
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَرَجَـت عَلى الكَنزِ القُرون
وَأَتَـت عَلـى الدَنِّ السُنون
خَيـرُ السـُيوفِ مَضى الزَما
نُ عَلَيـهِ فـي خَيرِ الجُفون
فــي مَنــزِلٍ كَمُحَجَّــبِ ال
غَيـبِ اِستَسـَرَّ عَـنِ الظُنون
حَتّـى أَتـى العِلـمُ الجَسو
رُ فَفَــضَّ خـاتَمَهُ المَصـون
وَالعِلـــمُ بَــدرِيٌّ أُحِــل
لَ لِأَهلِــهِ مــا يَصــنَعون
هَتَـكَ الحِجـالَ عَلى الحَضا
رَةِ وَالخُـدورَ عَلى الفُنون
وَاِنــدَسَّ كَالمِصــباحِ فـي
حُفَــرٍ مِـنَ الأَجـداثِ جـون
حُجَـــرٌ مُمَــرَّدَةُ المَعــا
قِـلِ في الثَرى شُمُّ الحُصون
لا تَهتَـدي الريـحُ الهَبـو
بُ لَهـا وَلا الغَيثُ الهَتون
خــانَت أَمانَــةَ جارِهــا
وَالقَـبرُ كَالـدُنيا يَخـون
يـا اِبـنَ الثَواقِبِ مِن رَعٍ
وَاِبـنَ الزَواهِـرِ مِن أَمون
نَســَبٌ عَريـقٌ فـي الضـُحى
بَــذَّ القَبـائِلَ وَالبُطـون
أَرَأَيــتَ كَيـفَ يَثـوبُ مِـن
غَمـرِ القَضـاءِ المُغرَقـون
وَتَــدولُ آثــارُ القُــرو
نِ عَلى رَحى الزَمَنِ الطَحون
حُــبُّ الخُلـودِ بَنـى لَكُـم
خُلُقـــاً بِــهِ تَتَفَــرَّدون
لَــم يَأخُــذِ المُتَقَــدِّمو
نَ بِـــهِ وَلا المُتَــأَخِّرون
حَتّـى تَسـابَقتُم إِلـى الإِح
ســـانِ فيمــا تَعمَلــون
لَـم تَـترُكوهُ فـي الجَلـي
لِ وَلا الحَقيـرِ مِنَ الشُؤون
هَـذا القِيامُ فَقُل لنا ال
يَـومُ الأَخيـرُ مَـتى يَكـون
البَعــــثُ غايَـــةُ زائِلٍ
فــانٍ وَأَنتُــم خالِــدون
الســَبقُ مِــن عــاداتِكُم
أَتُـرى القِيامَـةَ تَسـبِقون
أَنتُــم أَســاطينُ الحَضـا
رَةِ وَالبُنــاةُ المُحسـِنون
المُتقِنــــونَ وَإِنَّمــــا
يُجـزى الخُلـودَ المُتقِنون
أَنَزَلـــتَ حُفــرَةَ هالِــكٍ
أَم حُجـرَةَ المَلِـكِ المَكين
أَم فــي مَكــانٍ بَيــنَ ذَ
لِــكَ يُــدهِشُ المُتَـأَمِّلين
هُـوَ مِـن قُبـورِ المُتلَفـي
نَ وَمِـن قُصـورِ المُـترَفين
لَـم يَبـقَ غـالٍ في الحَضا
رَةِ لَــم يَحُـزهُ وَلا ثَميـن
مَيــتٌ تُحيـطُ بِـهِ الحَيـا
ةُ زَمــانُهُ مَعَــهُ دَفيــن
وَذَخــائِرٌ مِــن أَعصـُرٍ وَل
لَــت وَمِــن دُنيـا وَديـن
حَمَلَـت عَلـى العَجَبِ الزَما
نَ وَأَهلَــهُ المُســتَكبِرين
فَتَلَفَّتَـــت بــاريسُ تَــح
سـَبُ أَنَّهـا صـُنعُ البَنيـن
ذَهَــبٌ بِبَطــنِ الأَرضِ لَــم
تَــذهَب بِلَمحَتِـهِ القُـرون
اِســتَحدَثَت لَــكَ جَنــدَلاً
وَصــَفائِحاً مِنـهُ القُيـون
وَنَواوِســـــاً وَهّاجَــــةً
لَــم يَتَّخِـذها الهامِـدون
لَـو يَفطُـنُ المَـوتى لَهـا
سـَرَحوا الأَنامِـلَ يَنبِشـون
وَتَنـازَعوا الـذَهَبَ الَّـذي
كــانوا لَــهُ يَتَفـاتَنون
أَكفـــانُ وَشـــيٍ فُصــِّلَت
بِرَقـائِقِ الـذَهَبِ الفَـتين
قَــد لَفَّهــا لَـفَّ الضـِما
دِ مُحَنِّــــطٌ آسٍ رَزيــــن
وَكَـــــأَنَّهُنَّ كَمـــــائِمٌ
وَكَأَنَّــكَ الـوَردُ الجَنيـن
وَبِكُـــلِّ رُكـــنٍ صـــورَةٌ
وَبِكُـــلِّ زاوِيَــةٍ رَقيــن
وَتَـرى الدُمى فَتَخالُها اِن
تَثَــرَت عَلـى جَنَبـاتِ زون
صـــُوَرٌ تُريـــكَ تَحَرُّكــاً
وَالأَصـلُ في الصُوَرِ السُكون
وَيَمُــــرُّ رائِعُ صـــَمتِها
