
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـكرتك فـي أجـداثها الشـهداء
وترنمـــت بثنـــائك الأحيــاء
إن كـان فـي تلك الجماجم ألسن
لــم تبــل فهـي تحيـة ودعـاء
أو كـان ينبت ف يالتراب محامد
نبـت الثنـا لـك منـه والإطراء
حبســت يتـامى دمعهـا وأرامـل
لمـا تنقـل فـي القرى البشراء
وتقـول كـل حزينـة فـي خـدرها
ذهـب القاسـة وجاءنـا الرحماء
فَمَن البشير إلى عظام في الثرى
دُفنـت وطـاف بهـا بِلـىً وعفـاء
بكــر القضـاء مقرّبـا آجالهـا
إن الحيــاة أو الممـات قضـاء
مـا فات من بؤس البسوس وشؤمها
أحيــت مسـاوئ عهـده الورقـاء
طـاحت نفـوس فـي سـبيل حمامـة
دخلـت عليهـا أيكهـا الغربـاء
كــان الــدفاع مذلـة وجبانـة
ليـت المـداره يـوم ذاك نسـاء
سُرعان ما ختم الدفاع القول بل
سـرعان مـا قتلـت بـه الـبراء
خلـت العشـية فـي السجون أسِرّة
يــا ليتهــا للظـالمين وِطـاء
هـانت عليهـم فـي سـبيل رقيهم
مهــج مضــت مظلومــة ودمــاء
قـد أسـرفوا في حكمهم وتعسفوا
مـا شـاء ذلكمو العميد وشاءوا
زرق الجلاليــب الــذين يحبهـم
هـم منـه فـي حفر القبور براء
فعلــت رعــايته بهــم ووداده
مـا ليـس تفعـل بعضـه البغضاء
أمــع المشــانق رحمـة ومـودّة
ومــع الســياط صـداقة ووفـاء
أسـفرتَ عـن فـرج البلاد وأهلها
صـبحَ الجلـوس لـك النفوس فداء
العفـو غُرتـك السنية في الورى
والحلــم شــيمة ربـك الغـرّاء
لمـا بـدت منـك السـعود تمزقت
تلـك القيـود وأُطلـق السـجناء
مــولاى مصــر تجملــت وتزينـت
لجلوســكم فكأنهــا الجــوزاء
الكهربـاء مـن القلوب سرت إلى
أرجائهـــا فأضــاءت الأرجــاء
وإذا القلـوب صـفت لمالك رقها
شـــفّت ونوّرهـــا هـــوى وولاء
فــي كـل مغـدى مـوكب ومراحـه
للنصـر والفتـح المـبين لـواء
حيــت محيــاك الكريـم شـبيبة
ممــا غرســت كريمــة زهــراء
هـي مـوئل الآمـال ما إن جازها
للملـك والـوطن العزيـز رجـاء
علمـت بأن حقوق عرشك ف يالورى
حصــن لمصــر وعصــمة ووقــاء
وبـأن سـعيك كـان سـعى مجاهـد
قــد خـانه الأعـوان والنصـراء
ودّوا مكانــك للغريــب إمـارة
يـأبى الغريـب ونفسـه السمحاء
ورعيـة لـك فـي الممالـك بَـرّة
غمرتهمـــــومن بيتــــك الآلاء
فعــلُ العرابييـن فـرّق بيننـا
بئس الفَعــال وقبِّــح الزعمـاء
مـن كـل مفقـود الشـعور مذبذب
فــي بردتيــه نميمــة وريـاء
إن كـان منهـم فـي البلاد بقية
فعلـــى البقيــة لعنــة وبلاء
يـا دولـة الأحـرار ما جاملتنا
إلا وفيـــك مـــروءة وســـخاء
الخيــر عنــد للســلام مؤمــل
والعـون منـك يرومـه الضـعفاء
إن النفـوس كمـا علمـت حـرائر
كـذب الأولى قالوا النفوس إماء
والشـعب إن مـل الحيـاة ذليلة
هــان الرجـال عليـه والأشـياء
لـو تقـدرين على الحياة وردّها
قلنــا عليــك الـرد والإحيـاء
فاسـتغفري اللـه العظيم فإنما
لــذنوبهم يســتغفر العظمــاء
عــارٌ فظــائع دنشــواى وسـُبّة
غسـلتهما هـذى اليـد البيضـاء
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932