
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـبيرُ السـابِقينَ مِنَ الكِرامِ
بِرُغمــي أَن أَنالَـكَ بِـالمَلامِ
مَقامُـكَ فَـوقَ ما زَعَموا وَلَكِن
رَأَيـتُ الحَـقَّ فَوقَـكَ وَالمَقامِ
لَقَـد وَجَـدوكَ مَفتوناً فَقالوا
خَرَجـتَ مِـنَ الوَقارِ وَالاِحتِشامِ
وَقـالَ البَعـضُ كَيدُكَ غَيرُ خافٍ
وَقـالوا رَميَـةٌ مِـن غَيرِ رامِ
وَقيـلَ شَطَطتَ في الكُفرانِ حَتّى
أَرَدتَ المُنعِميــنَ بِالاِنتِقـامِ
غَمَـرتَ القَـومَ إِطـراءً وَحَمداً
وَهُـم غَمَـروكَ بِالنِعَمِ الجسامِ
رَأَوا بِالأَمسِ أَنفَكَ في الثُرَيّا
فَكَيفَ اليَومَ أَصبَحَ في الرِغامِ
أَمـا وَاللَـهِ مـا عَلِموكَ إِلّا
صــَغيراً فـي وَلائِكَ وَالخِصـامِ
إِذا مـا لَم تَكُن لِلقَولِ أَهلاً
فَمـا لَكَ في المَواقِفِ وَالكَلامِ
خَطَبـتَ فَكُنـتَ خَطبـاً لا خَطيباً
أُضـيفَ إِلـى مَصائِبِنا العِظامِ
لُهِجـتَ بـاِلاِحتِلالِ وَمـا أَتـاهُ
وَجُرحُـكَ مِنـهُ لَو أَحسَستَ دامي
وَمـا أَغنـاهُ عَمَّـن قـالَ فيهِ
وَمـا أَغناكَ عَن هَذا التَرامي
أَحَبَّتــكَ البِلادُ طَويــلَ دَهـرٍ
وَذا ثَمَـنُ الـوَلاءِ وَالاِحتِـرامِ
حَقَـرتَ لَهـا زِمامـاً كُنتَ فيهِ
لَعوبـاً بِالحُكومَـةِ وَالـذِمامِ
مَحاســِنُهُ غِراسـُكَ وَالمَسـاوي
لَـكَ الثَمَـرانِ مِـن حَمدٍ وَذامِ
فَهَلّا قُلـــتَ لِلشــانِ قَــولاً
يَليـقُ بِحـاِلِ الماضِيَ الهُمامِ
يَبُــثُّ تَجـارِبَ الأَيّـامِ فيهِـم
وَيَدعو الرابِضينَ إِلى القِيامِ
خَطَبـتَ عَلى الشَبيبَةِ غَيرَ دارٍ
بِأَنَّـكَ مِـن مَشـيبِكَ فـي مَنامِ
وَلَـــولا أَنَّ لِلأَوطــانِ حُبّــاً
يُصـِمُّ عَـنِ الوِشـايَةِ كَالغَرامِ
جَنَيـتَ عَلى قُلوبِ الجَمعِ يَأساً
كَأَنَّـكَ بَينَهُـم داعـي الحِمامِ
أَراعَـكَ مَقتَـلٌ مِـن مِصـرَ باقٍ
فَقُمـتَ تَزيدُ سَهماً في السِهامِ
وَهَـل تَرَكَت لَكَ السَبعونَ عَقلاً
لِعِرفـانِ الحَلالِ مِـنَ الحَـرامِ
أَلا أُنبيــكَ عَـن زَمَـنٍ تَـوَلّى
فَتَـذكُرَهُ وَدَمعُـكَ فـي اِنسِجامِ
سـَلِ الحِلمِيَّـةَ الفَيحـاءَ عَنهُ
وَسـَل داراً عَلـى نـورِ الظَلامِ
وَسـَل مَـن كانَ حَولَكَ عَبدَ جاهٍ
يُريـكَ الحُـبَّ أَو بـاغي حُطامِ
رَأَوا إِرثـاً سـَيَذهَبُ بَعدَ حينٍ
فَكـانوا عُصـبَةً فـي الاِقتِسامِ
وَنـالوا السَمعَ مِن أُذُنٍ كَريمٍ
فَنـالوا مِنـهُ أَنواعَ المَرامِ
هُـمُ حِـزبٌ وَسـائِرُ مِصـرَ حِـزبٌ
وَأَنـتَ أَصـَمُّ عَن داعي الوِئامِ
وَكَيـفَ يَنـالُ عَـونَ اللَهِ قَومٌ
ســَراتُهُمُ عَوامِــلُ الاِنقِسـامِ
إِذا الأَحلامُ فــي قَـومٍ تَـوَلَّت
أَتـى الكُبَراءُ أَفعالَ الطَغامِ
فَيـا تِلـكَ اللَيالي لا تَعودي
وَيـا زَمَـنَ النِفـاقِ بِلا سـَلامِ
أُحِبُّـكِ مِصـرُ مِـن أَعماقِ قَلبي
وَحُبُّـكِ فـي صَميمِ القَلبِ نامي
سـَيَجمَعُني بِـكِ التاريخُ يَوماً
إِذا ظَهَرَ الكِرامُ عَلى اللِئامِ
لِأَجلِـكِ رُحـتُ بِالـدُنيا شـَقِيّاً
أَصـُدُّ الـوَجهَ وَالدُنيا أَمامي
وَأَنظُــرُ جَنَّـةً جَمَعَـت ذِئابـاً
فَيَصـرُفُني الإِبـاءُ عَنِ الزِحامِ
وَهَبتُــكِ غَيـرَ هَيّـابٍ يَراعـاً
أَشـَدَّ عَلـى العَدُوِّ مِنَ الحُسامِ
سـَيَكتُبُ عَنـكِ فَـوقَ ثَرى رِياضٍ
وَفـي التاريـخِ صَفحَةَ الاِتِّهامِ
أَفـي السَبعينَ وَالدُنيا تَوَلَّت
وَلا يُرجـى سـِوى حُسـنِ الخِتامِ
تَكــونُ وَأَنــتَ رِيــاضُ مِصـرٍ
عُرابـي اليَومَ في نَظَرِ الأَنامِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932