بِـالحِسِّ كَـالنُطقِ المُـبين
صــَحِبَ الزَمــانَ دِهانُهـا
حينـاً عَهيـداً بَعـدَ حيـن
غَــضٌّ عَلــى طـولِ البِلـى
حَــيٌّ عَلـى طـولِ المَنـون
خَـدَعَ العُيـونَ وَلَـم يَـزَل
حَتّــى تَحَــدّى اللامِســين
غِلمـانُ قَصـرِك فـي الرِكا
بِ يُنـــاوِلونَ وَيَطــرَدون
وَالبــوقُ يَهتِـفُ وَالسـِها
مُ تَـرِنُّ وَالقَـوسُ الحَنـون
وَكِلابُ صـــــَيدِكَ لُهَّــــثٌ
وَالخَيـلُ جُـنَّ لَهـا جُنـون
وَالـوَحشُ تَنفُـرُ في السُهو
لِ وَتــارَةً تَثِـبُ الحُـزون
وَالطَيـرُ تَرسـُفُ في الجِرا
حِ وَفــي مَناقِرِهـا أَنيـن
وَكَـــأَنَّ آبــاءَ البَــرِي
يَـةِ فـي المَدائِنِ مُحضَرون
وَكَـــأَنَّ دَولَــةَ آلِ شــَم
سٍ عَــن شـِمالِكَ وَاليَميـن
مَلِـــكَ المُلــوكِ تَحِيَّــةً
وَوَلاءَ مُحتَفِــــظٍ أَميـــن
هَــذا المُقــامُ عَرَفتُــهُ
وَســَبَقتُ فيـهِ القـائِلين
وَوَقَفـــتُ فــي آثــارِكُم
أَزِنُ الجَلالَ وَأَســـــتَبين
وَبَنَيـتُ فـي العِشـرينَ مِن
أَحجارِهـا شـِعري الرَصـين
ســالَت عُيــونُ قَصــائِدي
وَجَـرى مِـنَ الحَجَرِ المَعين
أَقعَــــدتُ جيلاً لِلهَـــوى
وَأَقَمــــتُ جيلاً آخَريـــن
كُنتُـم خَيـالَ المَجـدِ يُـر
فَــعُ لِلشـَبابِ الطـامِحين
وَكَــم اِســتَعَرتَ جَلالَكُــم
لِمُحَمَّــــدٍ وَالمـــالِكين
تــاجٌ تَنَقَّـلَ فـي الخَيـا
لِ فَمـا اِسـتَقَرَّ عَلى جَبين
خَرَزاتُــهُ السـَيفُ الصـَقي
لُ يَشـُدُّهُ الرُمـحُ السـَنين
قُـل لـي أَحينَ بَدا الثَرى
لَـكَ هَل جَزِعتَ عَلى العَرين
آنَسـتَ مُلكـاً لَيـسَ بِالشا
كــي السـِلاحِ وَلا الحَصـين
البَــرُّ مَغلــوبُ القَنــا
وَالبَحـرُ مَسـلوبُ السـَفين
لَمّـا نَظَـرتَ إِلـى الـدِيا
رِ صـَدَفتَ بِـالقَلبِ الحَزين
لَـم تَلـقَ حَولَـكَ غَيـرَ كَر
تَــرَ وَالنِطاسـِيِّ المُعيـن
أَقبَلــتَ مِـن حُجُـبِ الجَلا
لِ عَلــى قَبيــلٍ مُعرِضـين
تــاجُ الحَضـارَةِ حيـنَ أَش
رَقَ لَــم يَجِـدهُم حـافِلين
وَاللَــهُ يَعلَـمُ لَـم يَـرَو
هُ مِــن قُــرونٍ أَربَعيــن
قَسـَماً بِمَـن يُحيـي العِظا
مَ وَلا أَزيــدُكَ مِـن يَميـن
لَـو كـانَ مِـن سـَفَرٍ إِيـا
بُـكَ أَمـسِ أَو فَتـحٍ مُـبين
أَو كـانَ بَعثُـكَ مِـن دَبـي
بِ الـروحِ أَو نَبضِ الوَتين
وَطَلَعـتَ مِـن وادي المُلـو
كِ عَلَيـكَ غـارُ الفـاتِحين
الخَيـلُ حَولَـكَ فـي الجِلا
لِ العَســـجَدِيَّةِ يَنثَنيــن
وَعَلــى نِجــادِكَ هالَتــا
نِ مِـنَ القَنـا وَالدارِعين
وَالجُنـدُ يَـدفَعُ فـي رِكـا
بِــكَ بِــالمُلوكِ مُصـَفَّدين
لَرَأَيــتَ جيلاً غَيــرَ جــي
لِــكَ بِالجَبـابِرِ لا يَـدين
وَرَأَيــتَ مَحكــومينَ قَــد
نَصـَبوا وَرَدّوا الحـاكِمين
روحُ الزَمـــانِ وَنَظمُـــهُ
وَســَبيلُهُ فــي الآخَريــن
إِنَّ الزَمــــانَ وَأَهلَـــهُ
فَرَغـا مِـنَ الفَردِ اللَعين
فَــإِذا رَأَيــتَ مَشــايِخاً
أَو فِتيَــةً لَــكَ سـاجِدين
لاقِ الزَمـــانَ تَجِـــدهُمو
عَـــن رَكبِــهِ مُتَخَلِّفيــن
هُـم فـي الأَواخِـرِ مَولِـداً
وَعُقــولُهُم فــي الأَوَّليـن
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932