
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرى شـَجَراً فـي السَماءِ اِحتَجَب
وَشــَقَّ العَنــانَ بِمَـرأى عَجَـب
مَــآذِنُ قـامَت هُنـا أَو هُنـاكَ
ظَواهِرُهـــا دَرَجٌ مِـــن شــَذَب
وَلَيــسَ يُـؤَذِّنُ فيهـا الرِجـالُ
وَلَكِــن تَصـيحُ عَلَيهـا الغُـرُب
وَباســِقَةٍ مِـن بَنـاتِ الرِمـالِ
نَمَــت وَرَبَـت فـي ظِلالِ الكُثُـب
كَســارِيَةِ الفُلـكِ أَو كَالمِسـَل
لَـةِ أَو كَالفَنـارِ وَراءَ العَبَب
تَطــولُ وَتَقصـُرُ خَلـفَ الكَـثيبِ
إِذا الريـحُ جـاءَ بِـهِ أَو ذَهَب
تُخـالُ إِذا اِتَّقَـدَت فـي الضُحى
وَجَــرَّ الأَصـيلُ عَلَيهـا اللَهَـب
وَطـافَ عَلَيهـا شـُعاعُ النَهـارِ
مِنَ الصَحوِ أَو مِن حَواشي السُحُب
وَصــيفَةَ فِرعَــونَ فــي سـاحَةٍ
مِــنَ القَصــرِ واقِفَـةً تَرتَقِـب
قَـدِ اِعتَصـَبَت بِفُصـوصِ العَقيـقِ
مُفَصـــَّلَةً بِشـــُذورِ الـــذَهَب
وَنــــاطَت قَلائِدَ مَرجانِهــــا
عَلـى الصـَدرِ وَاِتَّشـَحَت بِالقَصَب
وَشــَدَّت عَلــى ســاقِها مِئزَراً
تَعَقَّــدَ مِــن رَأســِها لِلـذَنَب
أَهَـذا هُـوَ النَخلُ مَلكُ الرِياضِ
أَميـرُ الحُقـولِ عَـروسُ العِـزَب
طَعـامُ الفَقيـرِ وَحَلـوى الغَنِيِّ
وَزادُ المُســـافِرِ وَالمُغتَــرِب
فَيـا نَخلَـةَ الرَمـلِ لَم تَبخَلي
وَلا قَصــــَّرَت نَخَلاتُ التُــــرَب
وَأَعجَــبُ كَيــفَ طَــوى ذِكرَكُـنَّ
وَلَــم يَحتَفِـل شـُعَراءُ العَـرَب
أَلَيــسَ حَرامــاً خُلُـوُّ القَصـا
ئِدِ مِـن وَصـفِكُنَّ وَعُطـلُ الكُتُـب
وَأَنتُـنَّ فـي الهـاجِراتِ الظِلالُ
كَـــأَنَّ أَعـــالِيَكُنَّ العَبَـــب
وَأَنتُـنَّ في البيدِ شاةُ المُعيلِ
جَناهــا بِجــانِب أُخـرى حَلَـب
وَأَنتُــنَّ فـي عَرَصـاتِ القُصـورِ
حِسـانُ الدُمى الزائِناتُ الرَحَب
جَنـاكُنَّ كَـالكَرمِ شـَتّى المَذاقِ
وَكَالشـَهدِ فـي كُـلِّ لَـونٍ يُحَـب
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932