
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُــم نــادِ أَنقَــرَةً وَقُــل يَهنيـكِ
مُلــكٌ بَنَيــتِ عَلــى ســُيوفِ بَنيـكِ
أَعطَيتِــهِ ذَودَ اللُبـاةِ عَـنِ الشـَرى
فَأَخَـــأتِهِ حُـــرّاً بِغَيـــرِ شــَريكِ
وَأَقَمـتِ بِالـدَمِ جـانِبَيهِ وَلَـم تَـزَل
تُبنــى المَمالِـكُ بِالـدَمِ المَسـفوكِ
فَعَقَــدتِ تاجَــكِ مِـن ظُـبىً مَسـلولَةً
وَحَلَلــتِ عَرشــَكِ مِــن قَنـاً مَشـبوكِ
تـــاجٌ تَـــرى فيــهِ إِذا قَلَّبتُــهُ
جَهــدَ الشــَريفِ وَهِمَّــةَ الصــُعلوكِ
وَتَـرى الضـَحايا مِـن مَعاقِـدَ غـارِهِ
وَعَلــى جَــوانِبِ تِــبرِهِ المَســبوكِ
وَتَـراهُ فـي صـَخَبِ الحَـوادِثِ صـامِتاً
كَالصـَخرِ فـي عَصـفِ الرِيـاحِ النـوكِ
خَرزاتُــــهُ دَمُ أُمَّــــةٍ مَهضـــومَةٍ
وَجُهـــودُ شـــَعبٍ مُجهَـــدٍ مَنهــوكِ
بِـالواجِبِ اِلتَمَـسَ الحُقـوقَ وَخابَ مَن
طَلَـــبَ الحُقــوقَ بِــواجِبٍ مَــتروكِ
لا الفَـردُ مَـسَّ جَبينَـكِ العـالي وَلا
أَعــــوانُهُ بِــــأَكُفِّهِم لَمَســــوكِ
لَمّــا نَفَـرتِ إِلـى القِتـالِ جَماعَـةً
أَصـــلَوكِ نـــارَ تَلَصـــُّصٍ وَفُتــوكِ
هَــدَروا دِمـاءَ الأُسـدِ فـي آجامِهـا
وَالأُســدُ شــارِعَةُ القَنــا تَحميــكِ
يــا بِنـتَ طـوروسَ المُمَـرَّدِ طَأطَـأَت
شـــُمُّ الجِبـــالِ رُؤوســَها لِأَبيــكِ
أَمعَنتُمــا فـي العِـزِّ وَاِستَعصـَمتُما
هُـوَ فـي السـَحابِ وَأَنـتِ فـي أَهليكِ
نَحَـتَ الشـُعوبُ مِـنَ الجِبـالِ دِيارَهُم
وَالقَـــومُ مِــن أَخلاقِهِــم نَحَتــوكِ
فَلَـــوَ اَنَّ أَخلاقَ الرِجــالِ تَصــَوَّرَت
لَرَأَيـــتِ صــَخرَتَها أَساســاً فيــكِ
إِنَّ الَّـــذينَ بَنَــوكِ أَشــبَهُ نِيَّــةً
بِشــَبابِ خَيبَــرَ أَو كُهــولِ تَبــوكِ
حَلَفوا عَلى الميثاقِ لا طَعِموا الكَرى
حَتّــى تَــذوقي النَصـرَ هَـل نَصـَروكِ
زَعَمــوا الفَرَنســِيَّ المُحَجَّـلَ صـورَةً
فــي حَلبَــةِ الفُرسـانِ مِـن حاميـكِ
النَســرُ ســَلَّ السـَيفَ يَبنـي نَفسـَهُ
وَفَتـــاكِ ســـَلَّ حُســـامَهُ يَبنيــكِ
وَالنَســرُ مَملــوكٌ لِسـُلطانِ الهَـوى
وَوَجَــدتُ نَســرَكِ لَيــسَ بِــالمَملوكِ
يـا دَولَـةَ الخُلُـقِ الَّـتي تاهَت عَلى
رُكــنِ الســِماكِ بِرُكنِهـا المَسـموكِ
