
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَـأرٌ رَأى القِـطَّ عَلى الجِدارِ
مُعَــذَّباً فـي أَضـيَقِ الحِصـارِ
وَالكَلـبُ في حالَتِهِ المَعهودَه
مُسـتَجمِعاً لِلوَثبَـةِ المَوعودَه
فَحاوَلَ الفَأرُ اِغتِنامَ الفُرصَه
وَقـالَ أَكفي القِطَّ هَذي الغُصَّه
لَعَلَّـــهُ يَكتُـــبُ بِالأَمـــانِ
لـي وَلِأَصـحابي مِـنَ الجيـرانِ
فَســارَ لِلكَلــبِ عَلـى يَـدَيهِ
وَمَكَّــنَ التُـرابَ مِـن عَينَيـهِ
فَاِشـتَغَلَ الراعـي عَنِ الجِدارِ
وَنَــزَلَ القِــطُّ عَلــى بِـدارِ
مُبتَهِجــاً يُفَكِّـرُ فـي وَليمَـه
وَفــي فَريســَةٍ لَهـا كَريمَـه
يَجعَلُهـــا لِخَطبِـــهِ عَلامَــه
يَــذكُرُها فَيَــذكُرُ الســَلامَه
فَجـاءَ ذاكَ الفَأرُ في الأَثناءِ
وَقـالَ عـاشَ القِـطُّ فـي هَناءِ
رَأَيـتَ فـي الشـِدَّةِ مِن إِخلاصي
مـا كـانَ مِنهـا سـَبَبَ الخَلاصِ
وَقَــد أَتَيـتُ أَطلُـبُ الأَمانـا
فَـاِمنُن بِـهِ لِمَعشـَري إِحسانا
فَقــالَ حَقّــاً هَــذِهِ كَرامَـه
غَنيمَـــةٌ وَقَبلَهـــا ســَلامَه
يَكفيكَ فَخراً يا كَريمَ الشيمَه
أَنَّـكَ فَـأرُ الخَطـبِ وَالوَليمَه
وَاِنقَضَّ في الحالِ عَلى الضَعيفِ
يَــأكُلُهُ بِالمِلــحِ وَالرَغيـفِ
فَقُلـتُ فـي المَقامِ قَولاً شاعا
مَـن حَفِـظَ الأَعداءَ يَوماً ضاعا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932