
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــأنك والـدمع والبكـاء
لا تـدخر فـي الشـؤون ماء
لا تـذكر الصـبر فـي مصاب
تجــاوز الصـبر والعـزاء
لا خيـر في الصبر والتأسى
إذا همـا عارضـا الوفـاء
أبكــى الأخلاء فــي ديـار
مــن أنســهم أصـبحت خلاء
مـن حـق إخوانـك القدامى
إن تسـقى العهـد والإخـاء
إن البكـى فاسـترح إليـه
يصــرف للراحــة العنـاء
مـن خلـق الحزن كان أحرى
أن يخلـق الـدمع والبكاء
تبــارك اللـه مـن طـبيب
قـد خلـق الـداء والدواء
رب خليــل بكيــت أرجــو
لحقـــه بــالبكى قضــاء
ولــو يـردّ القضـاءَ دمـع
لحــولت أدمعــي القضـاء
ومثـل عبـد اللطيـف يُبكى
ويتبــع الـذكر والثنـاء
فـتى كلدن القنا اهتزازا
ومرهفــات الظُــبى مضـاء
صـــوّره اللــه صــالحات
وصـــاغ أجــزاءه حيــاء
وزاده مــا حبــا أبــاه
متانــة الــدين والإبـاء
وأضــلعا لا تقــاس طهـرا
بهــا الغـوادي ولا نقـاء
مـا كـان قسـّا ولا زيـادا
ولا بســحر البيــان جـاء
لكـن إذا قـام قـال صدقا
وجــانب الـزور والريـاء
ســبحان مـن قـاته غـدوا
وكــف عــن قــوته عشـاء
ومـن أتانـا بالشمس صبحا
ومــن تــولى بهـا مسـاء
يالـكِ دنيـا لـذّت نعيمـا
للقـــوم واســتعذبت بلاء
إذا أنتهينـا منها تساوى
ماســرّ مـن حالهـا وسـاء
الطفـل يحبـو إليـك حبـا
والشـيخ يمشـى لك انحناء
إليــك عبـداللطيف دمعـا
ألَّفـــت منثــوره رثــاء
قوافيــا كنــت تشـتهيها
واليـوم تبـدى لهـا جفاء
كـم قمـت مـن موقـف لمصر
وكنــت مـن دونهـا وقـاء
ونبـت عنهـا فـي مجلسيها
نيابــة كــانت الغنــاء
ألســت مــن فتيـة شـِهام
سـنّوا المحامـاة والرماء
فتــاهم بالشــباب ضــحى
مـا أعظـم الذبح والفداء
ومــات أبطــالهم جياعـا
فـي غيـر أوطـانهم ظِمـاء
ولـو أرادوا متـاع دنيـا
لأدركـوا الحكـم والـثراء
قضــية الحـق منـذ قـامت
لـم تـأل أركانَهـا بنـاء
تحـذو علـى مصـطفى وتبنى
جيلا مــن الحــق أقويـاء
شــرعتمو للشــباب دينـا
كـــدينهم بيِّنــا ســواء
لمــا أتيــم بـه جعلتـم
رأس تعــــــاليمه الجلاء
جمعتــم مصــر ثـم سـرتم
فكنتــم الجمـع واللـواء
ومــا عرفتـم لغيـر مصـر
وغيــــر أحبابهـــا ولاء
لـم تمسـحوا للعميد رأسا
ولا نفضـــتم لــه حــذاء
وعــابثٍ بالرفــات يبنـى
حــوادث الأمـس كيـف شـاء
يقـول كنتـم للـترك حزبا
وعاهــلِ الــترك أوليـاء
ويشـهد اللـه مـا أتيتـم
إلا هـدى الـرأى والـدهاء
داريتمـو فـي سـبيل مصـر
ســـيادة أصــبحت هبــاء
سيروا إلى الله فهو أولى
بكــم وأوفـى لكـم جـزاء
لا غبـن بـالحق إن ذهبتـم
فــان للفكــرة البقــاء
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932