
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُـم نـاجِ جِلَّـقَ وَاِنشـُد رَسمَ مَن بانوا
مَشــَت عَلــى الرَسـمِ أَحـداثٌ وَأَزمـانُ
هَــذا الأَديــمُ كِتــابٌ لا كِفــاءَ لَـهُ
رَثُّ الصـــَحائِفِ بــاقٍ مِنــهُ عُنــوانُ
الـــدينُ وَالـــوَحيُ وَالأَخلاقُ طائِفَــةٌ
مِنـــهُ وَســـائِرُهُ دُنيـــا وَبُهتــانُ
مــا فيــهِ إِن قُلِّبَـت يَومـاً جَـواهِرُهُ
إِلّا قَــــرائِحُ مِــــن رادٍ وَأَذهـــانُ
بَنــو أُمَيَّــةَ لِلأَنبــاءِ مــا فَتَحـوا
وَلِلأَحــاديثِ مـا سـادوا وَمـا دانـوا
كـانوا مُلوكـاً سـَريرُ الشـَرقِ تَحتَهُـمُ
فَهَـل سـَأَلتَ سـَريرَ الغَـربِ مـا كانوا
عـالينَ كَالشـَمسِ فـي أَطـرافِ دَولَتِهـا
فـــي كُــلِّ ناحِيَــةٍ مُلــكٌ وَســُلطانُ
يـا وَيـحَ قَلبِـيَ مَهمـا اِنتابَ أَرسُمَهُم
ســَرى بِــهِ الهَـمُّ أَو عـادَتهُ أَشـجانُ
بِـالأَمسِ قُمـتُ عَلـى الزَهـراءِ أَنـدُبُهُم
وَاليَـومَ دَمعـي عَلـى الفَيحـاءِ هَتّـانُ
فــي الأَرضِ مِنهُــم ســَماواتٌ وَأَلوِيَـةٌ
وَنَيِّـــــراتٌ وَأَنــــواءٌ وَعُقبــــانُ
مَعـادِنُ العِـزِّ قَـد مـالَ الرَغـامُ بِهِم
لَـو هـانَ فـي تُربِهِ الإِبريزُ ما هانوا
لَــولا دِمَشــقُ لَمــا كــانَت طُلَيطِلَـةٌ
وَلا زَهَـــت بِبَنــي العَبّــاسِ بَغــدانُ
مَــرَرتُ بِالمَســجِدِ المَحــزونِ أَسـأَلَهُ
هَـل فـي المُصـَلّى أَوِ المِحـرابِ مَروانُ
تَغَيَّــرَ المَســجِدُ المَحـزونُ وَاِختَلَفَـت
عَلـــى المَنــابِرِ أَحــرارٌ وَعِبــدانُ
فَلا الأَذانُ أَذانٌ فـــــي مَنـــــارَتِهِ
إِذا تَعــــــــــالى وَلا الآذانُ آذانُ
آمَنـــتُ بِــاللَهِ وَاِســتَثنَيتُ جَنَّتَــهُ
دِمَشــــقُ روحٌ وَجَنّــــاتٌ وَرَيحــــانُ
قــالَ الرِفــاقُ وَقَـد هَبَّـت خَمائِلُهـا
الأَرضُ دارٌ لَهـــا الفَيحــاءُ بُســتانُ
جَــرى وَصــَفَّقَ يَلقانــا بِهــا بَـرَدى
كَمــا تَلقــاكَ دونَ الخُلــدِ رَضــوانُ
دَخَلتُهــــا وَحَواشــــيها زُمُــــرُّدَةٌ
وَالشــَمسُ فَـوقَ لُجَيـنِ المـاءِ عِقيـانُ
وَالحــورُ فـي دُمَّـرَ أَو حَـولَ هامَتِهـا
حــورٌ كَواشــِفُ عَــن ســاقٍ وَوِلــدانُ
وَرَبــوَةُ الــوادِ فـي جِلبـابِ راقِصـَةٍ
