
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَضى الدَهرُ بِاِبنِ إِمامِ اليَمَن
وَأَودى بِزَيــنِ شـَبابِ الزَمَـن
وَبـاتَت بِصَنعاءَ تَبكي السُيوفُ
عَلَيـهِ وَتَبكـي القَنا في عَدَن
وَأَعــوَلَ نَجـدٌ وَضـَجَّ الحِجـازُ
وَمـالَ الحُسـَينُ فَعَـزَّ الحَسـَن
وَغَصـَّت مَناحـاتُهُ فـي الخِيامِ
وَغَصــَّت مَــآتِمُهُ فـي المُـدُن
وَلَـو أَنَّ مَيتـاً مَشـى لِلعَزاءِ
مَشــى فــي مَـآتِمِهِ ذو يَـزَن
فَـتىً كَاِسـمِهِ كـانَ سَيفَ الإِلَه
وَسـَيفَ الرَسـولِ وَسـَيفَ الوَطَن
وَلُقِّــبَ بِالبَــدرِ مِـن حُسـنِهِ
وَما البَدرُ ما قَدرُهُ وَاِبنُ مَن
عَــزاءً جَميلاً إِمــامَ الحِمـى
وَهَـوِّن جَليـلَ الرَزايـا يَهُـن
وَأَنــتَ المُعــانُ بِإيمــانِهِ
وَظَنُّــكَ فـي اللَـهِ ظَـنٌّ حَسـَن
وَلَكِـن مَـتى رَقَّ قَلـبُ القَضاءِ
وَمِـن أَيـنَ لِلمَـوتِ عَقـلٌ يَزِن
يُجامِلُــكَ العُـربُ النـازِحون
وَمـــا العَرَبِيَّــةُ إِلّا وَطَــن
وَيَجمَــعُ قَومَــكَ بِالمُسـلِمينَ
عَظيـمَ الفُـروضِ وَسـَمحُ السُنَن
وَأَنَّ نَبِيَّهُــــــمُ واحِـــــدٌ
نَبِــيُّ الصـَوابِ نَبِـيُّ اللَسـَن
وَمِصـرُ الَّـتي تَجمَعُ المُسلِمينَ
كَمـا اِجتَمَعوا في ظِلالِ الرُكُن
تُعَـزّي اليَمـانينَ فـي سَيفِهِم
وَتَأخُــذُ حِصـَّتَها فـي الحَـزَن
وَتَقعُـدُ فـي مَأتَمِ اِبنِ الإِمامِ
وَتَبكيــهِ بِـالعَبَراتِ الهُتُـن
وَتَنشـــُرُ رَيحــانَتَي زَنبَــقٍ
مِـنَ الشـِعرِ في رَبَواتِ اليَمَن
تَرِفّـانِ فَـوقَ رُفـاتِ الفَقيـدِ
رَفيفَ الجِنى في أَعالي الغُصُن
قَضــى واجِبــاً فَقَضـى دونَـهُ
فَـتىً خالِصَ السِرِّ صافي العَلَن
تَطَــوَّحَ فــي لُجَـجٍ كَالجِبـالِ
عِـراضِ الأَواسـي طِـوالِ القُنَن
مَشى مِشيَةَ اللَيثِ لا في السِلاحِ
وَلا فـي الدُروعِ وَلا في الجُنَن
مَتى صِرتَ يا بَحرُ غُمدَ السُيوفِ
وَكُنّـا عَهِـدناكَ غِمـدَ السـُفُن
وَكُنـتَ صـِوانَ الجُمانِ الكَريمِ
فَكَيـفَ أُزيـلَ وَلِـم لَـم يُصـَن
ظَفِــــرَت بِجَـــوهَرَةٍ فَـــذَّةٍ
مِـنَ الشـَرَفِ العَبقَـرِيِّ اليُمُن
فَـتىً بَذَلَ الروحَ دونَ الرِفاقِ
إِلَيـكَ وَأَعطـى التُرابَ البَدَن
وَهـانَت عَلَيـهِ مَلاهـي الشَبابِ
وَلَـولا حُقـوقُ العُلا لَـم تَهُـن
وَخاضـــَكَ يُنقِـــذُ أَترابَــهُ
وَكـانَ القَضـاءُ لَـهُ قَـد كَمَن
غَـدَرتَ فَتىً لَيسَ في الغادِرينَ
وَخُنـتَ اِمـرأً وافِيـاً لَم يَخُن
وَما في الشَجاعَةِ حَتفُ الشُجاعِ
وَلا مَـدَّ عُمـرَ الجَبـانِ الجُبُن
وَلَكِـن إِذا حـانَ حَيـنُ الفَتى
قَضــى وَيَعيـشُ إِذا لَـم يَحِـن
أَلا أَيُّهـا ذا الشـَريفُ الرَضي
أَبـو السـُجَرِ الرَمـاحِ اللُدُن
شـَهيدُ المُـروءَةِ كانَ البَقيعُ
أَحَـقَّ بِـهِ مِـن تُـرابِ اليَمَـن
فَهَـل غَسـَّلوهُ بِـدَمعِ العُفـاةِ
وَفــي كُـلِّ قَلـبِ حَزيـنٍ سـَكَن
لَقَـد أَغرَقَ اِبنَكَ صَرفُ الزَمانِ
وَأَغرَقــتَ أَبنــاءَهُ بِـالمِنَن
أَتَـذكُرُ إِذ هُـوَ يَطوي الشُهورَ
وَإِذ هُـوَ كَالخِشـفِ حُلـوٌ أَغَـن
وَإِذ هُـوَ حَولَـكَ حَسـَنُ القُصورِ
وَطيـبُ الرِيـاضِ وَصـَفوُ الزَمَن
بَشاشــَتُهُ لَـذَّةٌ فـي العُيـونِ
وَنَغمَتُـــهُ لَــذَّةٌ فــي الأُذُن
يُلاعِــبُ طُرَّتَــهُ فــي يَــدَيكَ
كَمـا لاعَـبَ المُهرُ فَضلَ الرَسَن
وَإِذ هُـوَ كَالشِبلِ يَحكي الأُسودَ
أَدَلَّ بِمِخلَبِــــهِ وَاِفتَتَــــن
فَشــَبَّ فَقــامَ وَراءَ العَريـنِ
يَشـُبُّ الحُـروبَ وَيُطفـي الفِتَن
فَمـا بالُهُ صارَ في الهامِدينَ
وَأَمسـى عَفـاءً كَـأَن لَـم يَكُن
نَظَمــتُ الــدُموعَ رِثـاءً لَـهُ
وَفَصــَّلتُها بِالأَســى وَالشـَجَن
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932