
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ريـمٌ عَلـى القـاعِ بَيـنَ البـانِ وَالعَلَمِ
أَحَــلَّ ســَفكَ دَمــي فـي الأَشـهُرِ الحُـرُمِ
رَمــى القَضــاءُ بِعَينَــي جُــؤذَرٍ أَسـَداً
يــا ســاكِنَ القـاعِ أَدرِك سـاكِنَ الأَجَـمِ
لَمّــا رَنــا حَــدَّثَتني النَفــسُ قائِلَـةً
يـا وَيـحَ جَنبِـكَ بِالسـَهمِ المُصـيبِ رُمـي
جَحَــدتُها وَكَتَمــتُ الســَهمَ فــي كَبِـدي
جُــرحُ الأَحِبَّــةِ عِنــدي غَيــرُ ذي أَلَــمِ
رُزِقـتَ أَسـمَحَ مـا فـي النـاسِ مِـن خُلُـقٍ
إِذا رُزِقـتَ اِلتِمـاسَ العُـذرِ فـي الشـِيَمِ
يــا لائِمــي فــي هَـواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ
لَـو شـَفَّكَ الوَجـدُ لَـم تَعـذِل وَلَـم تَلُـمِ
لَقَـــد أَنَلتُــكَ أُذنــاً غَيــرَ واعِيَــةٍ
وَرُبَّ مُنتَصـــِتٍ وَالقَلـــبُ فـــي صـــَمَمِ
يـا نـاعِسَ الطَـرفِ لا ذُقـتَ الهَـوى أَبَداً
أَســهَرتَ مُضـناكَ فـي حِفـظِ الهَـوى فَنَـمِ
أَفــديكَ إِلفــاً وَلا آلـو الخَيـالَ فِـدىً
أَغــراكَ باِلبُخــلِ مَـن أَغـراهُ بِـالكَرَمِ
ســَرى فَصــادَفَ جُرحــاً دامِيــاً فَأَســا
وَرُبَّ فَضـــلٍ عَلـــى العُشـــّاقِ لِلحُلُــمِ
مَــنِ المَــوائِسُ بانــاً بِـالرُبى وَقَنـاً
اللاعِبـــاتُ بِروحــي الســافِحاتُ دَمــي
الســـافِراتُ كَأَمثــالِ البُــدورِ ضــُحىً
يُغِــرنَ شــَمسَ الضـُحى بِـالحَليِ وَالعِصـَمِ
القــــاتِلاتُ بِأَجفـــانٍ بِهـــا ســـَقَمٌ
وَلِلمَنِيَّــــةِ أَســـبابٌ مِـــنَ الســـَقَمِ
العـــاثِراتُ بِأَلبــابِ الرِجــالِ وَمــا
أُقِلــنَ مِــن عَثَـراتِ الـدَلِّ فـي الرَسـَمِ
المُضـــرِماتُ خُـــدوداً أَســفَرَت وَجَلَــت
عَــن فِتنَــةٍ تُســلِمُ الأَكبــادَ لِلضــَرَمِ
الحـــامِلاتُ لِـــواءَ الحُســنِ مُختَلِفــاً
أَشـــكالُهُ وَهــوَ فَــردٌ غَيــرُ مُنقَســِمِ
مِــن كُــلِّ بَيضــاءَ أَو ســَمراءَ زُيِّنَتـا
لِلعَيــنِ وَالحُســنُ فــي الآرامِ كَالعُصـُمِ
يُرَعــنَ لِلبَصــَرِ الســامي وَمِــن عَجَــبٍ
إِذا أَشـــَرنَ أَســَرنَ اللَيــثَ بِــالغَنَمِ
وَضــَعتُ خَــدّي وَقَســَّمتُ الفُــؤادَ رُبــيً
يَرتَعــنَ فــي كُنُــسٍ مِنــهُ وَفــي أَكَـمِ
يــا بِنــتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جـانِبُهُ
أَلقـاكِ فـي الغـابِ أَم أَلقـاكِ في الأُطُمِ
مــا كُنــتُ أَعلَــمُ حَتّــى عَــنَّ مَسـكَنُهُ
أَنَّ المُنــى وَالمَنايــا مَضــرِبُ الخِيَـمِ
مَــن أَنبَــتَ الغُصـنَ مِـن صَمصـامَةٍ ذَكَـرٍ
وَأَخــرَجَ الريــمَ مِــن ضــِرغامَةٍ قَــرِمِ
بَينــي وَبَينُــكِ مِـن سـُمرِ القَنـا حُجُـبٌ
وَمِثلُهــــا عِفَّـــةٌ عُذرِيَّـــةُ العِصـــَمِ
لَــم أَغــشَ مَغنـاكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِـرىً
