
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَأَلوني لِــمَ لَـم أَرثِ أَبـي
وَرِثــاءُ الأَبِ دَيــنٌ أَيُّ دَيــن
أَيُّهــا اللُـوّامُ مـا أَظلَمَكُـم
أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين
يـا أَبـي مـا أَنتَ في ذا أَوَّلٌ
كُـلُّ نَفـسٍ لِلمَنايـا فَـرضُ عَين
هَلَكَــت قَبلَــكَ نــاسٌ وَقُــرى
وَنَعـى النـاعونَ خَيرَ الثِقَلَين
غايَـةُ المَـرءِ وَإِن طالَ المَدى
آخِـــذٌ يَأخُـــذُهُ بِالأَصــغَرَين
وَطَـــبيبٌ يَتَـــوَلّى عـــاجِزاً
نافِضـاً مِـن طِبَّـهُ خُفَّـي حُنَيـن
إِنَّ لِلمَــوتِ يَــداً إِن ضــَرَبَت
أَوشـَكَت تَصـدَعُ شـَملَ الفَرقَدَين
تَنفُــذُ الجَــوَّ عَلـى عِقبـانِهِ
وَتُلاقـي اللَيـثَ بَيـنَ الجَبَلَين
وَتَحُــطُّ الفَــرخَ مِــن أَيكَتِـهِ
وَتَنـالُ البَبَّغـا فـي المِئَتَين
أَنـا مَـن مـاتَ وَمَـن ماتَ أَنا
لَقِــيَ المَــوتَ كِلانـا مَرَّتَيـن
نَحــنُ كُنّــا مُهجَـةً فـي بَـدَنٍ
ثُـمَّ صـِرنا مُهجَـةً فـي بَـدَنَين
ثُــمَّ عُــدنا مُهجَـةً فـي بَـدَنٍ
ثُــمَّ نُلقـى جُثَّـةً فـي كَفَنَيـن
ثُــمَّ نَحيـا فـي عَلِـيٍّ بَعـدَنا
وَبِـهِ نُبعَـثُ أولـى البِعثَتَيـن
اِنظُـرِ الكَـونَ وَقُـل فـي وَصفِهِ
كُــلُّ هَـذا أَصـلُهُ مِـن أَبَـوَين
فَـإِذا مـا قيـلَ مـا أَصـلُهُما
قُـل هُمـا الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين
فَقَــدا الجَنَّـةَ فـي إيجادِنـا
وَنَعِمنــا مِنهُمـا فـي جَنَّتَيـن
وَهُمـا العُـذرُ إِذا مـا أُغضِبا
وَهُمـا الصـَفحُ لَنـا مُستَرضِيَين
لَيـتَ شـِعري أَيُّ حَـيٍّ لَـم يَـدِن
بِالَّــذي دانـا بِـهِ مُبتَـدِأَين
وَقَــفَ اللَـهُ بِنـا حَيـثُ هُمـا
وَأَمـاتَ الرُسـلَ إِلّا الوالِـدَين
مـــا أَبــي إِلّا أَخٌ فــارَقتُهُ
وُدُّهُ الصـِدقُ وَوُدُّ النـاسِ مَيـن
طالَمــا قُمنــا إِلـى مـائِدَةٍ
كـانَتِ الكِسـرَةُ فيهـا كِسرَتَين
وَشــَرِبنا مِــن إِنــاءٍ واحِـدٍ
وَغَسـَلنا بَعـدَ ذا فيهِ اليَدَين
وَتَمَشــَّينا يَــدي فــي يَــدِهِ
مَـن رَآنـا قـالَ عَنّـا أَخَـوَين
نَظَــرَ الــدَهرُ إِلَينـا نَظـرَةً
ســَوَّتِ الشـَرَّ فَكـانَت نَظرَتَيـن
يـا أَبـي وَالمَـوتُ كَـأسٌ مُـرَّةٌ
لا تَـذوقُ النَفـسُ مِنهـا مَرَّتَين
كَيــفَ كــانَت سـاعَةٌ قَضـَّيتَها
كُـلُّ شـَيءٍ قَبلَهـا أَو بَعدُ هَين
أَشــَرِبتَ المَـوتَ فيهـا جُرعَـةً
أَم شـَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَتَين
لا تَخَـف بَعـدَكَ حُزنـاً أَو بُكـاً
جَمَـدَت مِنّـي وَمِنـكَ اليَومَ عَين
أَنـتَ قَـد عَلَّمتَنـي تَـركَ الأَسى
كُـلُّ زَيـنٍ مُنتَهـاهُ المَوتُ شَين
لَيـتَ شـِعري هَل لَنا أَن نَلتَقي
مَـرَّةً أَم ذا اِفتِـراقُ المَلَوَين
وَإِذا مُــتُّ وَأودِعــتُ الثَــرى
أَنَلقَّــى حُفــرَةً أَو حُفرَتَيــن
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932