
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خطونـا فـي الجهاد خطى فساحا
وهادنّــا ولــم نلـق السـلاحا
رضـينا فـي هوى الوطن المفدّى
دم الشـهداء والمـال المطاحا
ولمــا سـلّت الـبيض المواضـي
تقلـدنا لهـا الحـق الصـراحا
فحطمنـا الشـكيم سـوى بقايـا
إذا عضــت أريناهـا الجماحـا
وقمنـا فـي شـِراع الحـق نلقى
ونـدفع عـن جـوانبه الرياحـا
نعالــج شــدة ونــروض أخـرى
ونسـعى السـعى مشـروعا مباحا
وأيـــام كــأجواف اللَّيَــالى
فقـدن النجـم والقمر اللَّياحا
قضـيناها حيـال الحـرب تخشـى
بقـاء الـرق أو نرجو السراحا
تركـن النـاس بـالوادى قعودا
مـن الإعيـاء كالإبـل الرزاحـي
جنــود الســلم لاظفَـر جزاهـم
بمـا صـبروا ولا مـوت أراحـا
فلا تلقــى ســوى حــيّ كميــت
ومنــزوف وإن لـم يسـق راحـا
تـرى أسـرى ومـا شهدوا قتالا
ولا اعتقلـوا الأسـنة والصفاحا
وجرحـى السوط لا جرحى المواضى
بمـا عمـل الجواسـيس اجتراحا
صــباحك كــان إقبـالا وسـعدا
فيـا يـوم الرسـالة عم صباحا
ومــا نــألو نهـارك ذكريـات
ولا برهــان غرتــك التماحــا
تكــاد حلاك فــي صـفحات مصـر
بهـا التاريـخ يفتتح افتتاحا
جلالـك عـن سـنى الأضـحى تجلـى
ونــورك عـن هلال الفطـر لاحـا
همــا حــق وأنــت ملَّئت حقـا
ومثَّلــت الضــحية والســماحا
بعثنــا فيـك هارونـا وموسـى
إلـى فرعـون فابتـدآ الكفاحا
وكـان أعـز مـن رومـا سـيوفا
وأطغــى مـن قياصـرها رماحـا
يكـاد مـن الفتـوح ومـا سقته
يخــال وراء هيكلــه فتاحــا
ورُد المرســلون فقيـل خـابوا
فيالــك خيبــة عـادت نجاحـا
أثــارت واديــا مـن غـابتيه
ولأمــت فرقــة وأســت جراحـا
وشــدّت مــن قـوى قـوم مـراض
عزائمهـــم فردّتهــا صــحاحا
كــأن بلال نــودى قــم فـأذّن
فــرجّ شــعاب مكـة والبطاحـا
كــأن النـاس فـي ديـن جديـد
علـى جنبـاته استبقوا الصلاحا
وقــد هــانت حيـاتهم عليهـم
وكـانوا بالحيـاة هم الشحاحا
فتســمع فــي مــآتمهم غنـاء
وتســمع فــي ولائمهـم نواحـا
حـــواريين أوفـــدنا ثقــاةً
إذا تــرك البلاغ لهـم فصـاحا
فكـانوا الحـق منقبضـا حيِيّـا
تحـدى السـيف منصـلتا وقاحـا
لهــم منـا بـراءة أهـل بـدر
فلا إثمـــا تُعــد ولا جُناحــا
نـرى الشـحناء بينهـم عتابـا
ونحســب جــدهم فيهـا مزاحـا
جعلنـا الخلـد منزلهـم وزدنا
علـى الخلد الثناء والامتداحا
يمينــا بـالتي يسـعى غليهـا
غــدوَّا بالندامــة أو رواحـا
وتعبِـق فـي أنـوف الحـج ركنا
وتحــت جبـاههم رَحَبـا وسـاحا
وبالدســتور وهـو لنـا حيـاة
نــرى فيـه السـلامة والفلاحـا
أخـذناه علـى المهـج الغوالي
ولــم نأخــذه نيلا مســتماحا
بنينـا فيـه مـن دمـع رُواقـا
ومــن دم كــل نابتـة جناحـا
ومــا ملا الشـباب كـروح سـعد
ولا جعـل الحيـاة لهـم طماحـا
سـلوا عنـه القضـية هل حماها
وكـان حمـى القضـية مسـتباحا
وهـل نظـم الكهـول الصِّيد صفا
وألــف مــن تجـاربهم رداحـا
هـو الشـيخ الفتىّ لو استراحت
من الدأب الكواكب ما استراحا
وليـس بـذائق النـوم اغتباقا
إذا دار الرقـاد ولا اصـطباها
فيالـك ضـيغما سـهر الليـالي
وناضـــل دون غــايته ولاحــى
ولا حطَمــت لــك الأيـام نابـا
ولا غضــّت لـك الـدنيا صـباحا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932