
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فشـــــودة روايــــة
للمبصــــرين آيــــة
قـد مثِّلـت فـي العصـر
ليهتـــدي فــي مصــر
فمــا اهتـدى ولا عقـل
ولا درى كنــه الحِيــل
بــل شــهد التمـثيلا
ثـــم انثنـــى بخيلا
مـــــولىَ الأكتــــاف
فــي ســاعة الإســعاف
فلا تلــــم فرنســــا
وفضــــلها لا تنســـا
وقـل لمـن رام السـبب
شــقاء مصـر قـد غلـب
مرشان في النيل التقى
مـن بعـد ما عز اللقا
تقـــابلا فـــي ســلم
علــى الصــفا الأتــم
حيــث الميــاه تجـرى
نهـــرا بجنــب نهــر
والأرض بكــر لـم تـزل
كمـا دحاهـا فـي الأزل
تُخــرج أصـناف الثمـر
تنبــت أجنـاس الزهـر
تفيــــض بالمـــأكول
مـــن عـــدس وفـــول
ترابهـا التـبر السنى
وكــم بهـا مـن معـدن
وغرســها ابــن يـومه
لمرشـــــن وقــــومه
مرشـان فيهـا قـد ثبت
كـــأنه عـــود نبــت
يليــــن للعواصــــف
فمــا لــه مـن قاصـف
أخرجـــــه دلكــــاس
ألعوبــــة للنــــاس
ألعوبــــة وتنقضـــى
قـد خـاب فيها من رضى
وكيــف كـان العاقبـة
فــإن مصــر الخائبـة
إذ لــم يكــن لبطـرس
مــن طاقــة بدلكســي
ولا لـــه مــن بــورى
يُســــمع سالســـبورى
ولا لـــه مـــن أمــة
تنجــده فــي الغمــة
ولا لـــه مــن دولــة
تمــــدّه بالصــــولة
ولا لـــــه ولا لــــه
للـــه مـــا أجلـــه
وبعــد هــذا فاســمع
يــا خـالي البـال وعِ
النيــل كــان نائمـا
رأى المجــور قائمــا
يضـــربه فــي رأســه
يحســـبه فــي رمســه
خـــاطبه يـــا نيــل
يــا أيهــا القتيــل
يــــا تـــارك البلاد
لأفســــــــــد الأولاد
يــا ضــائع الميـراث
والصـــبية الأحـــداث
ذُبحــــت بالســــكين
مـــن غـــادر مهيــن
وكــان أهلــك المُـدى
والحبـل كانوا واليدا
فمـــا صــرخت صــرخة
بــل قـد ذهبـت فرخـة
قــد ســقطت فـي زيـر
أو وقعــت فـي الـبير
فلا تلمنـــي بعــد ذا
إذا تعمــــــدت الأذى
إنــى أنــا المحـامي
عنـــك لــدى الأنــام
لا بــدّ لــي مـن حصـة
قبــل ضــياع الفرصـة
إذ قـد غـدا في النيه
أن تحفـــظ القضـــيه
فهــب داعــي النيــل
مــن نــومه الطويــل
يقـــول مــا مرشــان
يــا أيهــا الشـيطان
يـــا أســد القفــار
يــا حيــة الــبراري
يـــا ســمكا عوامــا
يــا طــائرا حوامــا
يــا لبكــة العجيــن
يــا بلـة فـي الطيـن
يـــا ضــجة الطبــول
علــى طريــق الغــول
يـا خارجـا مـن عُلبـه
يـا حادثـا مـن لُعبـه
يــا مشـكلا لمّـا نـزل
ومشـــكلَين إن رحـــل
وإن أردت جِــــــــدي
فـــأنت خيــر عنــدي
مـن كـل ذي قلـب بطـل
لجّنــــة الأرض وصـــل
مــا كــانت الشــهور
يكفــى لهــا طــابور
ولا الحمـــــام الأزرق
يعصــــم منـــه زورق
ولا الأســـود الســـود
يصـــــدّها بــــارود
ولا مجاهـــل الـــثرى
تطـوى كما تطوى القرى
