
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَـفَّ كَأسـَها الحَبَـبُ
فَهــيَ فِضــَّةٌ ذَهَــبُ
أَو دَوائِرٌ دُرَرٌ
مــائِجٌ بِهــا لَبَـبُ
أَو فَـمُ الحَبيبِ جَلا
عَـن جُمـانِهِ الشـَنَبُ
أَو يَــدٌ وَباطِنُهــا
عاطِـــلٌ وَمُختَضـــِبُ
أَو شــَقيقُ وَجنَتِــهِ
حيـنَ لـي بِـهِ لَعِـبُ
راحَـةُ النُفـوسِ وَهَل
عِنــدَ راحَــةٍ تَعَـبُ
يـا نَـديمُ خِـفَّ بِها
لا كَبـا بِـكَ الطَـرَبُ
لا تَقُــل عَواقِبُهــا
فَــــالعَواقِبُ الأَدَبُ
تَنجَلــي وَلـي خُلُـقٌ
يَنجَلـــي وَيَنســَكِبُ
يَرقُـبُ الرِفـاقُ لَـهُ
كُلَّمـا سـَرى شـَرِبوا
شـاعِرُ العَزيـزِ وَما
بِالقَليـلِ ذا اللَقَبُ
لَيلَـــةٌ لِســـَيِّدِنا
فـي الزَمـانِ تُرتَقَبُ
دونَهـا الرَشيدُ وَما
أَخلَـدَت لَـهُ الكُتُـبُ
يُهـرَعُ النَزيـلُ لَها
وَالرَعِيَّــةُ النُخَــبُ
فَالســَرايُ جَــوهَرَةٌ
لِلعُقـــولِ تَختَلِــبُ
أَو كَباقَــةِ زَهــرا
لِلعُيـــونِ تَأتَشــِبُ
الجَلالُ قُبَّتُـــــــهُ
وَالســَنا لَـهُ طُنُـبُ
ثـــابِتٌ وَذِروَتُـــهُ
فـي الفَضـاءِ تَضطَرِبُ
أَشـــرَقَت نَوافِــذُهُ
فَهــيَ مَنظَــرٌ عَجَـبُ
وَاِســتَنارَ رَفرَفُــهُ
وَالســُجوفُ وَالحُجُـبُ
تَعجَـبُ العُيـونُ لَـهُ
كَيـفَ تَسـكُنُ الشـُهُبُ
أَقبَلَـت شـُموسُ ضـُحىً
مــا لَهُــنَّ مُنتَقَـبُ
الظَلامُ رايَتُهـــــا
وَهـيَ جَيشـُهُ اللَجِـبُ
فــي هَــوادِجٍ عَجَلاً
بِالجِيــادِ تَنســَحِبُ
قــامَ دونَهـا سـَبَبٌ
وَاِســـتَحَثَّها ســَبَبُ
فَهــيَ تــارَةً مَهَـلٌ
وَهــيَ تــارَةً خَبَـبُ
تَرتَمــي بِهِـنَّ حِمـىً
لا يَجـــوزُهُ رَغَـــبُ
بـــابُهُ لِـــداخِلِهِ
جَنَّـــةٌ هِـــيَ الأَرَبُ
قـامَتِ السـَراةُ بِـهِ
وَالمَعِيَّــةُ النُجُــبُ
وَاِنبَـرى النِساءُ لَهُ
عُجمُهُـــنَّ وَالعَــرَبُ
العَفــافُ زينَتُهــا
وَالجَمــالُ وَالحَسـَبُ
أَنجُـــمٌ مَطالِعُهــا
عابِــدينُ وَالرَحَــبُ
ســَيِّدي لَهــا فَلَـكٌ
وَهــيَ مِنـهُ تَقتَـرِبُ
عِنــدَ رُكـنِ حُجرَتِـهِ
بَــدرُهُ لَنــا كَثَـبُ
يَزدَهـي السـَريرُ بِهِ
وَالمَطــارِفُ القُشـُبُ
حَــولَ عَرشــِهِ عَجَـمٌ
حَــولَ عَرشــِهِ عَـرَبُ
رُتبَـةُ الجُـدودِ لَـهُ
تَسـتَوي بِهـا الرُتَبُ
شــُرِّفَت بِــهِ وَسـَما
تالِـــدٌ وَمُكتَســـَبُ
اللُيـــوثُ ماثِلَــةٌ
وَالظِبــاءُ تَنســَرِبُ
الحَريــرُ مَلبَســُها