مَغنـــاكَ أَبعَـــدُ لِلمُشــتاقِ مِــن إِرَمِ
يــا نَفــسُ دُنيــاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ
وَإِن بَــدا لَــكِ مِنهــا حُســنُ مُبتَســَمِ
فُضــّي بِتَقــواكِ فاهــاً كُلَّمــا ضــَحِكَت
كَمـــا يَفُــضُّ أَذى الرَقشــاءِ بِــالثَرَمِ
مَخطوبَــةٌ مُنــذُ كــانَ النــاسُ خاطِبَـةٌ
مِــن أَوَّلِ الــدَهرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَمِ
يَفنــى الزَمــانُ وَيَبقـى مِـن إِسـاءَتِها
جُــرحٌ بِــآدَمَ يَبكــي مِنــهُ فــي الأَدَمِ
لا تَحفَلــــي بِجَناهـــا أَو جِنايَتِهـــا
المَــوتُ بِـالزَهرِ مِثـلُ المَـوتِ بِـالفَحَمِ
كَــم نــائِمٍ لا يَراهــا وَهــيَ ســاهِرَةٌ
لَـــولا الأَمـــانِيُّ وَالأَحلامُ لَـــم يَنَــمِ
طَـــوراً تَمُــدُّكَ فــي نُعمــى وَعافِيَــةٍ
وَتــارَةً فــي قَــرارِ البُــؤسِ وَالوَصـَمِ
كَـــم ضــَلَّلَتكَ وَمَــن تُحجَــب بَصــيرَتُهُ
إِن يَلــقَ صــابا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسـُمُ
يــا وَيلَتــاهُ لِنَفســي راعَهــا وَدَهـا
مُســوَدَّةُ الصــُحفِ فــي مُبيَضــَّةِ اللَمَـمِ
رَكَضــتُها فــي مَريــعِ المَعصـِياتِ وَمـا
أَخَــذتُ مِــن حِميَــةِ الطاعــاتِ لِلتُخَـمِ
هــامَت عَلــى أَثَــرِ اللَــذّاتِ تَطلُبُهـا
وَالنَفـسُ إِن يَـدعُها داعـي الصـِبا تَهِـمِ
صـــــَلاحُ أَمـــــرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُـــــهُ
فَقَـــوِّمِ النَفـــسَ بِـــالأَخلاقِ تَســـتَقِمِ
وَالنَفــسُ مِـن خَيرِهـا فـي خَيـرِ عافِيَـةٍ
وَالنَفــسُ مِــن شــَرِّها فـي مَرتَـعٍ وَخِـمِ
تَطغــى إِذا مُكِّنَــت مِــن لَــذَّةٍ وَهَــوىً
طَغــيَ الجِيــادِ إِذا عَضـَّت عَلـى الشـُكُمِ
إِن جَــلَّ ذَنـبي عَـنِ الغُفـرانِ لـي أَمَـلٌ
فــي اللَــهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـرِ مُعتَصـِمِ
أَلقــى رَجــائي إِذا عَـزَّ المُجيـرُ عَلـى
مُفَــرِّجِ الكَــرَبِ فـي الـدارَينِ وَالغَمَـمِ
إِذا خَفَضـــتُ جَنـــاحَ الـــذُلِّ أَســأَلُهُ
عِــزَّ الشــَفاعَةِ لَــم أَسـأَل سـِوى أُمَـمِ
وَإِن تَقَــــدَّمَ ذو تَقــــوى بِصــــالِحَةٍ
قَـــدَّمتُ بَيــنَ يَــدَيهِ عَــبرَةَ النَــدَمِ
لَزِمــتُ بــابَ أَميــرِ الأَنبِيــاءِ وَمَــن
يُمســِك بِمِفتــاحِ بــابِ اللَــهِ يَغتَنِـمِ
فَكُــــلُّ فَضــــلٍ وَإِحســـانٍ وَعارِفَـــةٍ
مـــا بَيـــنَ مُســتَلِمٍ مِنــهُ وَمُلتَــزِمِ
عَلَّقـــتُ مِـــن مَــدحِهِ حَبلاً أُعَــزُّ بِــهِ
فــي يَــومِ لا عِــزَّ بِالأَنســابِ وَاللُحَـمِ
يُــزري قَريضــي زُهَيــراً حيــنَ أَمـدَحُهُ
وَلا يُقـــاسُ إِلــى جــودي لَــدى هَــرِمِ
مُحَمَّـــدٌ صـــَفوَةُ البـــاري وَرَحمَتُـــهُ
وَبُغيَــةُ اللَــهِ مِــن خَلــقٍ وَمِـن نَسـَمِ
