
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِـف بِرومـا وَشـاهِدِ الأَمـرَ وَاِشهَد
أَنَّ لِلمُلـــكِ مالِكـــاً ســُبحانَه
دَولَـةٌ فـي الثَـرى وَأَنقـاضُ مُلـكٍ
هَــدَمَ الـدَهرُ فـي العُلا بُنيـانَه
مَزَّقَــت تــاجَهُ الخُطــوبُ وَأَلقَـت
فـي التُـرابِ الَّـذي أَرى صَولَجانَه
طَلَــلٌ عِنــدَ دِمنَــةٍ عِنــدَ رَسـمٍ
كَكِتــابٍ مَحــا البِلــى عُنـوانَه
وَتَماثيـــلُ كَالحَقـــائِقِ تَــزدا
دُ وُضــوحاً عَلـى المَـدى وَإِبّـانَه
مَــن رَآهــا يَقــولُ هَـذي مُلـوكُ
الـدَهرِ هَـذا وَقـارُهُم وَالرَزانَـه
وَبَقايــــا هَياكِــــلٍ وَقُصـــورٍ
بَيـنَ أَخـذِ البِلـى وَدَفعِ المَتانَه
عَبَــثَ الــدَهرُ بِـالحَوارِيِّ فيهـا
وَبَيلَيــوسَ لَــم يَهَــب أُرجُـوانَه
وَجَـــرَت هاهُنــا أُمــورٌ كِبــارٌ
واصــَلَ الــدَهرُ بَعـدَها جَرَيـانَه
راحَ ديــنٌ وَجــاءَ ديــنٌ وَوَلّــى
مُلــكُ قَــومٍ وَحَــلَّ مَلِـكٌ مَكـانَه
وَالَّــذي حَصــَّلَ المُجِــدّونَ إِهـرا
قُ دِمـــاءٍ خَليقَـــةٍ بِالصــِيانَه
لَيــتَ شــِعري إِلامَ يَقتَتِـلُ النـا
سُ عَلــى ذي الدَنِيَّــةِ الفَتّــانَه
بَلَــدٌ كــانَ لِلنَصــارى قَتــاداً
صـارَ مُلـكَ القُسـوسِ عَرشُ الدِيانَه
وَشـــُعوبٌ يَمحــونَ آيَــةَ عيســى
ثُــمَّ يُعلـونَ فـي البَرِيَّـةِ شـانَه
وَيُهينــونَ صــاحِبَ الـروحِ مَيتـاً
وَيُعِــــزّونَ بَعــــدَهُ أَكفـــانَه
عــــالَمٌ قُلَّــــبٌ وَأَحلامُ خَلـــقٍ
تَتَبــــارى غَبـــاوَةً وَفَطـــانَه
رَومَـةُ الزَهـوِ في الشَرائِعِ وَالحِك
مَـةِ فـي الحُكمِ وَالهَوى وَالمَجانَه
وَالتَنــاهي فَمــا تَعَـدّى عَزيـزاً
فيــكِ عِــزٌّ وَلا مَهينــاً مَهــانَه
مــا لِحَـيٍّ لَـم يُمـسِ مِنـكِ قَبيـلٌ
أَو بِلادٌ يُعِـــــدُّها أَوطـــــانَه
يُصـبِحُ النـاسُ فيـكِ مَـولى وَعَبداً
وَيَــرى عَبــدُكِ الــوَرى غِلمـانَه
أَيـنَ مُلـكٌ في الشَرقِ وَالغَربِ عالٍ
تَحسـُدُ الشـَمسُ فـي الضُحى سُلطانَه
قــادِرٌ يَمســَخُ المَمالِــكَ أَعمـا
لاً وَيُعطـــي وَســـيعَها أَعــوانَه
أَيـــنَ مــالٌ جَبَيتِــهِ وَرَعايــا
كُلُّهُــم خــازِنٌ وَأَنــتِ الخَزانَـه
أَينَ أَشرَافُكِ الَّذينَ طَغَوا في الدَه
رِ حَتّــــى أَذاقَهُـــم طُغيـــانَه
أَيــنَ قاضــيكِ مـا أَنـاخَ عَلَيـهِ
أَيــنَ ناديـكِ مـا دَهـى شـَيخانَه
قَــد رَأَينــا عَلَيـكِ آثـارَ حُـزنٍ
وَمِــنَ الـدورِ مـا تَـرى أَحزانَـه
اِقصـِري وَاِسـأَلي عَـنِ الدَهرِ مِصراً
هَـل قَضـَت مَرَّتَيـنِ مِنـهُ اللُبـانَه
إِنَّ مَــن فَــرَّقَ العِبــادَ شـُعوباً
جَعَــلَ القِســطَ بَينَهــا ميزانَـه
هَبـكِ أَفنَيـتِ بِالحِـدادِ اللَيـالي
لَـن تَـرَدّى عَلـى الـوَرى رومـانَه
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932