الســـاقُ كاســِيَةٌ وَالنَحــرُ عُريــانُ
وَالطَيـرُ تَصـدَحُ مِـن خَلـفِ العُيونِ بِها
وَلِلعُيـــونِ كَمـــا لِلطَيــرِ أَلحــانُ
وَأَقبَلَـــت بِالنَبــاتِ الأَرضُ مُختَلِفــاً
أَفـــوافُهُ فَهـــوَ أَصــباغٌ وَأَلــوانُ
وَقَــد صــَفا بَـرَدى لِلريـحِ فَاِبتَـدَرَت
لَـــدى ســـُتورٍ حَواشـــيهُنَّ أَفنــانُ
ثُـمَّ اِنثَنَـت لَـم يَزَل عَنها البَلالُ وَلا
جَفَّــت مِــنَ المــاءِ أَذيــالٌ وَأَردانُ
خَلَّفــتُ لُبنــانَ جَنّـاتِ النَعيـمِ وَمـا
نُبِّئتُ أَنَّ طَريـــقَ الخُلـــدِ لُبنـــانُ
حَتّــى اِنحَــدَرتُ إِلـى فَيحـاءَ وارِفَـةٍ
فيهــا النَــدى وَبِهــا طَـيٌّ وَشـَيبانُ
نَزَلـــتُ فيهـــا بِفِتيــانٍ جَحاجِحَــةٍ
آبــاؤُهُم فــي شــَبابِ الـدَهرِ غَسـّانُ
بيـــضُ الأَســِرَّةِ بــاقٍ فيهُــمُ صــَيَدٌ
مِـن عَبـدِ شـَمسٍ وَإِن لَـم تَبـقَ تيجـانُ
يـا فِتيَـةَ الشـامِ شُكراً لا اِنقِضاءَ لَهُ
لَــو أَنَّ إِحســانَكُم يَجزيــهِ شــُكرانُ
مـا فَـوقَ راحـاتِكُم يَـومَ السـَماحِ يَدٌ
وَلا كَأَوطــانِكُم فــي البِشــرِ أَوطـانُ
خَميلَــةُ اللَــهِ وَشــَّتها يَـداهُ لَكُـم
فَهَـــل لَهــا قَيِّــمٌ مِنكُــم وَجَنّــانُ
شيدوا لَها المُلكَ وَاِبنوا رُكنَ دَولَتِها
فَالمُلـــكُ غَــرسٌ وَتَجديــدٌ وَبُنيــانُ
لَـو يُرجَـعُ الـدَهرُ مَفقـوداً لَـهُ خَطَـرٌ
لَآبَ بِالواحِــــــدِ المَبكِـــــيِّ ثَكلانُ
المُلـكُ أَن تَعمَلوا ما اِستَطَعتُمو عَمَلاً
وَأَن يَــبينَ عَلــى الأَعمــالِ إِتقــانُ
المُلــكُ أَن تُخــرَجَ الأَمــوالُ ناشـِطَةً
لِمَطلَـــبٍ فيـــهِ إِصـــلاحٌ وَعُمـــرانُ
المُلـــكُ تَحـــتَ لِســانٍ حَــولَهُ أَدَبٌ
وَتَحــتَ عَقــلٍ عَلــى جَنبَيــهِ عِرفـانُ
المُلــكُ أَن تَتَلافَــوا فـي هَـوى وَطَـنٍ
تَفَرَّقَـــت فيـــهِ أَجنـــاسٌ وَأَديــانُ
نَصــــيحَةٌ مِلؤُهـــا الإِخلاصُ صـــادِقَةٌ
وَالنُصـــحُ خالِصـــُهُ ديــنٌ وَإيمــانُ
وَالشـِعرُ مـا لَـم يَكُـن ذِكـرى وَعاطِفَةً
أَو حِكمَـــةً فَهـــوَ تَقطيـــعٌ وَأَوزانُ
وَنَحـنُ فـي الشـَرقِ وَالفُصـحى بَنو رَحِمٍ
وَنَحــنُ فــي الجُــرحِ وَالآلامِ إِخــوانُ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932