
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــجوني إذا جُــن الظلام كــثير
يؤلبهــا عــادي الهـوى ويـثير
إذا دهمـت والليـل مـن كل جانب
فنــومي قتيــل والصـباح أسـير
مشـت لجنـاح واهـن مـن جـوانحي
ومـالت علـى القلب الضعيف تُغير
فمـا ثار هذا الليل عندي وإنني
أليــف لــه فــي جُنحـه وسـمير
إذ رقــد الحيـاء نـادمت نجمـه
أديــر لـه ذكـر الكـرى ويـدير
ضعيفين لا نعطى حَراكا على الدجى
كلانـــا عليــه مُقعــد وعثــور
نشـدنا دفيـن الصبح في كل ظلمة
عليـــه كأنــا منكــر ونكيــر
يسـائلني السـاقي أَمـا لك نشوة
لعلــك رضــوى أو عســاك ثـبير
تكـاد تخـف الكـأس مـن نفحاتها
وأنــت علـى مـر الكـؤوس وقـور
فقلـت عـوادي الهم بيني وبينها
تكــاد تصـدّ الكـأس حيـن تـدور
أتشغل قلبي الراح عن بعض ما به
وأشـغال قلـبي لـو علمـت كـثير
بـرى الـبين ظُفريـه وأذهب ريشه
وهـــدّ جنــاحيه فكيــف يطيــر
يكـاد يليـن الجـذع مـن زفراته
وييبـس منهـا الفـرع وهـو نضير
كلانـا غريـب فـي المضـاجع ليله
طويــل وليــل العـالمين قصـير
أقـول لـه والغُـدر بينـي وبينه
ومــن مــدمعينا جــدول وغـدير
يلـوم أناس ليس يدرون ما الهوى
لعلــك دار يــا حمــام عــذير
بعيشـك خـبرني وإن كنـت عالمـا
هـــل الحــب إلا جنــة وســعير
أهنـتُ عزيـز الصـبر فيك وخانني
إبــاء وفـىٌّ فـي الخطـوب وفيـر
وما أنا من ينضو عن النفس شيمة
ولكــن ســلطان الغــرام قـدير
خُلقت رحيم القلب آوى إلى الهوى
وأنكـر ضـيف الحقـد حيـن يـزور
ومــا خــذلتني فــي بلاء سـجية
وبعــض الســجايا خـاذل ونصـير
ولا رمـت إلا النفـع للناس مطلبا
ولا ارتــاح لـي إلا إليـه ضـمير
ومــن يصـحِب الأملاك عشـرين حجـة
يُجَمِّلــه خُلــق فـي الخلال أميـر
سـما بـي مديح الكابر ابن محمد
إلـى حيـث لا يبغـى المزيد كبير
تجلى على الأبصار والصبح فانثنت
تبـاهي بـه شـمس الضـحى وتغيـر
ومـا اسـتقبلت إلا ضـياها تعيره
دليـل الهـوى مـن نورهـا ويعير
أغــر تحلـى بالحيـاء وبالهـدى
فــأعلاه نــور والغضــون نميـر
فمـتى الهمـة الشماء فضلك سابق
وشــعبك جــاز بــالولاء شــكور
يـروم رعايـاك الـذي نال غيرهم
وأنــت بتحقيــق المـرام جـدير
جمعـت الأدانيـن الشجاعة والحجى
فكــل عســير إن عزمــت يســير
أتعلـو علينـا فـي المشارق أمة
وجــدّك دل الشــرق كيــف يسـير
حبـاه حيـاة فـي الحضـارة جمـة
يشـير إليهـا العصـر وهـو فخور
وقـد ترفـع الأوطـانَ للنجـم همةُ
ويُرجــع قومــا للحيــاة شـعور
ويبعـث نـورُ العلـم شـعبا تضمه
مــن المجهلات الحالكــات قبـور
ويمضـي علـى حـال ويـأتي بضدها
زمـــان ظـــروف كلــه وأمــور
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932