وَاللُجَيــنُ وَالـذَهَبُ
وَالقُصــورُ مَسـرَحُها
لا الرِمـالُ وَالعُشـُبُ
يَســـتَفِزُّها نَغَـــمٌ
لا صـــَدىً وَلا لَجَــبُ
يُســـتَعادُ مُرقِصــُهُ
تـــارَةً وَيُقتَضـــَبُ
فَالقُـدودُ بـانُ رُبىً
بَيــدَ أَنَّهــا تَثِـبُ
يَلعَـبُ العِنـاقُ بِها
وَهــوَ مُشــفِقٌ حَـدِبُ
فَهــيَ مَــرَّةً صــُعُدٌ
وَهــيَ مَــرَّةً صــَبَبُ
وَهــيَ هَهُنـا وَهُنـا
تَلتَقـــي وَتَصــطَحِبُ
مِثلَمـا اِلتَقَـت أَسَلٌ
أَو تَعــانَقَت قُضــُبُ
الـــرُؤوسُ مائِلَــةٌ
فـي الصـُدورِ تَحتَجِبُ
وَالنُحــورُ قائِمَــةٌ
قاعِـدٌ بِهـا الوَصـَبُ
وَالنُهــودُ هامِــدَةٌ
وَالخُــدودُ تَلتَهِــبُ
وَالخُصــورُ واهِيَــةٌ
بِالبَنــانِ تَنجَــذِبُ
ســالَتِ الأَكُـفُّ بِهـا
فَهــيَ أَغصــُنٌ نُهَـبُ
الخَـــــوانُ دائِرَةٌ
المَلا لَهـــا قُطُــبُ
لِلوُفـــودِ مــائِدَةٌ
مِنهُ أَينَما اِنقَلَبوا
وَالطَريـــقُ مُتَّصــِلٌ
نَحـــوَهُ وَمُنشـــَعِبُ
وَالطَعــامُ حاضــِرُهُ
وَالمَزيــدُ مُنتَهَــبُ
بــارِدٌ وَمِــن عَجَـبٍ
يُشـــتَهى وَيُطَّلَـــبُ
ســائِغٌ لِــذي سـَغَبٍ
ســـائِغٌ وَلا ســـَغَبُ
حاضــِرٌ لَــدى طَلَـبٍ
حاضـــِرٌ وَلا طَلَـــبُ
وَالمُــدامُ أَكؤُسـُها
مـا تَغيـضُ وَالعُلَـبُ
وَهــيَ بَينَنـا سـَلَبٌ
وَالنُهـى لَهـا سـَلَبُ
شـــَرُفَت مَنافِحُهــا
وَاِعتَلـى بِها العِنَبُ
حَولَهـا الحَوائِمُ ما
يَنقَضــي لَهـا قَـرَبُ
يَغتَبِطــنَ فـي حَـرَمٍ
لا تَنــالُهُ الرِيَــبُ
مـا سِوى الحَديثِ بِهِ
يُبتَغـــى وَيُجتَــذَبُ
هَكَـذا الكِـرامُ كِرا
مٌ وَإِن هُمـوا طَرَبوا
لَيلَــةٌ عَلَـت وَغَلَـت
لَيــتَ فَجرَهـا كَـذِبُ
يَكفُـلُ الأَميـرُ لَنـا
أَن تَعيـدَها الحِقَـبُ
عــاشَ لِلنَـدى مَلِـكٌ
ســـَيِّدٌ لَنـــا وَأَبُ
حـاتِمُ المُلـوكِ إِذا
ضـاقَ بِالنَدى النَشَبُ
الســـُرورُ أَنعُمُــهُ
وَالهَنـاءُ مـا يَهَـبُ
وَالنَـــدى ســَجِيَّتُهُ
وَالحَنــانُ وَالحَـدَبُ
يـا عَزيـزُ دامَ لَنا
رَوضُ عِـــزِّكَ الأَشــِبُ
هَــذِهِ عَــروسُ نُهـىً
فـي القُبـولِ تَرتَغِبُ
زَفَّهــا لَكُــم وَجلا
شـاعِرُ الحِمـى الأَرِبُ
اِحتَفـى الحُضورُ بِها
وَاِكتَفـى بِها الغَيَبُ
أَنتُــمُ الظِلالُ لَنـا
وَالمَنــازِلُ الخُصـُبُ
لَـو مَـدَحتُكُم زَمَنـي
لَـم أَقُـم بِمـا يَجِبُ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932