وَصــاحِبُ الحَــوضِ يَــومَ الرُسـلِ سـائِلَةٌ
مَــتى الــوُرودُ وَجِبريــلُ الأَميـنُ ظَمـي
ســـَناؤُهُ وَســـَناهُ الشـــَمسُ طالِعَـــةً
فَــالجِرمُ فــي فَلَـكٍ وَالضـَوءُ فـي عَلَـمِ
قَــد أَخطَــأَ النَجـمَ مـا نـالَت أُبُـوَّتُهُ
مِــن ســُؤدُدٍ بــاذِخٍ فــي مَظهَــرٍ سـَنِمِ
نُمـوا إِلَيـهِ فَـزادوا فـي الـوَرى شَرَفاً
وَرُبَّ أَصــلٍ لِفَــرعٍ فــي الفَخــارِ نُمـي
حَــواهُ فــي ســُبُحاتِ الطُهــرِ قَبلَهُــمُ
نــورانِ قامــا مَقـامَ الصـُلبِ وَالرَحِـمِ
لَمّـــا رَآهُ بَحيـــرا قـــالَ نَعرِفُـــهُ
بِمــا حَفِظنــا مِــنَ الأَســماءِ وَالسـِيَمِ
ســائِل حِــراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا
مَصـــونَ ســـِرٍّ عَـــنِ الإِدراكِ مُنكَتِـــمِ
كَـــم جيئَةٍ وَذَهـــابٍ شـــُرِّفَت بِهِمـــا
بَطحــاءُ مَكَّــةَ فــي الإِصــباحِ وَالغَسـَمِ
وَوَحشــَةٍ لِاِبــنِ عَبــدِ اللَــهِ بينَهُمــا
أَشــهى مِــنَ الأُنــسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشـَمِ
يُســامِرُ الــوَحيَ فيهــا قَبــلَ مَهبِطِـهِ
وَمَــن يُبَشــِّر بِســيمى الخَيــرِ يَتَّســِمِ
لَمّــا دَعـا الصـَحبُ يَستَسـقونَ مِـن ظَمَـإٍ
فاضــَت يَــداهُ مِــنَ التَسـنيمِ بِالسـَنَمِ
وَظَلَّلَتــــهُ فَصــــارَت تَســـتَظِلُّ بِـــهِ
غَمامَـــةٌ جَـــذَبَتها خيـــرَةُ الـــدِيَمِ
مَحَبَّــــةٌ لِرَســـولِ اللَـــهِ أُشـــرِبَها
قَعــائِدُ الـدَيرِ وَالرُهبـانُ فـي القِمَـمِ
إِنَّ الشـــَمائِلَ إِن رَقَّــت يَكــادُ بِهــا
يُغــرى الجَمــادُ وَيُغــرى كُـلُّ ذي نَسـَمِ
وَنــودِيَ اِقــرَأ تَعـالى اللَـهُ قائِلُهـا
لَــم تَتَّصــِل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـهُ بِفَـمِ
هُنـــــاكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَــــنِ فَــــاِمتَلَأَت
أَســـماعُ مَكَّــةَ مِــن قُدســِيَّةِ النَغَــمِ
فَلا تَســَل عَــن قُرَيــشٍ كَيــفَ حَيرَتُهــا
وَكَيــفَ نُفرَتُهــا فــي السـَهلِ وَالعَلَـمِ
تَســاءَلوا عَــن عَظيــمٍ قَـد أَلَـمَّ بِهِـم
رَمــى المَشــايِخَ وَالوِلــدانِ بِــاللَمَمِ
يــا جــاهِلينَ عَلــى الهـادي وَدَعـوَتِهِ
هَــل تَجهَلــونَ مَكــانَ الصـادِقِ العَلَـمِ
لَقَّبتُمــوهُ أَميــنَ القَــومِ فــي صــِغَرٍ
وَمـــا الأَميـــنُ عَلــى قَــولٍ بِمُتَّهَــمِ
فــاقَ البُــدورَ وَفــاقَ الأَنبِيـاءَ فَكَـم
بِــالخُلقِ وَالخَلـقِ مِـن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ
جـــاءَ النبِيّــونَ بِالآيــاتِ فَاِنصــَرَمَت
وَجِئتَنــــا بِحَكيـــمٍ غَيـــرِ مُنصـــَرِمِ
آيـــاتُهُ كُلَّمــا طــالَ المَــدى جُــدُدٌ
يَزينُهُــــنَّ جَلالُ العِتــــقِ وَالقِــــدَمِ
