفِ فيهـا الخَـوفُ وَالهَلَـعُ
وَلَســـتَ تَــدري وَإِن قَــدَّرتَ مُجتَهِــداً
مَـــتى تَحُــطُّ رِحــالاً أَو مَــتى تَضــَعُ
وَلَســتَ تَملُـكُ مِـن أَمـرِ الـدَليلِ سـِوى
أَنَّ الـــــدَليلَ وَإِن أَرداكَ مُتَّبَـــــعُ
وَمــا الحَيــاةُ إِذا أَظمَـت وَإِن خَـدَعَت
إِلّا ســـَرابٌ عَلـــى صـــَحراءَ يَلتَمِــعُ
أَكبَـــرتُ مِــن حَســَنَينٍ هِمَّــةً طَمَحَــت
تَــروُم مــا لا يَـرومُ الفِتيَـةُ القُنُـعُ
وَمــا البُطولَــةُ إِلّا النَفــسُ تَـدفَعُها
فيمـــا يُبَلِغُهـــا حَمـــداً فَتَنــدَفِعُ
وَلا يُبــالي لَهــا أَهــلٌ إِذا وَصــَلوا
طـاحوا عَلـى جَنَبـاتِ الحَمـدِ أَم رَجَعوا
رَحّالَــةَ الشـَرقِ إِنَّ البيـدَ قَـد عَلِمَـت
بِأَنَّــكَ اللَيـثُ لَـم يُخلَـق لَـهُ الفَـزَعُ
مـاذا لَقيـتَ مِـنَ الـدَوِّ السـَحيقِ وَمِـن
قَفــرٍ يَضــيقُ عَلــى الســاري وَيَتَّسـِعُ
وَهَـــل مَـــرَرتَ بِـــأَقوامٍ كَفِطرَتِهِــم
مِـــن عَهـــدِ آدَمَ لا خُبـــثٌ وَلا طَبَــعُ
وَمِــن عَجيـبٍ لِغَيـرِ اللَـهِ مـا سـَجَدوا
عَلــى الفَلا وَلِغَيـرِ اللَـهِ مـا رَكَعـوا
كَيــفَ اِهتَــدى لَهُـمُ الإِسـلامُ وَاِنتَقَلَـت
إِلَيهُــمُ الصــَلَواتُ الخَمــسُ وَالجُمَــعُ
جَزَتـــكَ مِصــرُ ثَنــاءً أَنــتَ مَوضــِعُهُ
فَلا تَــذُب مِــن حَيــاءٍ حيــنَ تَســتَمِعُ
وَلَــو جَزَتــكَ الصـَحارى جِئتَنـا مَلِكـاً
مِــنَ المُلــوكِ عَلَيـكَ الريـشُ وَالـوَدَعُ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932