
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِفـوا بِـالقُبورِ نُسـائِل عُمَر
مَـتى كانَتِ الأَرضُ مَثوى القَمَر
سـَلوا الأَرضَ هَل زُيِّنَت لِلعَليمِ
وَهَـل أُرِّجَـت كَالجِنـانِ الحُفَر
وَهَـل قـامَ رُضـوانُ مِن خَلفِها
يُلاقـي الرَضـِيَّ النَقِـيَّ الأَبَـرّ
فَلَـو عَلِـمَ الجَمـعُ مِمَّـن مَضى
تَنَحّـى لَـهُ الجَمـعُ حَتّـى عَبَر
إِلــى جَنَّــةٍ خُلِقَـت لِلكَريـمِ
وَمَـن عَـرَفَ اللَـهَ أَو مَن قَدَر
بِرَغــمِ القُلــوبِ وَحَبّاتِهــا
وَرَغـمِ السـَماعِ وَرَغـمِ البَصَر
نُزولُكَ في التُربِ زَينَ الشَبابِ
سـَناءَ النَـدِيِّ سـَنى المُؤتَمَر
مُقيـلَ الصـَديقِ إِذ مـا هَفـا
مُقيـلَ الكَريـمِ إِذا مـا عَثَر
حَييـتَ فَكُنـتَ فَخـارَ الحَيـاةِ
وَمُــتَّ فَكُنــتَ فَخـارَ السـِيَر
عَجيــبٌ رَداكَ وَأَعجَــبُ مِنــهُ
حَياتُـكَ فـي طولِهـا وَالقِصـَر
فَمـا قَبلَهـا سـَمِعَ العالَمونَ
وَلا عَلِمــوا مُصــحَفاً يُختَصـَر
وَقَـد يَقتُلُ المَرءَ هَمُّ الحَياةِ
وَشـُغلُ الفُـؤادِ وَكَـدُّ الفِكَـر
دَفَنّــا التَجـارِبَ فـي حُفـرَةٍ
إِلَيهـا اِنتَهى بِكَ طولُ السَفَر
فَكَـم لَـكَ كَـالنَجمِ مِـن رِحلَةٍ
رَأى البَـدوُ آثارَهـا وَالحَضَر
نِقاباتُـكَ الغُـرُّ تَبكـي عَلَيكَ
وَيَبكـي عَلَيـكَ النَـدِيُّ الأَغَـر
وَيَبكـــي فَريـــقٌ تَخَيَّرتَــهُ
شـَريفَ المَـرامِ شـَريفَ الوَطَر
وَيَبكـي الأُلـى أَنـتَ عَلَّمتَهُـم
وَأَنـتَ غَرَسـتَ فَكـانوا الثَمَر
حَياتُــكَ كــانَت عِظـاتٍ لَهُـم
وَمَوتُـكَ بِـالأَمسِ إِحـدى العِبَر
سـَهِرنا قُبَيـلَ الـرَدى لَيلَـةً
وَمادارَ ذِكرُ الرَدى في السَمَر
فَقُمـــتَ إِلــى حُفــرَةٍ هُيِّئَت
وَقُمــتُ إِلـى مِثلِهـا تُحتَفَـر
مَــدَدتُ إِلَيـكَ يَـداً لِلـوَداعِ
وَمَــدَّ يَــداً لِلِّقـاءِ القَـدَر
وَلَـو أَنَّ لـي عِلـمَ ما في غَدٍ
خَبَأتُـكَ فـي مُقلَـتي مِـن حَذَر
وَقـالوا شـَكَوتَ فَمـا راعَنـي
وَمــا أَوَّلُ النــارِ إِلّا شـَرَر
رَثَيتُــكَ لا مالِكــاً خــاطِري
مِـنَ الحُـزنِ إِلّا يَسـيراً خَطَـر
فَفيـكَ عَرَفـتُ اِرتِجالَ الدُموعِ
وَمِنـكَ عَلِمـتُ اِرتِجـالَ الدُرَر
وَمِثلُـكَ يُرثـى بِـآيِ الكِتـابِ
وَمِثلُـكَ يُفـدى بِنِصـفِ البَشـَر
فَيـا قَـبرُ كُـن رَوضَةً مِن رِضىً
عَلَيـهِ وَكُـن باقَـةً مِـن زَهَـر
سـَقَتكَ الـدُموعَ فَإِن لَم يَدُمنَ
كَعـــادَتِهِنَّ ســَقاكَ المَطَــر
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932