
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمـسِ اِنقَضـى وَاليَـومُ مَرقاةُ الغَدِ
إِســـــكَندَرِيَّةُ آنَ أَن تَتَجَــــدَّدي
يــا غُــرَّةَ الـوادي وَسـُدَّةَ بـابِهِ
رُدّي مَكانَــكَ فــي البَرِيَّـةِ يُـردَدِ
فيضـي كَأَمسِ عَلى العُلومِ مِنَ النُهى
وَعَلـى الفُنونِ مِنَ الجَمالِ السَرمَدي
وَســِمي النَبالَـةَ بِـالمَلاحِمِ تَتَّسـِم
وَسـِمى الصـَبابَةَ بِـالعَواطِفِ تَخلُـدِ
وَضــَعي رِوايـاتِ الخَلاعَـةِ وَالهَـوى
لِمُمَثِّليــنَ مِــنَ العُصــورِ وَشــُهَّدِ
لا تَجعَلــي حُــبَّ القَــديمِ وَذِكـرَهُ
حَســـَراتِ مِضــياعٍ وَدَفــعَ مُبَــدَّدِ
إِنَّ القَــديمَ ذَخيــرَةٌ مِــن صـالِحٍ
تَبنـي المُقَصـِّرَ أَو تَحُـثُّ المُقتَـدي
لا تَفتِنَنـــكِ حَضـــارَةٌ مَجلوبَـــةٌ
لَـم يُبـنَ حائِطُهـا بِمالِـكِ وَاليَـدِ
لَـو مـالَ عَنـكِ شـِراعُها وَبُخارُهـا
لَـم يَبـقَ غَيـرُ الصـَيدِ وَالمُتَصـَيِّدِ
وُجِـدَت وَكـانَ لِغَيـرِ أَهلِـكِ أَرضـُها
وَســَماؤُها وَكَأَنَّهــا لَــم توجَــدِ
جـاري النَزيلَ وَسابِقيهِ إِلى الغِنى
وَإِلـى الحِجـا وَإِلى العُلا وَالسُؤدُدِ
وَاِبنـي كَما يَبنى المَعاهِدَ وَاِشرِعي
لِشــَبابِكِ العِرفـانَ عَـذبَ المَـورِدِ
إِنّــي حَــذِرتُ عَلَيــكَ مِــن أُمِّيَّـةٍ
رَبَضــَت كَجُنــحِ الغَيهَـبِ المُتَلَبِّـدِ
أَخِزانَــةَ الــوادي عَلَيــكِ تَحِيَّـةٌ
وَعَلـى النَـدِيِّ وَكُلِّ أَبلَجَ في النَدي
مــا أَنــتِ إِلّا مِـن خَـزائِنِ يوسـُفٍ
بِالقَصــدِ موحِيَـةٌ لِمَـن لَـم يَقصـِدِ
قُلِّــدتِ مِــن مــالِ البِلادِ أَمانَـةً
يـا طالَمـا اِفتَقَـرَت إِلى المُتَقَلِّدِ
وَبَلَغــتِ مِــن إيمانِهـا وَرَجائِهـا
مــا يَبلُـغُ المِحـرابُ مِـن مُتَعَبِّـدِ
فَلَـوَ اَنَّ أَسـتارَ الجَلالِ سـَعَت إِلـى
غَيـرِ العَـتيقِ لَبِسـتِ مِمّـا يَرتَـدي
إِنّــا نُعَظِّــمُ فيــكِ أَلوِيَـةً عَلـى
جَنَباتِهــا حَشــدٌ يَــروحُ وَيَغتَـدي
وَإِذا طَعِمــتَ مِـنَ الخَلِيَّـةِ شـَهدَها
فَاِشـــهَد لِقائِدِهـــا وَلِلمُتَجَنِّــدِ
لا تَمنَــحِ المَحبــوبَ شــُكرَكَ كُلَّـهُ
وَاِقـرِن بِـهِ شـُكرَ الأَجيـرِ المُجهَـدِ
إِســــكَندَرِيَّةُ شـــُرِّفَت بِعِصـــابَةٍ
بيــضِ الأَســِرَّةِ وَالصـَحيفَةِ وَاليَـدِ
خَدَموا حِمى الوَطَنِ العَزيزِ فَبورِكوا
خَـدَماً وَبـورِكَ فـي الحِمـى مِن سَيِّدِ
مـا بـالُ ذاكَ الكـوخِ صَرَّحَ وَاِنجَلى
عَــن حــائِطَي صــَرحٍ أَشــَمَّ مُمَـرَّدِ
مِــن كَسـرِ بَيـتٍ أَو جِـدارِ سـَقيفَةٍ
رَفَــعَ الثَبــاتُ بِنايَـةً كَالفَرقَـدِ
فَــإِذا طَلَعـتَ عَلـى جَلالَـةِ رُكنِهـا
قُــل تِلــكَ إِحـدى مُعجِـزاتِ مُحَمَّـدِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932