يَكـــادُ فـــي لَفظَـــةٍ مِنــهُ مُشــَرَّفَةٍ
يوصــيكَ بِــالحَقِّ وَالتَقــوى وَبِــالرَحِمِ
يــا أَفصــَحَ النـاطِقينَ الضـادَ قاطِبَـةً
حَــديثُكَ الشــَهدُ عِنـدَ الـذائِقِ الفَهِـمِ
حَلَّيــتَ مِــن عَطَــلٍ جيــدَ البَيـانِ بِـهِ
فــي كُــلِّ مُنتَثِــرٍ فــي حُســنِ مُنتَظِـمِ
بِكُـــلِّ قَـــولٍ كَريـــمٍ أَنــتَ قــائِلُهُ
تُحــيِ القُلــوبَ وَتُحــيِ مَيِّــتَ الهِمَــمِ
ســـَرَت بَشـــائِرُ باِلهـــادي وَمَولِــدِهِ
في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
تَخَطَّفَـــت مُهَــجَ الطــاغينَ مِــن عَــرَبٍ
وَطَيَّــرَت أَنفُــسَ البــاغينَ مِــن عُجُــمِ
ريعَــت لَهــا شــَرَفُ الإيـوانِ فَاِنصـَدَعَت
مِــن صـَدمَةِ الحَـقِّ لا مِـن صـَدمَةِ القُـدُمِ
أَتَيــتَ وَالنــاسُ فَوضــى لا تَمُــرُّ بِهِـم
إِلّا عَلــى صــَنَمٍ قَــد هــامَ فــي صـَنَمِ
وَالأَرضُ مَملــــوءَةٌ جَــــوراً مُســــَخَّرَةٌ
لِكُـــلِّ طاغِيَــةٍ فــي الخَلــقِ مُحتَكِــمِ
مُســَيطِرُ الفُــرسِ يَبغــي فــي رَعِيَّتِــهِ
وَقَيصــَرُ الــرومِ مِــن كِــبرٍ أَصـَمُّ عَـمِ
يُعَـــذِّبانِ عِبـــادَ اللَــهِ فــي شــُبَهٍ
وَيَـــذبَحانِ كَمـــا ضـــَحَّيتَ بِـــالغَنَمِ
وَالخَلـــقُ يَفتِــكُ أَقــواهُم بِأَضــعَفِهِم
كَــاللَيثِ بِـالبَهمِ أَو كَـالحوتِ بِـالبَلَمِ
أَســـرى بِـــكَ اللَــهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُــهُ
وَالرُسـلُ فـي المَسـجِدِ الأَقصـى عَلـى قَدَمِ
لَمّــا خَطَــرتَ بِــهِ اِلتَفّــوا بِســَيِّدِهِم
كَالشــُهبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِـالعَلَمِ
صـــَلّى وَراءَكَ مِنهُـــم كُـــلُّ ذي خَطَــرٍ
وَمَـــن يَفُــز بِحَــبيبِ اللَــهِ يَــأتَمِمِ
جُبــتَ الســَماواتِ أَو مـا فَـوقَهُنَّ بِهِـم
عَلــــى مُنَــــوَّرَةٍ دُرِّيَّــــةِ اللُجُـــمِ
رَكوبَـــةً لَــكَ مِــن عِــزٍّ وَمِــن شــَرَفٍ
لا فــي الجِيـادِ وَلا فـي الأَينُـقِ الرُسـُمِ
مَشـــيئَةُ الخــالِقِ البــاري وَصــَنعَتُهُ
وَقُــدرَةُ اللَــهِ فَــوقَ الشــَكِّ وَالتُهَـمِ
حَتّـــى بَلَغــتَ ســَماءً لا يُطــارُ لَهــا
عَلـــى جَنــاحٍ وَلا يُســعى عَلــى قَــدَمِ
وَقيـــلَ كُـــلُّ نَبِـــيٍّ عِنـــدَ رُتبَتِــهِ
وَيــا مُحَمَّــدُ هَــذا العَــرشُ فَاِســتَلِمِ
خَطَطـــتَ لِلــدينِ وَالــدُنيا عُلومَهُمــا
يـا قـارِئَ اللَـوحِ بَـل يـا لامِـسَ القَلَمِ
أَحَطـــتَ بَينَهُمـــا بِالســِرِّ وَاِنكَشــَفَت
لَــكَ الخَــزائِنُ مِــن عِلــمٍ وَمِـن حِكَـمِ
وَضــاعَفَ القُــربُ مــا قُلِّـدتَ مِـن مِنَـنٍ
بِلا عِـــدادٍ وَمـــا طُــوِّقتَ مِــن نِعَــمِ
سـَل عُصـبَةَ الشـِركِ حَـولَ الغـارِ سـائِمَةً
لَــولا مُطــارَدَةُ المُختــارِ لَــم تُســَمَ
