
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تجنّــبَ فـي قُـربِ المحـلِّ وقصـدهِ
وزارَ علـى شـَحط المـزارِ وبُعـدهِ
خيــالُ حـبيبٍ مـا سـعدتُ بوصـلهِ
وزَورتـــهِ حــتى شــقيتُ بصــدهِ
تبســّمَ عــن عـذبٍ شـتيت كشـملهِ
وشـملي يُـذكي نـارَ قلـبي ببردهِ
فلـم أدرِ مـن عُجـب تَحَلـي ثَغـره
أم افـترَّ ضـِحكا عـن فرائدِ عِقدِهِ
وقابــلَ نُــوّارَ العقيــقِ وورَدَهُ
بأنضـر مَـن نَـورِ الشـقيقِ ووردهِ
وربّ بَهــارٍ مثــل خــدّي فَــاقعٍ
ينـاجي شـقيقاً قانيـاً مثـل خدهِ
سـقاني عليـه قهـوةً مثـلَ هجـرهِ
وطعـم حيـاتي مُـذ بُليـتُ بفقـدهِ
ومـا أسـكرت قلبي وكيف وما صحا
ولا زال ســكراناً بســكرةِ وجــدهِ
ولــو أنّـه يسـقيه خمـرةَ ريقـهِ
لأطفــأ وجـدا قـد كـواه بوقـدهِ
ســقاني وحيّــاني بــوردة خـدهِ
وريَحــان صــُدغَيهِ وبانــةِ قـدهِّ
ومـا زحنـي بالهجرِ والهجر قُاتلٌ
ومــا مزحــهُ بـالهجرِ إلا كجِـدهِّ
وبتنا كما شئنا وشاء لنا الهوى
يَكـفُّ علينـا الوصـلُ فاضـلَ بردهِ
زمانا نعمنا فيه بالوصل فانقضى
وبـانَ علـي رغمـي ومَـن لي بردهِّ
فلا تعـذُلَّنَّ الـدهرَ فـي سوء غدرهِ
ولا تَطلُبَـن منـه الوفـاءَ بعهـدهِ
وخـذ مـا أتـى منـه فليس بعامد
ومــا خطـأ المقـدار إلا كعمـدهِ
ورِفقــا فمـا الإنسـانُ إلاّ بجَـدِّهِ
وليــس بمُغــنٍ عنـه كـثرةُ كَـدهِّ
فمـا يسـِبقُ الطِّـرفُ العتيق بشدّه
ولا يقطـع السـيف الـذليقُ بحـدهِّ
ولكـنّ أقـداراً تَحكَّـمُ فـي الورى
فيأخــذ كــلّ منهــم قَـدرَ جَـدهِّ
ومــا أحــدٌ نــال العلاءَ بحقـهِ
وأدركــه دون الرجــال بجهــدهِ
سوى الصدر مجد الملك فهو سمالَهُ
بجـــدٍّ وجـــدٍّ مســتقلّ بعهــدهِ
فمـا قـرّ صـدرُ الـدين إلا بقلبه
ولا اشـتدَّ أزرُ الملُـكِ إلا بمجَـدهِ
وحـنَّ إليـه الدّستُ مذ كان مرضَعاً
ونـافس فيـه التخـتُ أعوادَ مهدهِ
علـى مجـدهِ مـن جـودهِ درعُ نائلٍ
تكفَّــل كعــبيُّ الســماحِ بسـَردهِ
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..