بَينـــي وَبَينَــكِ مِلَّــةٌ وَكِتابُهــا
وَالشــَرقُ يَنمينــي كَمــا يَنميــكِ
قَـد ظَنَّنـي اللاحـي نَطَقـتُ عَنِ الهَوى
وَرَكِبــتُ مَتــنَ الجَهــلِ إِذ أَطريـكِ
لَــم يُنقِــذِ الإِسـلامَ أَو يَرفَـع لَـهُ
رَأســاً سـِوى النَفَـرِ الأُلـى رَفَعـوكِ
رَدّوا الخَيــالَ حَقيقَــةً وَتَطَلَّعــوا
كَــالحَقِّ حَصــحَصَ مِــن وَراءِ شــُكوكِ
لَـم أَكـذِبِ التاريـخَ حيـنَ جَعَلتُهُـم
رُهبـــانَ نُســـكٍ لا عُجــولَ نَســيكِ
لَــم تَرضــَني ذَنبـاً لِنَجمِـكِ هِمَّـتي
إِنَّ البَيــــانَ بِنَجمِـــهِ يُنبيـــكِ
قَلَمــي وَإِن جَهِــلَ الغَبِــيُّ مَكـانَهُ
أَبقــى عَلــى الأَحقـابِ مِـن ماضـيكِ
ظَفَــرَت بِيونــانَ القَديمَـةِ حِكمَـتي
وَغَــزا الحَديثَــةَ ظــافِراً غازيـكِ
مِنّــي لِعَهــدِكِ يــا فُــروقُ تَحِيَّـةٌ
كَعُيــونِ مــائِكِ أَو رُبــى واديــكِ
أَو كَالنَسـيمِ غَـدا عَلَيـكِ وَراحَ مِـن
فــوفِ الرِيــاضِ وَوَشـيِها المَحبـوكِ
أَو كَالأَصــيلِ جَــرى عَلَيــكِ عَقيقُـهُ
أَو ســـالَ مِــن عِقيــانِهِ شــاطيكِ
تِلـكَ الخَمـائِلُ وَالعُيـونُ اِختارَهـا
لَــكِ مِــن رُبــى جَنّــاتِهِ باريــكِ
قَـد أَفرَغَـت فيـكِ الطَبيعَـةُ سـِحرَها
مَــن ذا الَّـذي مِـن سـِحرِها يَرقيـكِ
خَلَعَــت عَلَيــكِ جَمالَهــا وَتَــأَمَّلَت
فَــإِذا جَمالُــكِ فَــوقَ مـا تَكسـوكِ
تَــاللَهِ مـا فَتَـنَ العُيـونَ وَلَـذَّها
كَقَلائِدِ الخُلجـــانِ فـــي هاديـــكِ
عَـن جيـدِكِ الحـالي تَلَفَّتَـتِ الرُبـى
وَاِستَضــحَكَت حــورُ الجِنــانِ بِفيـكِ
إِن أَنـسَ لا أَنـسَ الشـَبيبَةَ وَالهَـوى
وَســـَوالِفَ اللَــذّاتِ فــي ناديــكِ
وَلَيالِيــاً لَـم تَـدرِ أَيـنَ عِشـاؤُها
مِــن فَجرِهــا لَــولا صـِياحُ الـديكِ
وَصـــَبوحَنا مِــن بَنــدِلارَ وَشَرشــَرٍ
وَغَبوقَنــــا بِتَرابِيـــا وَبُيـــوكِ
لَــو أَنَّ ســُلطانَ الجَمــالِ مُخَلَّــدٌ
لِمَليحَـــةٍ لَعَـــذَلتُ مَــن عَــذَلوكِ
خَلَعــوكِ مِــن ســُلطانِهِم فَســَليهِمُ
أَمِــنَ القُلــوبِ وَمُلكِهــا خَلَعــوكِ
لا يَحزُنَنَّـــكِ مِـــن حُماتِــكِ خِطَّــةٌ
كــانَت هِــيَ المُثلــى وَإِن سـاؤوكِ
أَيُقـالُ فِتيـانُ الحِمـى بِـكِ قَصـَّروا
