
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـَرحٌ عَلـى الـوادي المُبـارَكِ ضاحي
مُتَظــــــاهِرُ الأَعلامِ وَالأَوضـــــاحِ
ضــافي الجَلالَــةِ كَــالعَتيقِ مُفضـَلٌ
ســاحاتِ فَضــلٍ فــي رِحــابِ سـَماحِ
وَكَـــأَنَّ رَفرَفَــهُ رِواقٌ مِــن ضــُحىً
وَكَـــأَنَّ حـــائِطَهُ عَمـــودُ صــَباحِ
الحَــقُّ خَلــفَ جَنــاحٍ اِسـتَذرى بِـهِ
وَمَراشــِدُ الســُلطانِ خَلــفَ جَنــاحِ
هُــوَ هَيكَــلُ الحُرِيَّـةِ القـاني لَـهُ
مــا لِلهَياكِــلِ مِــن فِـدىً وَأَضـاحِ
يَبنـي كَما تُبنى الخَنادِقُ في الوَغى
تَحــتَ النِبــالِ وَصــَوبِها السـَحّاحِ
يَنهــارُ الاِســتِبدادُ حَــولَ عِراصـِهِ
مِثــلَ اِنهِيــارِ الشـِركِ حَـولَ صـَلاحِ
وَيُكَـــبُّ طــاغوتُ الأُمــورِ لِــوَجهِهِ
مُتَحَطِّــــمَ الأَصــــنامِ وَالأَشـــباحِ
هُـوَ مـا بَنـى الأَعزالُ بِالراحاتِ أَو
هُــوَ مـا بَنـى الشـُهَداءُ بِـالأَرواحِ
أَخَــذَتهُ مِصــرُ بكُــلِّ يَــومٍ قـاتِمٍ
وَردِ الكَـــواكِبِ أَحمَـــرِ الإِصــباحِ
هَبَّــت ســِماحاً بِالحَيــاةِ شـَبابُها
وَالشــَيبُ بِالأَرمــاقِ غَيــرُ شــِحاحِ
وَمَشـَت إِلـى الخَيلِ الدَوارِعِ وَاِنبَرَت
لِلظـــافِرِ الشــاكي بِغَيــرِ ســِلاحِ
وَقَفــاتُ حَــقٍّ لَــم تَقِفهــا أُمَّــةٌ
إِلّا اِنثَنَــــت آمالُهـــا بِنَجـــاحِ
وَإِذا الشـُعوبُ بَنَـوا حَقيقَـةَ مُلكِهِم
جَعَلــوا المَــآتِمَ حــائِطَ الأَفـراحِ
بُشــرى إِلـى الـوادي تَهُـزُّ نَبـاتَهُ
هَـــزَّ الرَبيـــعِ مَنـــاكِبَ الأَدواحِ
تَسـري مُلَمَّحَـةَ الحُجـولِ عَلـى الرُبى
وَتَســـيلُ غُرَّتُهـــا بِكُـــلِّ بِطــاحِ
اِلتـــامَتِ الأَحــزابُ بَعــدَ تَصــَدُّعٍ
وَتَصــــافَتِ الأَقلامُ بَعـــدَ تَلاحـــي
سـُحِبَت عَلـى الأَحقـادِ أَذيـالُ الهَوى
وَمَشـى عَلـى الضـِغنِ الوِدادُ الماحي
وَجَــرَت أَحــاديثُ العِتــابِ كَأَنَّهـا
ســـَمَرٌ عَلــى الأَوتــارِ وَالأَقــداحِ
تَرمـي بِطَرفِـكَ فـي المَجـامِعِ لا تَرى
غَيــرَ التَعــانُقِ وَاِشـتِباكِ الـراحِ
شـَمسَ النَهـارِ تَعَلَّمـي الميـزانَ مِن
ســَعدِ الــدِيارِ وَشــَيخِها النَضـّاحِ
ميلــي اِنظُريـهِ فـي النَـدِيِّ كَـأَنَّهُ
عُثمــانُ عَــن أُمِّ الكِتــابِ يُلاحــي
كَــم تــاجِ تَضــحِيَةٍ وَتـاجِ كَرامَـةٍ
لِلعَيـــنِ حَــولَ جَــبينِهِ اللَمّــاحِ
وَالشــَيبُ مُنبَثِـقٌ كَنـورِ الحَـقِّ مِـن
فَــودَيهِ أَو فَجـرِ الهُـدى المِنصـاحِ
لَبّـــى أَذانَ الصـــُلحِ أَوَّلَ قــائِمٍ
وَالصـــُلحُ خُمــسُ قَواعِــدُ الإِصــلاحِ
ســَبَقَ الرِجــالَ مُصـافِحاً وَمُعانِقـاً
يُمنــى الســَماحِ وَهَيكَــلَ الإِسـحاجِ
عَدلى الجَليلِ اِبنِ الجَليلِ مِنَ المَلا
وَالماجِــدِ اِبـنِ الماجِـدِ المِسـماحِ
حُلــوُ الســَجِيَّةِ فــي قَنــاةٍ مُـرَّةٍ