هَـل أَبصـَروا الأَثَـرَ الوَضـّاءَ أَم سـَمِعوا
هَمــسَ التَســابيحِ وَالقُــرآنِ مِـن أُمَـمِ
وَهَــل تَمَثَّــلَ نَســجُ العَنكَبــوتِ لَهُــم
كَالغــابِ وَالحائِمـاتُ وَالزُغـبُ كَـالرُخَمِ
فَــــأَدبَروا وَوُجـــوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُـــم
كَباطِـــلٍ مِـــن جَلالِ الحَـــقِّ مُنهَـــزِمِ
لَــولا يَـدُ اللَـهِ بِالجـارَينَ مـا سـَلِما
وَعَينُــهُ حَــولَ رُكــنِ الـدينِ لَـم يَقُـمِ
تَوارَيـــا بِجَنـــاحِ اللَــهِ وَاِســتَتَرا
وَمَـــن يَضـــُمُّ جَنــاحُ اللَــهِ لا يُضــَمِ
يــا أَحمَـدَ الخَيـرِ لـي جـاهٌ بِتَسـمِيَتي
وَكَيـــفَ لا يَتَســـامى بِالرَســولِ ســَمي
المـــادِحونَ وَأَربـــابُ الهَــوى تَبَــعٌ
لِصــاحِبِ البُــردَةِ الفَيحـاءِ ذي القَـدَمِ
مَـــديحُهُ فيـــكَ حُـــبٌّ خــالِصٌ وَهَــوىً
وَصــادِقُ الحُــبِّ يُملــي صــادِقَ الكَلَـمِ
اللَــــهُ يَشـــهَدُ أَنّـــي لا أُعارِضـــُهُ
مــن ذا يُعــارِضُ صـَوبَ العـارِضِ العَـرِمِ
وَإِنَّمــا أَنــا بَعــضُ الغــابِطينَ وَمَـن
يَغبِـــط وَلِيَّـــكَ لا يُـــذمَم وَلا يُلَـــمِ
هَـــذا مَقــامٌ مِــنَ الرَحمَــنِ مُقتَبَــسٌ
تَرمـــي مَهـــابَتُهُ ســـَحبانَ بِــالبَكَمِ
البَــدرُ دونَــكَ فــي حُســنٍ وَفـي شـَرَفٍ
وَالبَحــرُ دونَــكَ فــي خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ
شــُمُّ الجِبــالِ إِذا طاوَلتَهــا اِنخَفَضـَت
وَالأَنجُــمُ الزُهــرُ مــا واسـَمتَها تَسـِمِ
وَاللَيــثُ دونَــكَ بَأســاً عِنــدَ وَثبَتِـهِ
إِذا مَشــَيتَ إِلــى شــاكي السـِلاحِ كَمـي
تَهفـــو إِلَيـــكَ وَإِن أَدمَيــتَ حَبَّتَهــا
فــي الحَــربِ أَفئِدَةُ الأَبطــالِ وَالبُهَـمِ
مَحَبَّـــةُ اللَـــهِ أَلقاهـــا وَهَيبَتُـــهُ
عَلــى اِبــنِ آمِنَــةٍ فــي كُــلِّ مُصـطَدَمِ
كَــأَنَّ وَجهَــكَ تَحــتَ النَقـعِ بَـدرُ دُجـىً
يُضـــيءُ مُلتَثِمـــاً أَو غَيـــرَ مُلتَثِــمِ
بَـــدرٌ تَطَلَّـــعَ فـــي بَـــدرٍ فَغُرَّتُــهُ
كَغُــرَّةِ النَصــرِ تَجلــو داجِــيَ الظُلَـمِ
ذُكِــرتَ بِــاليُتمِ فــي القُـرآنِ تَكرِمَـةً
وَقيمَــةُ اللُؤلُـؤِ المَكنـونِ فـي اليُتُـمِ
اللَـــهُ قَســَّمَ بَيــنَ النــاسِ رِزقَهُــمُ
وَأَنـــتَ خُيِّــرتَ فــي الأَرزاقِ وَالقِســَمِ
إِن قُلـتَ فـي الأَمـرِ لا أَو قُلـتَ فيهِ نَعَم
فَخيــرَةُ اللَــهِ فــي لا مِنــكَ أَو نَعَـمِ
أَخــوكَ عيســى دَعــا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ
وَأَنــتَ أَحيَيــتَ أَجيــالاً مِــنَ الزِمَــمِ
وَالجَهــلُ مَــوتٌ فَــإِن أوتيــتَ مُعجِـزَةً
فَـاِبعَث مِـنَ الجَهـلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ
قـالوا غَـزَوتَ وَرُسـلُ اللَـهِ مـا بُعِثـوا
