
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَرحَبـاً بِـالرَبيعِ فـي رَيعـانِهِ
وَبِـــأَنوارِهِ وَطيـــبِ زَمــانِه
رَفَّــتِ الأَرضُ فــي مَــواكِبِ آذا
رَ وَشـَبَّ الزَمـانُ فـي مِهرَجـانِه
نَـزَلَ السـَهلَ ضاحِكَ البِشرِ يَمشي
فيـهِ مَشـيَ الأَميـرِ فـي بُستانِه
عــادَ حَليـاً بِراحَتَيـهِ وَوَشـياً
طــولُ أَنهــارِهِ وَعَـرضُ جِنـانِه
لُــفَّ فــي طَيلَسـانِهِ طُـرَرَ الأَر
ضِ فَطـابَ الأَديـمُ مِـن طَيلَسـانِه
ســاحِرٌ فِتنَــةَ العُيـونِ مُـبينٌ
فَصـَّلَ المـاءَ في الرُبا بِجُمانِه
عَبقَـرِيُّ الخَيـالِ زادَ عَلى الطَي
فِ وَأَربــى عَلَيـهِ فـي أَلـوانِه
صـِبغَةُ اللَـهِ أَيـنَ مِنها رَفائي
لُ وَمِنقاشـــُهُ وَســِحرُ بَنــانِه
رَنَّــمَ الــرَوضُ جَـدوَلاً وَنَسـيماً
وَتَلا طَيــرَ أَيكِــهِ غُصـنُ بـانِه
وَشَدَت في الرُبا الرَياحينُ هَمساً
كَتَغَنّــي الطَـروبِ فـي وُجـدانِه
كُــلُّ رَوحانَــةٍ بِلَحــنٍ كَعُــرسٍ
أُلِّفَــت لِلغِنــاءِ شـَتّى قِيـانِه
نَغَـمٌ فـي السـَماءِ وَالأَرضِ شـَتّى
مِـن مَعـاني الرَبيعِ أَو أَلحانِهِ
أَيـنَ نورُ الرَبيعِ مِن زَهرِ الشِع
رِ إِذا مـا اِسـتَوى عَلى أَفنانِه
سـَرمَدُ الحُسـنِ وَالبَشاشـَةِ مَهما
تَلتَمِســهُ تَجِــدهُ فــي إِبّـانِه
حَســَنٌ فــي أَوانِــهِ كُـلِّ شـَيءٍ
وَجَمــالُ القَريـضِ بَعـدَ أَوانِـه
مَلَــكٌ ظِلُّـهُ عَلـى رَبـوَةِ الخُـل
دِ وَكُرســـِيُّهُ عَلـــى خُلجــانِه
أَمَـرَ اللَـهُ بِالحَقيقَـةِ وَالحِـك
مَــةِ فَاِلتَفَّتـا عَلـى صـَولَجانِه
لَـم تَثُـر أُمَّـةٌ إِلـى الحَقِّ إِلا
بُهُـدى الشـِعرِ أَو خُطـا شَيطانِه
لَيـسَ عَـزفُ النُحـاسِ أَوقَـعَ مِنهُ
فـي شُجاعِ الفُؤادِ أَو في جَبانِه
ظَلَّلَتنــي عِنايَــةٌ مِــن فُـؤادٍ
ظَلَّــلَ اللَــهُ عَرشــَهُ بِأَمـانِه
وَرَعـاني رَعـى الإِلَهُ لَهُ الفارو
قَ طِفلاً وَيَـــومَ مَرجُــوِّ شــانِه
مَلِـكُ النيـلِ مِـن مَصَبَّيهِ بِالشَط
طِ إِلــى مَنبَعَيـهِ مِـن سـودانِه
هُـوَ فـي المُلـكِ بَدرُهُ المُتَجَلّي
حُـفَّ بِالهـالَتَينِ مِـن بَرلُمـانِه
زادَهُ اللَــهُ بِالنِيابَــةِ عِـزّاً
فَــوقَ عِـزِّ الجَلالِ مِـن سـُلطانِه
مِنبَـرُ الحَـقِّ فـي أَمانَـةِ سـَعدٍ
وَقِــوامُ الأُمــورِ فـي ميزانِـه
لَـم يَـرَ الشَرقُ داعِياً مِثلَ سَعدٍ
رَجَّــهُ مِــن بِطــاحِهِ وَرِعــانِه
ذَكَّرَتــهُ عَقيــدَةُ النـاسِ فيـهِ
كَيـفَ كـانَ الـدُخولُ في أَديانِه
نَهضـَةٌ مِـن فَـتى الشـُيوخِ وَروحٌ
سـَرَيا كَالشـَبابِ فـي عُنفُـوانِه
حَرَّكا الشَرقَ مِن سُكونٍ إِلى القَي
دِ وَثــارا بِــهِ عَلـى أَرسـانِه
وَإِذ النَفـسُ أُنهِضـَت مِـن مَريـضٍ
دَرَجَ البُـرءُ فـي قُـوى جُثمـانِه
يـا عُكاظـاً تَـأَلَّفَ الشـَرقُ فيهِ
