
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا شـقيَ الغَـرام ضاقَت بِكَ الأر
ضُ تَراهـا أَم لَـم يَسـَعكَ الفَضاءُ
يـا غَريـبَ الوُجـودِ مـاذا تَحَمَّل
تَ فَنـــاءَت بِظَهـــرِهِ الأَعــداءُ
يا ضَعيفَ الرَجاءِ في الحُب وَالحب
بُ أمــــانٌ وَبســـمةٌ وَرَجـــاءُ
يـا سـَجينَ الآلامِ يـا عاثرَ الحَظ
ظِ كَفـــاكَ الشــُرودُ وَالاغفــاءُ
يـا غَزير الدُموع يا واجف القَل
ب تَريَّــث فَمــا يَفيـدُ البُكـاءُ
أِيَّ شــَيءٍ يَجــديكَ حُــزنٌ مَريـرٌ
وَشــَكاةٌ مــا ان لَهُـن اِنقِضـاءُ
أَيّ شــــَيءٍ تَجــــديك أَهــــا
ت طــــوالٌ وأَدمــــعٌ ســـَحّاءُ
أَي شــَيءٍ تَلقـاهُ مِـن ضـَجر مُـر
رٍ وَمـــاذا تَفيــدكَ البَرحــاءُ
عَبَثــاً تَســكُب الـدُموعَ غـزاراً
وَســَفاهاً يَضــيعُ هَــذا الـوَلاءُ
مـا لِمَـن تقتـلُ الجُفـونُ قصـاصٌ
مـا لِمـن أَرَدتِ الغَـواني فِـداءُ
وَحــري بِمَـن يُخـاطرُ فـي الحـب
بِ ضــــلالٌ وَحيــــرةٌ وَعَنـــاءُ
مـا لِمَـن يُعـرفُ الغَـرامَ وَيدري
مُنتهـــاهُ تَقـــودُهُ الأَهـــواءُ
مـا لِمَـن طـابَت الحَيـاةُ لَـدَيهِ
وَصــفا عَيشــها وَســاغَ المـاءُ
مـا لَـهُ يَهـدِمُ السـَعادةَ بِالحب
بِ فَيَشــقى وَالحُــبُّ داءٌ عَيــاءُ
يـا عَريـضَ الجُفـونِ لَولاكَ لَم تَم
رَض قُلـــوبٌ وَتَحتَـــرقَ أَحشــاءُ
يـا عَصـيَ الـدُموعِ لَـولاكَ لَم تذ
رف دُمــوعٌ وَلَــم تَمســَّح دِمـاءُ
يـا منـاطَ الآمالِ يا ضاحكَ الحظ
ظِ عــدَتكَ الزَعــازِعُ الهَوجــاءُ
لا أَراكَ إِلالَـهُ مـا يَحمـل الحـب
بُ لِتَشــقى مِـن أَجلِـهِ الأَبريـاءُ
أَنـتَ يـا مَهبـط الجمـالِ وَديـعٌ
مــا بِــهِ قســوةٌ وَلا كبريــاءُ
أَنـتَ يـا فـاترَ الجُفـونِ غَريـرٌ
لا نِفـــاقٌ لا خدعـــةٌ لا دَهــاءُ
أَنـتَ رمـزٌ لحكمةِ اللَهِ في الكَو
نِ وَســرٌ يَحــارُ فيــهِ الـذَكاءُ
أَنـتَ لغـزٌ مـن دونِـهِ كُـلّ لغـزٍ
أَنـتَ مَعنـىً طغـى عَلَيـهِ الخَفاءُ
وَحـــريٌّ بِمَـــن يُســائل عَمّــا
خَفيـــت فيـــهِ عَينــكَ النَجلاءُ
وَحَـــريٌّ بِـــهِ هَـــزاء وَســَخر
وَحَــــــريٌّ بِعَقلِـــــهِ الإِزراءُ
يــا مَليـكَ الجَمـالِ انَّـكَ مِمّـا
يَزعــمُ الحاقـدُ الجَهـولُ بـراءُ
يـا كَريـمَ الفِعـالِ لا حَـلَّ أَرضاً
أَنـــتَ فيهــا غَمامــةٌ ســَراءُ
رُبَّمــا يَبلــغُ الأَمــاني شــَقِيٌّ
هـــالَهُ مِنــكَ نَظــرَةٌ شــَزراءُ
لَــم تَكُــن عَـن قَسـاوةٍ وَجَفـاءٍ
كَيـفَ تَقسـو وأَيـنَ مِنـكَ الجَفاءُ
إِنَّهــا نَظــرةُ الــدَلالِ تَـراءَت
مِــن وَراهــا شــَرارَة حَمــراءُ
إِنَّهــا نَظــرةٌ لَهـا كُـلّ مَعنـى
أَنـتَ تَبلـو بَوضـعها مِـن تَشـاءُ
إِنَّهـــا مَظهــرٌ لِســحرٍ جَميــلٍ
أَنــتَ فيـه اليَتيمـةُ العَصـراءُ
هــاتِ مـا شـئتَ مِـن حَيـاءٍ وَدلٍّ
وَتَكبَّــر مــا شـاءتِ الكَبريـاءُ
فَالجَمــال الجَمــال يـأَنفُ ألا
يَخفــضَ الطَـرف عِنـدَهُ العظَمـاءُ
هـاتِ زدنـي مِـن كُـلِّ ضـُرٍّ وَدَعـي
وَعَـــذابي فَمــا الــيَّ تَجــاءُ
كُنـتُ أَرجـوكَ مُنقِـذاً لـي وَعَوناً
مِــن بَلائي فَمــا عَـدائي البَلاءُ
أَي حَبيــبي أَذاكـرٌ أَنـتَ نَفسـاً
ملَــتِ الأَرضَ ســُخطَها وَالســَماءُ
أَي حَبيــبي أَواجـدٌ أَنـتَ بَعضـاً
مِـن عَنـائي وَأَيـن مِنـكَ السَناءُ
إِنَّمـا أَنـتَ حـاكمٌ أَينَمـا كُنـت
تَ وَنَحــنُ الرّعــاعُ وَالــدَهماءُ
إِنَّمــا أَنـتَ ماجـدٌ حَيثُمـا سـِر
تَ وَنَحـــنُ الأَســافلُ الوُضــعاءُ
إِنَّمــا أَنــتَ قـادرٌ كُلَّمـا شـِئ
تَ وَنَحــــنُ الخَلائِقُ الضـــّعفاءُ
إِنَّمــا أَنــتَ لا أَزيــدكَ عِلمـاً
فَكَفـــاكَ المَديـــحُ وَالإِطــراءُ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.