لِقَتـــلِ نَفـــسٍ وَلا جــاؤوا لِســَفكِ دَمِ
جَهـــــلٌ وَتَضــــليلُ أَحلامٍ وَسَفســــَطَةٌ
فَتَحــتَ بِالســَيفِ بَعـدَ الفَتـحِ بِـالقَلَمِ
لَمّــا أَتــى لَــكَ عَفــواً كُـلُّ ذي حَسـَبٍ
تَكَفَّـــلَ الســـَيفُ بِالجُهّــالِ وَالعَمَــمِ
وَالشــَرُّ إِن تَلقَــهُ بِــالخَيرِ ضـِقتَ بِـهِ
ذَرعـــاً وَإِن تَلقَـــهُ بِالشــَرِّ يَنحَســِمِ
ســَلِ المَســيحِيَّةَ الغَــرّاءَ كَــم شـَرِبَت
بِالصــابِ مِــن شـَهَواتِ الظـالِمِ الغَلِـمِ
طَريـــدَةُ الشــِركِ يُؤذيهــا وَيوســِعُها
فــي كُــلِّ حيــنٍ قِتــالاً سـاطِعَ الحَـدَمِ
لَــولا حُمــاةٌ لَهــا هَبّــوا لِنُصــرَتِها
بِالسـَيفِ مـا اِنتَفَعَـت بِـالرِفقِ وَالرُحَـمِ
لَـــولا مَكــانٌ لِعيســى عِنــدَ مُرســِلِهِ
وَحُرمَــةٌ وَجَبَــت لِلــروحِ فــي القِــدَمِ
لَســُمِّرَ البَــدَنُ الطُهــرُ الشـَريفُ عَلـى
لَــوحَينِ لَــم يَخــشَ مُـؤذيهِ وَلَـم يَجِـمِ
جَـــلَّ المَســيحُ وَذاقَ الصــَلبَ شــانِئُهُ
إِنَّ العِقــابَ بِقَــدرِ الــذَنبِ وَالجُــرُمِ
أَخــو النَبِــيِّ وَروحُ اللَــهِ فــي نُـزُلٍ
فَــوقَ الســَماءِ وَدونَ العَــرشِ مُحتَــرَمِ
عَلَّمتَهُـــم كُـــلَّ شــَيءٍ يَجهَلــونَ بِــهِ
حَتّــى القِتــالَ وَمـا فيـهِ مِـنَ الـذِمَمِ
دَعَـــوتَهُم لِجِهـــادٍ فيـــهِ ســـُؤدُدُهُم
وَالحَـــربُ أُسُّ نِظــامِ الكَــونِ وَالأُمَــمِ
لَــولاهُ لَــم نَــرَ لِلــدَولاتِ فــي زَمَـنٍ
مــا طــالَ مِـن عُمُـدٍ أَو قَـرَّ مِـن دُهُـمِ
تِلـــكَ الشــَواهِدُ تَــترى كُــلَّ آوِنَــةٍ
فـي الأَعصـُرِ الغُـرِّ لا فـي الأَعصـُرِ الدُهُمِ
بِــالأَمسِ مــالَت عُــروشٌ وَاِعتَلَــت سـُرُرٌ
لَــولا القَــذائِفُ لَـم تَثلَـم وَلَـم تَصـُمِ
أَشــياعُ عيســى أَعَــدّوا كُــلَّ قاصــِمَةٍ
وَلَـــم نُعِـــدُّ ســـِوى حــالاتِ مُنقَصــِمِ
مَهمـا دُعيـتَ إِلـى الهَيجـاءِ قُمـتَ لَهـا
تَرمــي بِأُســدٍ وَيَرمــي اللَـهُ بِـالرُجُمِ
عَلـــى لِـــوائِكَ مِنهُــم كُــلُّ مُنتَقِــمٍ
لِلَّـــهِ مُســتَقتِلٍ فــي اللَــهِ مُعتَــزِمِ
مُســــَبِّحٍ لِلِقــــاءِ اللَـــهِ مُضـــطَرِمٍ
شــَوقاً عَلــى ســابِخٍ كَــالبَرقِ مُضـطَرِمِ
لَــو صـادَفَ الـدَهرَ يَبغـي نَقلَـةً فَرَمـى
بِعَزمِــهِ فــي رِحــالِ الـدَهرِ لَـم يَـرِمِ
بيــضٌ مَفاليـلُ مِـن فِعـلِ الحُـروبِ بِهِـم
مِــن أَســيُفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُـذُمُ
كَــم فـي التُـرابِ إِذا فَتَّشـتَ عَـن رَجُـلٍ
مَـن مـاتَ بِالعَهـدِ أَو مَـن مـاتَ بِالقَسَمِ
لَــولا مَــواهِبُ فــي بَعـضِ الأَنـامِ لَمـا
تَفــاوَتَ النــاسُ فـي الأَقـدارِ وَالقِيَـمِ
شـــَريعَةٌ لَــكَ فَجَّــرتَ العُقــولَ بِهــا
عَــن زاخِــرٍ بِصــُنوفِ العِلــمِ مُلتَطِــمِ
