
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اِتَّخَــذتِ الســَماءَ يــا دارُ رُكنــا
وَأَوَيــتِ الكَــواكِبَ الزُهــرَ ســَكنا
وَجَمَعــــتِ الســــَعادَتَينِ فَبـــاتَت
فيــكِ دُنيــا الصـَلاحِ لِلـدينِ خِـدنا
نادَمــا الــدَهرَ فــي ذَراكِ وَفَضــّا
مِــن ســُلافِ الــوِدادِ دَنّــاً فَــدَنّا
وَإِذا الخُلـــقُ كـــانَ عِقـــدَ وِدادٍ
لَــم يَنَــل مِنــهُ مَـن وَشـى وَتَجَنّـى
وَأَرى العِلـــمَ كَالعِبــادَةِ فــي أَب
عَــدِ غايــاتِهِ إِلــى اللَــهِ أَدنـى
واســِعَ السـاحِ يُرسـِلِ الفِكـرَ فيهـا
كُـــلُّ مَــن شــَكَّ ســاعَةً أَو تَظَنّــى
هَــل ســَأَلنا أَبــا العَلاءِ وَإِن قَـلَّ
بَ عَينــاً فــي عـالَمِ الكَـونِ وَسـنى
كَيـفَ يَهـزا بِخـالِقِ الطَيـرِ مَـن لَـم
يَعلَــمِ الطَيــرَ هَـل بَكـى أَو تَغَنّـى
أَنــتِ كَالشــَمسِ رَفرَفــاً وَالسـِماكَي
نِ رِواقــــاً وَكَــــالمَجَرَّةِ صـــَحنا
لَــو تَســَتَّرتِ كُنـتِ كَالكَعبَـةِ الغَـر
راءِ ذَيلاً مِـــــنَ الجَلالِ وَرُدنـــــا
إِن تَكُـــن لِلثَـــوابِ وَالبِـــرِّ دارٌ
أَنـــتِ لِلحَـــقِّ وَالمَراشــِدِ مَغنــى
قَــد بَلَغـتِ الكَمـالَ فـي نِصـفِ قَـرنٍ
كَيــــفَ إِن تَمَّـــتِ المَلاوَةُ قَرنـــا
لا تَعُــدّي الســِنينَ إِن ذُكِــرَ العِـل
مُ فَمـــا تَعلَميـــنَ لِلعَلــمِ ســِنّا
ســَوفَ تَفنـى فـي سـاحَتَيكِ اللَيـالي
وَهـوَ بـاقٍ عَلـى المَـدى لَيـسَ يَفنـى
يــا عُكاظــاً حَـوى الشـَبابَ فِصـاحاً
قُرَشـــِيّينَ فـــي المَجــامِعِ لُســنا
بَثَّهُــم فــي كِنانَــةِ اللَــهِ نـوراً
مِـــن ظَلامٍ عَلــى البَصــائِرِ أَخنــى
عَلَّمــــوا بِالبَيــــانِ لا غُرَبـــاءً
فيـــهِ يَومـــاً وَلا أَعــاجِمَ لُكنــا
فِتيَــةٌ مُحســِنونَ لَـم يُخلِفـو العِـل
مَ رَجــــاءً وَلا المُعَلِّــــمَ ظَنّــــا
صــَدَعوا ظُلمَــةً عَلــى الريـفِ حَلَّـت
وَأَضــاؤوا الصــَعيدَ ســَهلاً وَحَزنــا
مَـــن قَضــى مِنهُــمُ تَفَــرَّقَ فِكــراً
فــي نُهــى النَشـءِ أَو تَقَسـَّمَ ذِهنـا
نــادِ دارَ العُلــومِ إِن شـِئتَ ياعـا
ئِشُ أَو شــِئتَ نادِهــا يــا ســُكَينا
قُـل لَهـا يـا اِبنَـةَ المُبـارَكِ إيـهٍ
قَــد جَــرَت كَاِســمِهِ أُمــورُكِ يُمنـا
هُــوَ فــي المِهرَجــانِ حَــيٌّ شــَهيدٌ
يَجتَلــي عُــرسَ فَضــلِهِ كَيــفَ أَجنـى
وَهــوَ فـي العُـرسِ إِن تَحَجَّـبَ أَو لَـم
يَحتَجِــب والِــدُ العَــروسِ المُهَنّــا
مــا جَــرى ذِكــرُهُ بِناديــكَ حَتّــى
وَقَــفَ الــدَمعُ فـي الشـُؤونِ فَـأَثنى
رُبَّ خَيــــرٍ مُلِئتُ مِنــــهُ ســـُروراً
