
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـهْ يـا شـَقيُّ إِلامَ تَسـتَبكي وَكَـم
تَهفـو لمصـرَ وَمصـرُ دونك مِن أُمَمْ
وَعَلامَ تَـــذرفُ أَدمُعــاً مُهراقــةً
وَتَنـوحُ مِـن وَجـدٍ وَمِـن فَرطِ الأَلَمْ
وَتَـذيبُ قَلبَـكَ أَنـتَ وَجـداً كُلَمـا
ذَكَروا أَبا الهَولِ المُخَلَّدِ وَالهَرَمْ
وَتَضـيقُ بِالـدُنيا عَلـى جَنباتِهـا
ذرعـاً وَتقسـمُ مـا بِها مَهوى قَدَمْ
هَـذا هُـوَ المِقـدارُ فـارضَ بِحكمِهِ
وَاللَـهُ عَـدلٌ كَيفَمـا فيـكَ اِحتَكَمْ
إِسـخَط إِذا ما شئتَ أَو فَاِقنَع فَما
بـالي القَضاء بِمَن أَصاخَ وَمَن بَرَم
وَاســتَمهِلِ الأَيّــامَ وَهِـيَ عَجولـةٌ
وَاشـكُ الزَمـانَ فَـإِنَّهُ أَعمـى أَصَمْ
وَانـدُب حُظوظَـكَ وَهيَ سَكرى بِالكَرى
مـا تَسـتَفيقُ مِـنَ المَنامِ وَتستجِمْ
وَاِدعُ الحَياةَ يُجبكَ مِن رَجعِ الصَدى
صـَوتٌ أَبـحُّ فَمـا يَـبينُ بِهِ الكَلِمْ
وَاِعــرف أَخيـراً أَن سـَهمَكَ طـائشٌ
بَيـنَ الحَيـاةِ وَأَنَّ سـَيفَكَ مُنثَلِـمْ
كَـم ذا أُحِـنُّ إِلى الكَنانةِ مُوجعاً
وَأَصـَعِّدُ الزَفَـراتِ للخَطـبِ المُلِـمْ
وَأَشــيدُ آمــالي عَلـى فَجواتِهـا
وَعَلــى مَقاصــِرِها وَلَكِـن تَنهَـدمْ
وَأَعـودُ أَبنـي مـا تَهـدَّمَ بَينَهـا
فَيَـذوبُ فـي بَحـرٍ مِنَ الدُنيا خِضَمْ
أَبنـي وَآمـل ثُـم أَصـحو مِـن كَرى
فَــإِذا بآمــالي وَبنيـاني حُلُـمْ
وإِذا بــي المَفجـوعُ فـي آمـالهِ
وَإِذا بـيَ المَظلـومُ لَكِـن مَن ظَلَمْ
مَـن ذا عَلـيَّ جنـى وَمنـذا نالَني
بِالحادِثـاتِ السُودِ في جَوفِ الظُلَمْ
وَمَـن اِسـتَبَدَّ عَلـى ضَميري فَاِنزَوى
لَـم يَنفَجـر يَومـاً وَلَمّـا يَحتَـدِمْ
لا النـاسُ تَعلمُـهُ وَلا أَنـا عـالمٌ
منـذا أَقـامَ عَلـى مُعـاداةٍ وَلِـمْ
لَكِـن رَضـيتُ بِقِسـمَتي بَيـنَ الوَرى
وَعَلامَ أَركَـــبُ جــانبيَّ وَاَقتَحِــمْ
فـي زَحمـةِ الـدُنيا وَفي ضَوضائِها
وَدَّعــتُ آمــالي بِقَلــبٍ مَنحَطِــمْ
يــا قُبلـةَ الإِسـلامِ فـي نَكبـائهِ
وَسـَليلةَ النَيـلِ المُباركِ مِن قِدَمْ
كابَـدتُ فيـكَ مِـن الشـَقاءِ أَمـرَّهُ
وَلَقيـتُ مِـن جَـرّاءِ مَـدحِكَ كُـلَّ ذَمْ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.