ســلكتها يــا غــازي
أبيـــــة المجــــاز
حـــتى ملكــت مجــرى
بحــر الغــزال طــرّا
تــــبيعه وتشــــترى
برايــــة وعســــكري
لكــن تعــال قـل لـي
ولا تكـــــن مضــــلى
مـن ذا أباحـك الحمـى
مـن ذا حبـاك المغنما
مــن ذا لهــذا جــرا
مــن ذا عليــه جــرا
بحــر الغــزال منــى
كيـــف يـــزول عنــي
وهـــــذه فشـــــودة
ربيبـــتي المعهــودة
كيـــف أُســاء فيهــا
وكيــــف تقتنيهــــا
فانـــدفع المـــاجور
بســـــحره يـــــدور
وقــال قــولا مقنعــا
أثبـت فيـه مـا ادّعـى
يـــا ســيد الأنهــار
وملـــــك الــــديار
مــاذا يهمــك السـقَط
مـن بعد ما الرأس سقط
وجــــاء سالســـبوري
لمصـــر فـــي ســرور
يقــول وهــي تســتمع
يخــــدعها فتنخـــدع
يــا مصـر يـا فتـاتي
يــا زينــة البنــات
يــا مشـتهى انكلـتره
يـا بنـت أخـت لنـدره
يــا منيــة التـاميز
والــــوطن العزيـــز
بـل يـا أتـان الملكة
يــا ألــف ألـف سـكة
يــا ناقــة السـردار
وجيشــــه الجــــرار
يـا أصـل ما قد اكتسب
مــن ثـروة ومـن تعـب
يــا بلــدا مـا فيـه
ذو نــــاظر يبكيـــه
يـــا أمّــة ولا وطــن
يــا منـزلا لمـن سـكن
يــا مــوطئ الأقــدام
يــا فتنــة الأقــوام
إنـــى أرى النشــّالا
يختلـــس الخلخـــالا
هيــا نصـيح السـارقا
ونُشــــهد الخلائقـــا
وبطــــرس الــــوزرا
يحـــرّرون المحضـــرا
ويثبتـــــون فيــــه
تهمـــــة ســــارقيه
وبعــد عــرش الشـكوى
نقيــم نحــن الـدعوى
ونظهــــر النصوصـــا
ونطــــرد اللصوصـــا
أولا فقــد خـاب الأمـل
ولا ســــبيل للعمـــل
فمـــا أتـــمّ قــوله
أن ضــحكت مصــر لــه
وأقبلـــــت تقــــول
يــا أيهــا المـأمول
يــا ســندي وعمــدتي
يـــا عــدّتي لشــدّتي
بطــرس مــن عبيــدكا
والكــل مــن جنودكـا
فـــأقض بمــا تشــاء
لا ينقــــض القضـــاء
تــالله مـا أخرجتهـم
بــالعنف إذ أحرجتهـم
لكننــــــــــي أردت
وللجميـــــع كــــدت
إن أنــــا الـــدهاء
عنـــى روى النســـاء
وســوف أنسـى الناسـا
لـــورين والألزاســـا
هــل علمــت انكلـترا
أيّ لــــواء يـــزدرى
أيّ عزيــــز هانــــا
أىّ قــــدير ودانـــا
أىّ الشـــعوب تفضـــح
أىّ الليـــوث تجـــرح
فلتجتـــن الثـــأرات
ولـــترقب الســـاعات
إليكـــم عــن بطــرس
نــادرة فــي المجلـس
إذ قـــالت النظـــار
يــا مـن لـه الفخـار
يــا أكفــأ الـوزارة
يــا صــاحب المهـارة
نــرى المجــال صـعبا
ذئب يعــــض ذئبــــا
فهـــات حـــدّث عنــه
كيـــف خرجـــت منــه
فقــام فيهــم مفصـحا
يقــول مـا قـال جحـا
فشــــودة تعيشــــوا
مثــل اســمها فشــوش
مـا الخلـف والتجـافى
إلا علــــى اللحـــاف
دفعتـــــه للــــورد
وبـــت تحـــت جلــدي
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932