
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعيــاد عــزك للــدنيا مجاليهــا
وللأحـــاديث عاليهـــا وغاليهـــا
وللبريــة منهــا مــا تســر بــه
وللرعيـــة مــا يرضــى أمانيهــا
وللســـعود غـــدوّ فــي صــبائحها
وللميــامن مســرى فــي لياليهــا
وللمالـــك حـــظ فـــي مفاخرهــا
وللملـــوك نصــيب مــن معانيهــا
لعــز غليــوم فيهــا مــن يمثلـه
وذات إدورد فيهــا مــن يحاكيهــا
مــا للممالــك لا يــأتي أكابرهـا
لصــاحب النيـل أو يسـعى أهاليهـا
أليــس مــن جمَّــل الـدنيا أبـوته
وقصــّرت عــن معــاليهم مواليهــا
العصــر يعلـم والأحيـاء مـا بلغـت
بعصــر أيــام إســماعيل تنويهــا
ضـافته بلقيـس حيـن الـدهر خادمها
فـي ملكهـا والليـالى مـن جواريها
وجـاءه المـالكون الصـِّيد فـي سـفن
ألقـت علـى الساحة الكبرى مراسيها
تُقــل كــل كــبير الملــك مقتـدر
تعـــزّ آيتــه الــدنيا وتعليهــا
منـــىً كبـــار وآمـــال محببـــة
خـابت ولـم يلـق غيـر اللوم راجيا
والنـاس مـن تقعد الدنيا به قعدوا
سـجية المـرء فـي الـدنيا يجاريها
بنيــت فــوق عريــض اليـم قنطـرة
مـا كـان فرعـون ذو الأوتاد يبنيها
شــماء قــاهرة فــوق الميـاه فلا
تجـــرى وتــذهب إلا مــا توليهــا
طلعـت والشـمس فـي ابهـى مواكبهـا
ومـوكب الملـك ذو الأنـوار يَزريهـا
كمــا تطلّــع يومــا فــي ركـائبه
رمســيس تــدفعه الأيــدي وتزجيهـا
أجــل ركبــا مــن الأقمـار كافلـة
تبــدو النجـوم حواليهـا تسـاريها
لا تنثنـى عـن محيـاك القلـوب هـوى
إن عــارض الـذهب الأبصـار يثنيهـا
وقفــت والنيـل خلـف السـد منتظـر
إشــارة مـن بنـان الخيـر يمضـيها
فــأعملت يــدك المفتـاح فـانفجرت
فـي مصـر عشـر عيـون مـن اياديهـا
لمــا جريـت لغايـات النـدى وجـرى
عجبـت كيـف حـوى البحريـن واديهـا
تــالله مــا جــرت الأرزاق يـومئذ
إلا وكنــت بــإذن اللــه مجريهــا
مفــاخر لــك يختـال الزمـان بهـا
قـام الخطيـب وزيـر الـرىّ يطريهـا
مـن لأبـن جعفـر إن يحصـى عليك ثنا
وللبلاغــة فــي عليــاك مـا فيهـا
لـو دام يهـدى لـك الأشـعار حافلـة
مـا ضـِقت جاهـا ولا ضـاقت قوافيهـا
يـا نيـل مصـر وفـي الأيـام موعظـة
مـاذا لقيـت مـن الـدنيا واهليهـا
ليــت البريـة مـا داسـتك أرجلهـا
بعــد المشــيب ولا غلتــك أيـديها
قــد ثقلــوك بنيــرٍ مـن جلامـد لا
تعـــده الأرض إلا مـــن رواســـيها
وحملــوك صــخورا فــوق مـا حملـت
منهــا أثــافي دهـور عـز خاليهـا
أمسـيت فـي مصـر موثوقـا إلـى اجل
وكنــت وحــدك حــرّا فـي نواحيهـا
قــدّت لــك الصـخر اغلالا ومـن عجـب
الشـر تجزيـك حيـن الخيـر تجزيهـا
ضـنا بمـائك أن يسـقى الصـعيد بـه
ورب حــرص علــى الأشــياء يؤذيهـا
ومركَــب مـن بخـار قـد جـرى وجـرت
مــن تحتــه الأرض تطـويه ويطويهـا
كــأن اشــباحه والليــل ياخــذها
ســـرائر الأرض تبــديها وتخفيهــا
كأنهــا وبيــاض الصــبح نـم بهـا
رسـل النهـار إلـى الـدنيا تهنيها
تمـر أعجـلَ فـي شـرخ الشـباب بنـا
علــى منــاظر كــالفردوس ضـاحيها
علــى الطبيعـة تلهـو فـي ملاعبهـا
مــن الوجـود وتزهـى فـي مغانيهـا
كغــادة لمعــاني الحســن جامعــة
تقاســم الحســن عاريهـا وكاسـيها
ولـى الصـبا ومضـى جِـد الـدهور به
ولا تــزال لعوبــا فــي تصــابيها
مثـل الملاحـة فـي الـدنيا مداولـة
تُفنــى الحسـان ولا حسـناء تفنيهـا
يا ابن البخار تمهل في الصعيد بنا
تــر البسـيطة فـي مشـهور ماضـيها
وقِــف نشــاهد طلـول الأقـدمين بـه
تحيــر الـدهر فيهـا كيـف يبليهـا
هياكــل كالجبــال الشــم سـافلها
وفـوق هـام النجـوم الزهـر عاليها
إذا أتتهـا الليـالي مـن قواعـدها
تنالهــا بــالبلى قـامت اثافيهـا
يفنــى الزمـان ولا تبلـى زخارفهـا
ولا يحــول مــن الألــوان زاهيهــا
إذا وقفــت بــأبواب الملـوك ضـحى
أيقنـت أن قـد بنـى للخلـد بانيها
رأيــت فرعــون موسـى عنـد حفرتـه
لا يطلـب اليـوم مـن دنيـاه تأليها
بيـن الحيـاة وبيـن المـوت من جزع
يخشــى القيامـة فيهـا أن يلاقيهـا
عجــائب الطــب لا لقمــان يعرفهـا
فــي الغـابرين ولا بسـتور يـدريها
يـا أمـة بلغـت فـي المجـد غـايته
وقصــر النــاس فيـه عـن مسـاعيها
قومـوا الغـداة انظروا هذى مآثركم
هــل فــي مــآثرهم شــئ يضـاهيها
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932