مِــن فِلســطينِهِ إِلـى بَغـدانِه
اِفتَقَـدنا الحِجـازَ فيهِ فَلَم نَع
ثُــر عَلــى قُســِّهِ وَلا سـَحبانِه
حَمَلَـت مِصـرُ دونَـهُ هَيكَـلَ الدي
نِ وَروحَ البَيــانِ مِـن فُرقـانِه
وُطِّـدَت فيـكَ مِـن دَعائِمِها الفُص
حـى وَشـُدَّ البَيـانُ مِـن أَركانِه
إِنَّمــا أَنـتَ حَلبَـةٌ لَـم يُسـَخَّر
مِثلُهــا لِلكَلامِ يَــومَ رِهــانِه
تَتَبـارى أَصـائِلُ الشـامِ فيهـا
وَالمَـذاكِيِ العِتـاقُ مِن لُبنانِه
قَلَّـدَتني المُلوكُ مِن لُؤلُؤِ البَح
رَيــنِ آلاءَهــا وَمِــن مَرجـانِه
نَخلَـةٌ لا تَـزالُ في الشَرقِ مَعنىً
مِــن بَــداواتِهِ وَمِـن عُمرانِـه
حَــنَّ لِلشــامِ حِقبَــةً وَإِلَيهـا
فاتِـحُ الغَـربِ مِـن بَني مَروانِه
وَحَبَتنـي بُمبـايُ فيهـا يَراعـاً
أُفـرِغَ الـودُّ فيـهِ مِـن عِقيانِه
لَيـسَ تَلقـى يَراعَها الهِندُ إِلّا
فـي ذَرا الخُلقِ أَو وَراءَ ضَمانِه
أَنتَضـيهِ اِنتِضـاءَ موسـى عَصـاهُ
يَفــرَقُ المُسـتَبِدُّ مِـن ثُعبـانِه
يَلتَقـي الـوَحيَ مِـن عَقيـدَةِ حُرٍّ
كَــالحَوارِيِّ فـي مَـدى إيمـانِه
غَيــرَ بــاغٍ إِذا تَطَلَّــبَ حَقّـاً
أَو لَئيـمِ اللَجـاجِ فـي عُدوانِه
مــوكِبُ الشـِعرِ حَـرَّكَ المُتَنَبّـي
فــي ثَــراهُ وَهَـزَّ مِـن حَسـّانِه
شـَرُفَت مِصـرُ بِالشـُموسِ مِنَ الشَر
قِ نُجـومِ البَيـانِ مِـن أَعيـانِه
قَــد عَرَفنـا بِنَجمِـهِ كُـلَّ أُفـقٍ
وَاِسـتَبَنّا الكِتـابَ مِـن عُنوانِه
لَسـتُ أَنسـى يَـداً لِإِخـوانِ صـِدقٍ
مَنَحــوني جَـزاءَ مـالَم أُعـانِه
رُبَّ سـامي البَيـانِ نَبَّـهَ شـَأني
أَنـا أَسـمو إِلـى نَباهَـةِ شانِه
كـانَ بِالسـَبقِ وَالمَيادينِ أَولى
لَـو جَـرى الحَظُّ في سَواءِ عَنانِه
إِنَّمـا أَظهَـروا يَـدَ اللَهِ عِندي
وَأَذاعـوا الجَميـلَ مِـن إِحسانِه
ما الرَحيقُ الَّذي يَذوقونَ مِن كَر
مـي وَإِن عِشـتُ طائِفـاً بِـدِنانِه
وَهَبــوني الحَمــامَ لَـذَّةَ سـَجعٍ
أَيـنَ فَضـلُ الحَمـامِ في تَحنانِه
وَتَـرٌ فـي اللَهـاةِ مـا لِلمُغَنّي
مِــن يَـدٍ فـي صـَفائِهِ وَلِيـانِه
رُبَّ جــارٍ تَلَفَّتَــت مِصـرُ تـولي
هِ سـُؤالَ الكَريـمِ عَـن جيرانِـه
بَعَثتَنـــي مُعَزِّيـــاً بِمـــآقي
وَطَنــــي أَو مُهَنِّئاً بِلِســـانِه
كانَ شِعري الغِناءَ في فَرَحِ الشَر
قِ وَكـانَ العَـزاءُ فـي أَحزانِـه
قَـد قَضى اللَهُ أَن يُؤَلِّفَنا الجُر
حُ وَأَن نَلتَقــي عَلــى أَشـجانِه
كُلَمـــا أَنَّ بِــالعِراقِ جَريــحٌ
لَمَـسَ الشـَرقُ جَنبَـهُ فـي عُمانِه
وَعَلَينــا كَمــا عَلَيكُـم حَديـدٌ
تَتَنَــزّى اللُيـوثُ فـي قُضـبانِه
نَحـنُ فـي الفِقهِ بِالدِيارِ سَواءٌ
كُلُّنــا مُشــفِقُ عَلــى أَوطـانِه
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932