يَلــوحُ حَــولَ ســَنا التَوحيـدِ جَوهَرُهـا
كَــالحَليِ لِلســَيفِ أَو كَالوَشــيِ لِلعَلَـمِ
غَــرّاءُ حــامَت عَلَيهــا أَنفُــسٌ وَنُهــىً
وَمَــن يَجِــد سَلســَلاً مِــن حِكمَــةٍ يَحُـمِ
نــورُ الســَبيلِ يُسـاسُ العـالِمونَ بِهـا
تَكَفَّلَـــت بِشـــَبابِ الـــدَهرِ وَالهَــرَمِ
يَجــري الزَمـانُ وَأَحكـامُ الزَمـانِ عَلـى
حُكــمٍ لَهــا نافِـذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسـِمِ
لَمّــا اِعتَلَــت دَولَــةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسـَعَت
مَشــَت مَمــالِكُهُ فــي نورِهــا التَمَــمِ
وَعَلَّمَــــت أُمَّـــةً بِـــالقَفرِ نازِلَـــةً
رَعــيَ القَياصــِرِ بَعـدَ الشـاءِ وَالنَعَـمِ
كَــم شــَيَّدَ المُصـلِحونَ العـامِلونَ بِهـا
فـي الشـَرقِ وَالغَـربِ مُلكـاً باذِخَ العِظَمِ
لِلعِلـمِ وَالعَـدلِ وَالتَمـدينِ مـا عَزَمـوا
مِــنَ الأُمــورِ وَمــا شـَدّوا مِـنَ الحُـزُمِ
ســُرعانَ مــا فَتَحـوا الـدُنيا لِمِلَّتِهِـم
وَأَنهَلـوا النـاسَ مِـن سَلسـالِها الشـَبِمِ
سـاروا عَلَيهـا هُـداةَ النـاسِ فَهـيَ بِهِم
إِلـــى الفَلاحِ طَريـــقٌ واضــِحُ العَظَــمِ
لا يَهــدِمُ الــدَهرُ رُكنــاً شـادَ عَـدلَهُمُ
وَحـــائِطُ البَغــيِ إِن تَلمَســهُ يَنهَــدِمِ
نـالوا السـَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا
عَلــى عَميــمٍ مِــنَ الرُضــوانِ مُقتَســَمِ
دَع عَنــكَ رومــا وَآثينــا وَمـا حَوَتـا
كُــلُّ اليَــواقيتِ فــي بَغـدادَ وَالتُـوَمِ
وَخَـــلِّ كِســـرى وَإيوانــاً يَــدِلُّ بِــهِ
هَــوىً عَلــى أَثَــرِ النيــرانِ وَالأَيُــمِ
وَاِتــرُك رَعمَســيسَ إِنَّ المُلــكَ مَظهَــرُهُ
فـي نَهضـَةِ العَـدلِ لا فـي نَهضـَةِ الهَـرَمِ
دارُ الشـــَرائِعِ رومــا كُلَّمــا ذُكِــرَت
دارُ الســَلامِ لَهــا أَلقَــت يَـدَ السـَلَمِ
مــا ضــارَعَتها بَيانــاً عِنــدَ مُلتَـأَمٍ
وَلا حَكَتهـــا قَضـــاءً عِنـــدَ مُختَصـــَمِ
وَلا اِحتَــوَت فــي طِــرازٍ مِـن قَياصـِرِها
عَلــــى رَشـــيدٍ وَمَـــأمونٍ وَمُعتَصـــِمِ
مَـــنِ الَّـــذينَ إِذا ســارَت كَتــائِبُهُم
تَصــــَرَّفوا بِحُــــدودِ الأَرضِ وَالتُخَـــمِ
وَيَجلِســــونَ إِلـــى عِلـــمٍ وَمَعرِفَـــةٍ
فَلا يُـــدانَونَ فـــي عَقـــلٍ وَلا فَهَـــمِ
يُطَــأطِئُ العُلَمــاءُ الهــامَ إِن نَبَسـوا
مِـن هَيبَـةِ العِلـمِ لا مِـن هَيبَـةِ الحُكُـمِ
وَيُمطِـــرونَ فَمــا بِــالأَرضِ مِــن مَحَــلٍ
وَلا بِمَــن بــاتَ فَــوقَ الأَرضِ مِــن عُـدُمِ
خَلائِفُ اللَـــهِ جَلّـــوا عَـــن مُوازَنَــةٍ
فَلا تَقيســــَنَّ أَملاكَ الــــوَرى بِهِــــمِ
مَــن فــي البَرِيَّــةِ كَالفـاروقِ مَعدَلَـةً
وَكَــاِبنِ عَبـدِ العَزيـزِ الخاشـِعِ الحَشـِمِ
