
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الشـــَمسُ وَالأَفلاكُ وَالقَمـــرُ
وَالكَــونُ أَجمَعُــهُ ســَيَندَثِرُ
وَالنــاسُ وَالأَيّــامُ فانيــةٌ
يَومـاً وَإِن طـالَت وَإِن عَمروا
مـا فـي الخلـودِ مؤمّـلٌ لَهُمُ
قَـد أَخطَـأتهُ الجـنُّ والبَشـرُ
وَالأَرضُ زاهيـــةٌ بِســـاكِنِها
وَلَـوَ اَنَّهُـم في رَحبها كَثِروا
حَـتى السـَماءَ تَـزولُ بَهجَتها
وَتَـزولُ مِنهـا الأَنجُـمُ الزُهرُ
تَفنـى وَتَعمـلُ فـي الأَنامِ يَدٌ
عَليــا فَلا تُبقــي وَلا تَــذرُ
فَعَلامَ نَخبِــطُ فــي عَمايَتِنـا
حَتّـى كَـأَنْ قَـد فاتَنا البَصَرُ
وَعَلامَ نُســرفُ فــي مَهازِلنـا
أوَمــا كَفانــا أَنَّنـا بَشـَرُ
بَشـــرٌ تَســـَيِّرُهُ وَتَـــدفعُهُ
غِيــرٌ تَنــدّ وَراءَهــا غِيَـرُ
وَتَــذيبُ حَبــةَ قَلبِــهِ نُـوَبٌ
تَفنــى وَتَخلـقُ بَعـدَها صـُورُ
لَكِنَمـــا الإِنســانُ مُنخَــدعٌ
أَودى بِـهِ مِـن جَهلِـهِ الغَـررُ
جَهِـلَ الحَيـاةَ وَضـَلَّ مَقصـَدها
وَالجَهـلُ أَصـغَرُ دائِهِ الضـَرَرُ
فَرَمــى بِـهِ مِـن حـالقٍ بَطـرٌ
وَلَأَنـت تَعـرفُ مـا هُـوَ البَطَرُ
أَو قُـل أَضـلَّتهُ الحَيـاةُ فَما
يُصــغي وَلَيـسَ يَـردُّهُ النَظـرُ
وَمَشـى إِلـى الغاياتِ مُندَفِعاً
وَوَراءَهــا لَـو يَهتـدي خَطـرُ
وَجَــرى حَثيثـاً ملـءَ أَرجلِـهِ
لَكِنَّــهُ قَــد فــاتَهُ الظَفـرُ
لَــم يَلــقَ وَالآمـالُ تَـدفَعُهُ
إِلا ضــَنىً تَعيـا بِـهِ الفِطَـرُ
وَمَصـــائِباً تَتَــرى تُروِّعُــهُ
وَيَكـادُ مِنهـا القَلـبُ يَنفَطِرُ
نَـوَبُ الزَمـانِ وَسـُوءُ حكمتـهِ
لَـم يَنجُ مِنها الحاذقُ الحَذِرُ
وَتَقَلُبــاتُ الـدَهرِ مـا فَتَئت
تُضـني الرِجـالُ أَسـىً وَتَنتَصرُ
كَـم نَطلـبُ الدُنيا وَلَيسَ بِها
إِلّا الضـَنى وَالحُـزنُ وَالكَـدَرُ
وَلَكَــم سـَعَيتُ مُسـابِقاً أَملاً
يَمضـي وَيَقصـرُ دونَـهُ العُمـرُ
لُـؤمُ الحَيـاةِ وَسـوءُ مَقصَدِها
يَتنازَعـانِ النـاسَ لَو نَظَروا
وَســَفاهَةُ الأَيّــامِ تَــدفَعُهُم
نَحـوَ الشُرورِ فَهَل هُمُ ادَّكَروا
وَلَقَــد تَمــرُ بِهِــم مَطَوّفـةٌ
مِــن بارِقـاتِ حَيـاتِهم عِبَـرُ
عِـــبرٌ يُزجِّيهــا ويُرســِلُها
وَحيُ الحَياةِ فَهَل هُمُ اِعتَبَروا
هَيهــاتَ فَالإِنسـانُ مـا فَتِئَت
تَلهــو بِـهِ وَبَعَقلِـهِ العصـرُ
وَتَـــذيبهُ آمـــالُهُ قِطَعــاً
فــي ثَـورةِ الاعصـارِ تَنتَـثرُ
وَتَظَــلُّ تَمعــنُ فـي نِكـايَتِهِ
وَتَظَـــلُّ تَكســـرُهُ وَيَنكَســرُ
حَتّـى يَعـودَ كَمـا بَـدا حَدَثاً
مــا عِنــدَهُ نــابٌ وَلا ظُفُـرُ
كَـــم ناشــئٌ مُتَوَســِّدٌ أَمَلاً
جَــمّ النَـواحي لَيـسَ يَنحَصـرُ
يَرنــو بِعَينـي خالـدٌ أَبَـداً
وَأَمـــامَهُ الآمــالُ تَشــتَجِرُ
يَتَخيَّــلُ الــدُنيا لَـهُ وَزراً
إِن ضــاقَ بِالمُتَوكِّـلِ الـوَزرُ
حَتّـى إِذا مـا أَخضـَرَّ يابِسـُهُ
وَدَنـا إِلَيـهِ وَأَشـرَقَ الثَمـرُ
وَقَفَــت يَـدُ الأَيّـامِ بَينَهُمـا
وَأجـالَ فيـهِ سـِهامَهُ القَـدرُ
فَثَــوى صـَريعَ شـَقائِهِ وَمَضـى
وَالكَــونُ أَجمَعُــهُ لَـهُ وَطَـرُ
أَتُـــراهُ يُرضــيهِ وَيُســعِدُهُ
دَمــعٌ مِــنَ الآمــاقِ يَنَهَمِـرُ
مـا أَجمَـلَ الآمـالَ فـي سـِعَةٍ
لَـو لَم يَكُن في عُمرِها القِصَرُ
بَـل مـا أَلَـذَّ العُمرَ في قِصَرٍ
لَـو لَم يَقُدنا المَركبُ الخَطِرُ
لَـو يَعـرفُ الأَحيـاءُ قيمَتَهُـم
طـابَ الزَمانُ لَهُم فَما ضَجِروا
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.