ثَمِــلُ الشــَمائِلِ فــي وَقـارٍ صـاحِ
شــَتّى فَضـائِلَ فـي الرِجـالِ كَأَنَّهـا
شـــَتّى ســِلاحٍ مِــن قَنــا وَصــِفاحِ
فَــإِذا هِــيَ اِجتَمَعَـت لِمُلـكِ جَبهَـةً
كـــانَت حُصـــونَ مَناعَــةٍ وَنِطــاحِ
اللَــــهُ أَلَّـــفَ لِلبِلادِ صـــُدورَها
مِـــن كُــلِّ داهِيَــةٍ وَكُــلِّ صــُراحِ
وَزُراءُ مَملَكَـــةٍ وَدَعـــائِمُ دَولَــةٍ
أَعلامُ مُــــؤتَمَرٍ أُســــودُ صـــَباحِ
يَبنــونَ بِالدُســتورِ حـائِطَ مُلكِهِـم
لا بِالصـــِفاحِ وَلا عَلـــى الأَرمــاحِ
وَجَــواهِرُ التيجـانِ مـا لَـم تُتَّخَـذ
مِــن مَعــدِنِ الدُسـتورِ غَيـرُ صـِحاحِ
اِحتَــلَّ حِصــنَ الحَــقِّ غَيـرُ جُنـودِهِ
وَتَكــالَبَت أَيــدٍ عَلــى المِفتــاحِ
ضـــَجَّت عَلــى أَبطالِهــا ثُكُنــاتُهُ
وَاِستَوحَشـــَت لِكُماتِهـــا النُــزّاحِ
هُجِـــرَت أَرائِكُـــهُ وَعُطِّــلَ عــودُهُ
وَشـــَلا مِــنَ الغــادينَ وَالــروّاحِ
وَعَلاهُ نَســـجُ العَنكَبـــوتِ فَــزادَهُ
كَالغــارِ مِــن شــَرَفٍ وَســِمتِ صـَلاحِ
قُــل لِلبَنيـنِ مَقـالَ صـِدقٍ وَاِقتَصـِد
ذَرعُ الشـــَبابِ يَضـــيقُ بِالنُصــّاحِ
أَنتُـم بَنـو اليَـومَ العَصيبِ نَشَأتُمو
فــي قَصــفِ أَنــواءٍ وَعَصــفِ رِيـاحِ
وَرَأَيتُمــو الــوَطَنَ المُؤَلَّـفَ صـَخرَةً
فــي الحادِثـاتِ وَسـَيلِها المُجتـاحِ
وَشـَهِدتُمو صـَدعَ الصـُفوفِ وَمـا جَنـى
مِــن أَمــرِ مُفتــاتٍ وَنَهــيِ وَقـاحِ
صـَوتُ الشـُعوبِ مِـنَ الزَئيـرِ مُجَمَّعـاً
فَــإِذا تَفَــرَّقَ كــانَ بَعــضَ نُبـاحِ
أَظمَتكُمــوُ الأَيّــامُ ثُــمَّ ســَقَتكُمو
رَنَقــاً مِــنَ الإِحســانِ غَيـرَ قَـراحِ
وَإِذا مُنِحــتَ الخَيــرَ مِــن مُتَكَلِّـفٍ
ظَهَـــرَت عَلَيـــهِ ســَجِيَّةُ المَنّــاحِ
تَرَكتُكُمــو مِثــلَ المَهيــضِ جَنـاحُهُ
لا فــي الحِبــالِ وَلا طَليــقَ سـَراحِ
مَــــن صـــَيَّرَ الأَغلالَ زَهـــرَ قَلائِدٍ
وَكَســا القُيــودَ مَحاســِنَ الأَوضـاحِ
إِنَّ الَّـــتي تَبغــونَ دونَ مَنالِهــا
طــولُ اِجتِهــادٍ وَاِضــطِرادُ كِفــاحِ
ســيروا إِلَيهــا بِالأَنــاةِ طَويلَـةً
إِنَّ الأَنــــاةَ ســــَبيلُ كُـــلِّ فَلاحِ
وَخُـذوا بِنـاءَ المُلـكِ عَـن دُستورِكُم
إِنَّ الشــــــِراعَ مُثَقِّـــــفُ المَلّاحِ
يــا دارَ مَحمــودٍ ســَلِمتِ وَبـورِكَت
أَركانُــــكِ الهرَمِيَّـــةُ الصـــُفّاحِ
وَاِزدَدتِ مِــن حُسـنِ الثَنـاءِ وَطيبِـهِ
حَجَــراً هُــوَ الــدُرِيُّ فـي الأَمـداحِ
الأُمَّـــةُ اِنتَقَلَــت إِلَيــكِ كَأَنَّمــا
أَنزَلتِهـــا مِــن بَيتِهــا بِجَنــاحِ
بَرَكـــاتُ شــَيخٍ بِالصــَعيدِ مُحَمَّــلٌ
عِبـــءَ الســـِنينَ مُؤَمَّـــلٍ نَفّــاحِ
بِـالأَمسِ جـادَ عَلـى القَضـِيَّةِ بِـاِبنِهِ
وَاليَـــومَ آواهــا بِــأَكرَمَ ســاحِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932