وَكَالإِمـــامِ إِذا مـــا فَـــضَّ مُزدَحِمــاً
بِمَــدمَعٍ فــي مَــآقي القَــومِ مُزدَحِــمِ
الزاخِــرُ العَــذبُ فــي عِلـمٍ وَفـي أَدَبٍ
وَالناصــِرُ النَـدبِ فـي حَـربٍ وَفـي سـَلَمِ
أَو كَــاِبنِ عَفّــانَ وَالقُــرآنُ فـي يَـدِهِ
يَحنــو عَلَيـهِ كَمـا تَحنـو عَلـى الفُطُـمِ
وَيَجمَــــعُ الآيَ تَرتيبــــاً وَيَنظُمُهـــا
عِقــداً بِجيــدِ اللَيــالي غَيـرَ مُنفَصـِمِ
جُرحــانِ فـي كَبِـدِ الإِسـلامِ مـا اِلتَأَمـا
جُــرحُ الشــَهيدِ وَجُــرحٌ بِالكِتـابِ دَمـي
وَمــــا بَلاءُ أَبــــي بَكـــرٍ بِمُتَّهَـــمٍ
بَعــدَ الجَلائِلِ فــي الأَفعــالِ وَالخِــدَمِ
بِـالحَزمِ وَالعَـزمِ حـاطَ الـدينَ فـي مِحَنٍ
أَضـــَلَّتِ الحُلــمَ مِــن كَهــلٍ وَمُحتَلِــمِ
وَحِــدنَ بِالراشــِدِ الفــاروقِ عَـن رُشـدٍ
فــي المَــوتِ وَهـوَ يَقيـنٌ غَيـرُ مُنبَهِـمِ
يُجــــادِلُ القَـــومَ مُســـتَلّاً مُهَنَّـــدَهُ
فـي أَعظَـمِ الرُسـلِ قَـدراً كَيـفَ لَـم يَدُمِ
لا تَعـــذُلوهُ إِذا طــافَ الــذُهولُ بِــهِ
مــاتَ الحَــبيبُ فَضــَلَّ الصـَبُّ عَـن رَغَـمِ
يــا رَبِّ صــَلِّ وَســَلِّم مــا أَرَدتَ عَلــى
نَزيـــلِ عَرشــِكَ خَيــرِ الرُســلِ كُلِّهِــمِ
مُحـــيِ اللَيـــالي صـــَلاةً لا يُقَطِّعُهــا
إِلّا بِـــدَمعٍ مِـــنَ الإِشـــفاقِ مُنســـَجِمِ
مُســـَبِّحاً لَـــكَ جُنــحَ اللَيــلِ مُحتَمِلاً
ضــُرّاً مِـنَ السـُهدِ أَو ضـُرّاً مِـنَ الـوَرَمِ
رَضــــِيَّةٌ نَفســـُهُ لا تَشـــتَكي ســـَأَماً
وَمــا مَــعَ الحُـبِّ إِن أَخلَصـتَ مِـن سـَأَمِ
وَصـــَلِّ رَبّـــي عَلـــى آلٍ لَـــهُ نُخَــبٍ
جَعَلــتَ فيهِــم لِــواءَ البَيـتِ وَالحَـرَمِ
بيــضُ الوُجــوهِ وَوَجـهُ الـدَهرِ ذو حَلَـكٍ
شــُمُّ الأُنــوفِ وَأَنــفُ الحادِثــاتِ حَمـى
وَأَهـــدِ خَيـــرَ صـــَلاةٍ مِنــكَ أَربَعَــةً
فــي الصــَحبِ صــُحبَتُهُم مَرعِيَّـةُ الحُـرَمِ
الراكِــبينَ إِذا نــادى النَبِــيُّ بِهِــم
مــا هــالَ مِـن جَلَـلٍ وَاِشـتَدَّ مِـن عَمَـمِ
الصــــابِرينَ وَنَفــــسُ الأَرضِ واجِفَـــةٌ
الضـــاحِكينَ إِلــى الأَخطــارِ وَالقُحَــمِ
يـــا رَبِّ هَبَّــت شــُعوبٌ مِــن مَنِيَّتِهــا
وَاِســتَيقَظَت أُمَــمٌ مِــن رَقــدَةِ العَـدَمِ
ســـَعدٌ وَنَحـــسٌ وَمُلــكٌ أَنــتَ مــالِكُهُ
تُــديلُ مِــن نِعَــمٍ فيــهِ وَمِــن نِقَــمِ
رَأى قَضــــاؤُكَ فينــــا رَأيَ حِكمَتِـــهِ
أَكـــرِم بِوَجهِــكَ مِــن قــاضٍ وَمُنتَقِــمِ
فَــاِلطُف لِأَجــلِ رَســولِ العـالَمينَ بِنـا
وَلا تَـــزِد قَـــومَهُ خَســـفاً وَلا تُســـِمِ
يــا رَبِّ أَحســَنتَ بَــدءَ المُسـلِمينَ بِـهِ
فَتَمِّــمِ الفَضــلَ وَاِمنَــح حُســنَ مُختَتَـمِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932