
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَــكَ فــي الأَرضِ وَالســَماءِ مَـآتِم
قــامَ فيهــا أَبـو المَلائِكِ هاشـِم
قَعــــدَ الآلُ لِلعَـــزاءِ وَقـــامَت
باكِيــاتٍ عَلـى الحُسـَينِ الفَـواطِم
يـا أَبـا العِليَـةِ البَهاليلِ سَل آ
بـاءَكَ الزُهـرَ هَـل مِنَ المَوتِ عاصِم
المَنايـــا نَــوازِلُ الشــَعَرِ الأَب
يَــضِ جــاراتُ كُــلِّ أَســوَدَ فـاحِم
مـا اللَيـالي إِلّا قِصـارٌ وَلا الـدُن
يــا سـِوى مـا رَأَيـتَ أَحلامَ نـائِم
اِنحِســارُ الشـِفاهِ عَـن سـِنِّ جَـذلا
نَ وَراءَ الكَــرى إِلــى سـِنِّ نـادِم
ســـَنَةٌ أَفرَحَــت وَأُخــرى أَســاءَت
لَـم يَـدُم في النَعيمِ وَالكَربِ حالِم
المَناحــاتُ فــي مَمالِــكِ أَبنــا
ئِكَ بَدرِيَّـــةُ العَـــزاءِ قَـــوائِم
تِلــكَ بَغـدادُ فـي الـدُموعِ وَعَمّـا
نُ وَراءَ الســَوادِ وَالشــامُ واجِـم
وَالحِجــازُ النَبيــلُ رَبــعٌ مُصــَلٍّ
مِــن رُبــوعِ الهُـدى وَآخَـرُ صـائِم
وَاِشــتَرَكنا فَمِصــرُ عَـبرى وَلُبنـا
نُ سـَكوبُ العُيـونِ بـاكي الحَمـائِم
قُـم تَأَمَّـل بَنيكَ في الشَرقِ زَينُ ال
تـاجِ مِلـءُ السـَريرِ نـورُ العَواصِم
الزَكِيّــونَ عُنصــُراً مِثــلَ إِبــرا
هيــمَ وَالطَيِّبــونَ مِثــلَ القاسـِم
وَعَلَيهِـــم إِذا العُيــونُ رَمَتهُــم
عُـــوَذٌ مِـــن مُحَمَّـــدٍ وَتَمـــائِم
قَـد بَنـى اللَـهُ بَيتَهُـم فَهـوَ باقٍ
مـا بَنـى اللَـهُ مـا لَـهُ مِن هادِم
دَبَّروا المُلكَ في العِراقِ وَفي الشا
مِ فَسـَنّوا الهُـدى وَرَدّوا المَظـالِم
أَمِــنَ النـاسُ فـي ذَراهُـم وَطـابَت
عَـــرَبُ الأَرضِ تَحتَهُـــم وَالأَعــاجِم
وَبَنـــوا دَولَـــةً وَراءَ فِلَســـطي
نَ كَعــابَ الهُـدى فَتـاةَ العَـزائِم
ساســـَها بِالأَنــاةِ أَروَعُ كَالــدا
خِـلِ ماضـي الجِنـانِ يَقظـانُ حـازِم
قُــبرُصٌ كــانَتِ الحَديـدَ وَقَـد تَـن
زِلُ قُضــبانَهُ اللُيــوثُ الضــَراغِم
كَــرِهَ الــدَهرُ أَن يَقــومَ لِــواءٌ
تُحشــَرُ البيــدُ تَحتَـهُ وَالعَمـائِم
قُــم تَحَــدَّث أَبــا عَلِــيٍّ إِلَينـا
كَيــفَ غـامَرتَ فـي جِـوارِ الأَراقِـم
لَـم تُبـالِ النُيوبَ في الهامِ خُشناً
وَتَعَلَّقَـــت بِالحَواشــي النَــواعِم
هــاتِ حَــدِّث عَـنِ العَـوانِ وَصـِفها
لا تُـرَع فـي التُـرابِ مـا أَنا لائِم
كُلُّنــــا وارِدُ الســـَرابِ وَكُـــلٌّ
حَمَــلٌ فــي وَليمَـةِ الـذِئبِ طـاعِم
