
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ثَرى النيلِ في نَواحيكَ طَيرٌ
كـانَ دُنيـا وَكـانَ فَرحَـةَ جيـلِ
لَـم يَـزَل يَنـزِلُ الخَمـائِلَ حَتّى
حَــلَّ فـي رَبـوَةٍ عَلـى سَلسـَبيلِ
أَقعَـدَ الـرَوضَ في الحَياةِ مَلِيّاً
وَأَقـامَ الرُبـى بِسـِحرِ الهَـديلِ
يا لِواءَ الغِناءِ في دَولَةِ الفَن
نِ إِلَيـــكَ اِتَّجَهــتُ بِالإِكليــلِ
عَبقَرِيّــاً كَــأَنَّهُ زَنبَـقُ الخُـل
دِ عَلــى فَرعِـهِ السـَرِيِّ الأَسـيلِ
أَيـنَ مِـن مَسـمَعِ الزَمانِ أَغانِي
يُ عَلَيهِـــنَّ رَوعَــةُ التَمثيــلِ
أَيـنَ صـَوتٌ كَـأَنَّهُ رَنَّـةُ البُلـبُ
لِ فـي النـاعِمِ الوَريفِ الظَليلِ
فيـهِ مِـن نَغمَةِ المَزاميرِ مَعنىً
وَعَلَيـــهِ قَداســـَةُ التَرتيــلِ
كُلَّمـا رَنَّ فـي المَسـارِحِ إِن كُن
تُ اِنثَنـى بِالهُتـافِ وَالتَهليـلِ
كَعِتـابِ الحَـبيبِ فـي أُذُنِ الصَب
بِ وَهَمـسِ النَـديمِ حَـولَ الشَمولِ
كَيـفَ إِخوانُنـا هُناكَ عَلى الكَو
ثَـرِ بَيـنَ الصـَبا وَبَينَ القَبولِ
كَيفَ في الخُلدِ ضَربُ أَحمَدَ بِالعو
دِ وَنَفــخُ الأَميـنِ فـي الأَرغـولِ
فَــرَحٌ كُلُّــهُ النَعيــمُ وَعُــرسٌ
كَيـفَ عُثمـانُ فيهِ كَيفَ الحَمولي
فَهَنيئاً لَكُـــم وَنِعمَــةُ بــالٍ
اِســتَرَحتُم مِـن ظِـلِّ كُـلِّ ثَقيـلِ
إِنَّمــا مَنــزِلٌ رُفاتُــكَ فيــهِ
لَبَقايــا مِــن كُـلِّ فَـنٍّ جَميـلِ
ذَبُلَـت فـي ثَـراهُ رَيحانَةُ الفَن
نِ وَجَفَّــت رَيحانَــةُ التَمثيــلِ
قــامَ يَجـزي سـَلامَةً فـي ثَـراهُ
وَطَــنٌ بِــالجَزاءِ غَيــرُ بَخيـلِ
قَـد يوفي البِناءَ وَالغَرسَ أَجراً
وَيُكـافي عَلـى الصـَنيعِ الجَليلِ
مُحسـِنٌ بِـالبَنينِ في حاضِرِ العَي
شِ وَفـي سـالِفِ الزَمـانِ الطَويلِ
وَيُعِـدُّ الضـَريحَ مِـن مَرمَرِ الخُل
دِ الكَريــمِ المُهَـذَّبِ المَصـقولِ
يَـدفُنُ الصـالِحينَ في وَرَقِ المُص
حَــفِ أَو فــي صـَحائِفِ الإِنجيـلِ
مِصـرُ فـي غَيبَةِ المُشايِعِ وَالحا
سـِدِ وَالحاقِـدِ اللَئيـمِ الذَليلِ
قـامَتِ اليَـومَ حَولَ ذِكراكَ تَجري
وَطَنِيّــاً مِـنَ الطِـرازِ القَليـلِ
مِـن رِجـالٍ بَنَـوا لِمِصـرَ حَديثاً
وَأَذاعـــوا مَحاســِناً لِلنيــلِ
هُـم سُقاةُ القُلوبِ بِالوُدِّ وَالصَف
وِ وَهُــم تـارَةً سـُقاةُ العُقـولِ
لَيــسَ مِنهُــم إِلّا فَـتىً عَبقَـرِيٌّ
لَيـسَ في المَجدِ بِالدَعِيِّ الدَخيلِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932