ذَكَّـــرَ الخَيِّريــنَ فَــاِهتَجتُ حُزنــا
أَدَرى إِذ بَنـــاكِ أَن كـــانَ يَبنــي
فَــوقَ أَنــفِ العَــدُوِّ لِلضـادِ حِصـنا
حــائِطُ المُلــكِ بِالمَــدارِسِ إِن شـِئ
تَ وَإِن شـــِئتَ بِالمَعاقِـــلِ يُبنـــى
اُنظُــرِ النــاسَ هَــل تَــرى لِحَيـاةٍ
عُطِّلَــت مِــن نَباهَــةِ الـذِكرِ مَعنـى
لا الغِنـى فـي الرِجـالِ نابَ عَنِ الفَض
لِ وَســـُلطانِهِ وَلا الجـــاهُ أَغنـــى
رُبَّ عــاثٍ فــي الأَرضِ لَـم تَجعَـلِ الأَر
ضُ لَــهُ إِن أَقــامَ أَو ســارَ وَزنــا
عـــاشَ لَـــم تَرمِــهِ بِعَيــنٍ وَأَودى
هَمَلاً لَـــم تُهِـــب لِنــاعيهِ أُذنــا
نَظَــــمَ اللَـــهُ مُلكَـــهُ بِعِبـــادٍ
عَبقَرِيّيــنَ أَورَثــوا المُلــكَ حُسـنا
شــَغَلَتهُم عَــنِ الحَســودِ المَعــالي
إِنَّمـــا يُحســـَدُ العَظيــمُ وَيُشــنا
مِــن ذَكِــيِّ الفُــؤادِ يــورِثُ عِلمـاً
أَو بَـــديعِ الخَيــالِ يَخلُــقُ فَنّــا
كَـــم قَــديمٍ كَرُقعَــةِ الفَــنِّ حُــرٍّ
لَــم يُقَلِّــل لَــهُ الجَديـدانِ شـَأنا
وَجَديـــدٍ عَلَيـــهِ يَختَلِـــفُ الــدَه
رُ وَيَفنــى الزَمــانُ قَرنــاً فَقَرنـا
فَـــاِحتَفِظ بِالـــذَخيرَتَينِ جَميعـــاً
عــادَةُ الفَطــنِ بِالــذَخائِرِ يُعنــى
يــا شــَباباً ســَقَونِيَ الـوُدَّ مَحضـاً
وَســَقَوا شــانِئي عَلـى الغِـلِّ أَجنـا
كُلَّمـــا صـــارَ لِلكُهولَـــةِ شــِعري
أَنشـــَدوهُ فَعـــادَ أَمـــرَدَ لَــدنا
أُســرَةُ الشــاعِرِ الـرُواةُ وَمـا عَـن
نَـــوهُ وَالمَــرءُ بِــالقَريبِ مُعَنّــى
هُــم يَضـُنّونَ فـي الحَيـاةِ بِمـا قـا
لَ وَيُلفَـــونَ فــي المَمــاتِ أَضــَنّا
وَإِذا مــا اِنقَضـى وَأَهلـوهُ لَـم يَـع
دَم شــَقيقاً مِــنَ الـرُواةِ أَوِ اِبنـا
النُبـــوغَ النُبــوغَ حَتّــى تَنُصــّوا
رايَـــةَ العِلــمِ كَــالهِلالِ وَأَســنى
نَحــنُ فـي صـورَةِ المَمالِـكِ مـا لَـم
يُصـــبِحِ العِلـــمُ وَالمُعَلِّــمُ مِنّــا
لا تُنادوا الحُصونَ وَالسُفنَ وَاِدعوا ال
عِلــمَ يُنشــِئ لَكُــم حُصـوناً وَسـُفنا
إِنَّ رَكـــبَ الحَضـــارَةِ اِختَــرَقَ الأَر
ضَ وَشـــَقَّ الســَماءَ ريحــاً وَمُزنــا
وَصــــــَحِبناهُ كَالغُبـــــارِ فَلا رَج
لاً شــــَدَدنا وَلا رِكابـــاً زَمَمنـــا
دانَ آباؤُنــــا الزَمـــانَ مَلِيّـــاً
وَمَلِيّـــاً لِحـــادِثِ الـــدَهرِ دِنّــا
كَــم نُبــاهي بِلَحـدِ مَيـتٍ وَكَـم نَـح
مِــلُ مِــن هــادِمٍ وَلَــم يَبـنِ مَنّـا
قَــد أَنــى أَن نَقــولَ نَحـنُ وَلا نَـس
مَـــعُ أَبناءَنـــا يَقولـــونَ كُنّــا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932