أَم ضــَيَّعوا الحُرُمــاتِ أَم خــانوكِ
وَهُــمُ الخِفـافُ إِلَيـكِ كَالأَنصـارِ إِذ
قَــلَّ النَصــيرُ وَعَــزَّ مَــن يَفـديكِ
المُشـــتَروكِ بِمـــالِهِم وَدِمــائِهِم
حيـــنَ الشـــُيوخُ بِجُبَّــةٍ بــاعوكِ
هَـدَروا دِمـاءَ الـذائِدينَ عَنِ الحِمى
بِلِســانِ مُفــتي النــارِ لا مُفتيـكِ
شــَرِبوا عَلـى سـِرِّ العَـدُوِّ وَغَـرَّدوا
كَــالبومِ خَلــفَ جِــدارِكِ المَـدكوكِ
لَــو كُنــتِ مَكَّـةَ عِنـدَهُم لَرَأَيتِهِـم
كَمُحَمَّـــــدٍ وَرَفيقِــــهِ هَجَــــروكِ
يــا راكِـبَ الطـامي يَجـوبُ لَجـاجَهُ
مِـــن كُـــلِّ نَيِّـــرَةٍ وَذاتِ حُلــوكِ
إِن جِئتَ مَرمَــرَةً تَحُــثُّ الفُلـكَ فـي
بَهـــجٍ كَآفـــاقِ النَعيــمِ ضــَحوكِ
وَأَتَيــتَ قَــرنَ التِــبرَ ثَـمَّ تَحُفُّـهُ
تُحَــفُ الضــُحى مِــن جَـوهَرٍ وَسـُلوكِ
فَـاِطلَع عَلـى دارِ السـَعادَةِ وَاِبتَهِل
فــي بابِهــا العـالي وَأَدِّ أَلـوكي
قُــل لِلخِلافَــةِ قَــولَ بـاكٍ شَمسـَها
بـــاِلأَمسِ لَمّـــا آذَنَـــت بِــدُلوكِ
يـا جَـذوَةَ التَوحيـدِ هَـل لَـكَ مُطفِئٌ
وَاللَـــهُ جَـــلَّ جَلالُـــهُ مُـــذكيكِ
خَلَــتِ القُـرونُ وَأَنـتِ حَـربُ مَمالِـكٍ
لَــم يَغــفِ ضــِدُّكِ أَي يَنَـم شـانيكِ
يَرميــكِ بِــالأُمَمِ الزَمــانُ وَتـارَةً
بِـــالفَردِ وَاِســـتِبدادِهِ يَرميـــكِ
عـودي إِلـى مـا كُنتِ في فَجرِ الهُدى
عُمَـــرٌ يَسوســُكِ وَالعَــتيقُ يَليــكِ
إِنَّ الَّــذينَ تَوارَثـوكِ عَلـى الهَـوى
بَعــدَ اِبــنِ هِنــدٍ طالَمـا كَـذَبوكِ
لَــم يَلبِسـوا بُـردَ النَبِـيِّ وَإِنَّمـا
لَبِســوا طُقــوسَ الـرومِ إِذ لَبِسـوكِ
إِنّـــي أُعيــذُكِ أَن تُــرى جَبّــارَةً
كَالبابَوِيَّـــةِ فــي يَــدَي رُدريــكِ
أَو أَن تَــزُفَّ لَـكِ الوِراثَـةُ فاسـِقاً
كَيَزيـــدَ أَو كَالحــاكِمِ المَــأفوكِ
فُضــّي نُيـوبَ الفَـردِ ثُـمَّ خَـذي بِـهِ
فـــي أَيِّ ثَـــوبَيهِ بِـــهِ جــاؤوكِ
لا فَـــرقَ بَيـــنَ مُســـَلَّطٍ مُتَتَــوِّجٍ
وَمُســَلَّطٍ فــي غَيــرِ ثَــوبِ مَليــكِ
إِنّي أَرى الشورى الَّتي اِعتَصَموا بِها
هِــيَ حَبــلُ رَبِّــكِ أَو زِمـامُ نَبيـكِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932