قَــد رَجَونــا مِـنَ المَغـانِمِ حَظّـاً
وَوَرَدنــا الـوَغى فَكُنّـا الغَنـائِم
قَـد بَعَثـتَ القَضـِيَّةَ اليَـومَ مَيتـاً
رُبَّ عَظــمٍ أَتــى الأُمـورَ العَظـائِم
أَنــتَ كَـالحَقِّ أَلَّـفَ النـاسَ يَقظـا
نَ وَزادَ اِئتِلافَهُـــم وَهــوَ نــائِم
إِنَّمــا الهِمَّــةُ البَعيــدَةُ غَــرسٌ
مُتَــأَنّي الجَنــى بَطيـءُ الكَمـائِم
رُبَّمــا غــابَ عَــن يَــدٍ غَرَســَتهُ
وَحَــوَتهُ عَلــى المَـدى يَـدُ قـادِم
حَبَّـــذا مَوقِـــفٌ غُلِبـــتَ عَلَيــهِ
لَــم يَقِفــهُ لِلعُـربِ قَبلَـكَ خـادِم
ذائِداً عَــــن مَمالِـــكٍ وَشـــُعوبٍ
نُقِلَــت فـي الأكُـفِّ نَقـلَ الـدَراهِم
كُـــلُّ مــاءٍ لَهُــم وَكُــلُّ ســَماءٍ
مَـوطِئُ الخَيـلِ أَو مَطـارُ القَشـاعِم
لِـمَ لَـم تَـدعُهُم إِلـى الهِمَّةِ الشَم
مـاءِ وَالعِلـمِ وَالطِمـاحِ المُزاحِـم
وَرُكـــوبِ اللِجــاجِ وَهــيَ طَــواغٍ
وَالســَمَواتِ وَهــيَ هـوجُ الشـَكائِم
وَإِلــى القُطــبِ وَالجَليــدُ عَلَيـهِ
وَالصـَحاري وَمـا بِهـا مِـن حَمـائِم
اِغســُلوهُ بِطَيِّــبٍ مِــن وَضــوءِ ال
رُسـلِ كَـالوَردِ فـي رُبـاهُ البَواسِم
وَخُـذوا مِـن وِسـادِهِم فـي المُصـَلّى
رُقعَــةً كَفِّنــوا بِهـا فَـرعَ هاشـِم
وَاِسـتَعيروا لِنَعشـِهِ مِـن ذُرى المِن
بَــرِ عـوداً وَمِـن شـَريفِ القَـوائِم
وَاِحمُلـوهُ عَلـى البُـراقِ إِنِ اِسـطَع
تُـم فَقَـد جَـلَّ عَـن ظُهـورِ الرَواسِم
وَأَديــروا إِلــى العَـتيقِ حُسـَيناً
يَبتَهِــل رُكنُــهُ وَتَـدعو الـدَعائِم
وَاِذكُــروا لِلأَميــرِ مَكَّــةَ وَالقَـص
رَ وَعَهــدَ الصـَفا وَطيـبَ المَواسـِم
ظَمِــئَ الحُــرُّ لِلــدِيارِ وَإِن كــا
نَ عَلــى مَنهَــلٍ مِـنَ الخُلـدِ دائِم
نَقِّلـوا النَعـشَ ساعَةً في رُبا الفَت
حِ وَطوفــوا بِرَبِّــهِ فـي المَعـالِم
وَقِفــوا سـاعَةً بِـهِ فـي ثَـرى الأَق
مــارِ مِـن قَـومِهِ وَتُـربَ الغَمـائِم
وَاِدفُنـوهُ فـي القُـدسِ بَيـنَ سُلَيما
نَ وَداوُدَ وَالمُلــــوكِ الأَكــــارِم
إِنَّمـا القُـدسُ مَنـزِلُ الـوَحيِ مَغنى
كُـــلِّ حَــبرٍ مِــنَ الأَوائِلِ عــالِم
كُنِّفَــت بِــالغُيوبِ فَــالأَرضُ أَسـرا
رٌ مَــدى الــدَهرِ وَالسـَماءُ طَلاسـِم
وَتَحَلَّـــت مِــنَ البُــراقِ بِطُغَــرا
ءَ وَمِــن حــافِرِ البُــراقِ بِخـاتِم
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932