
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا ليْــت شـِعْري أيَّ نُعمـاكَ أشـكرُ
وأيَّ جَزيــل مــنْ عَطايــاكَ أذْكُـرُ
لأوْليتَنـي النعْمَـى التي جلّ قدْرُها
وأمّنتَنــي ممّــا أخــافُ وأحْــذَرُ
ومـنْ أمّـل الموْلى الخليفةَ يوسُفاً
فلا مَقْصـــَدٌ ينـــأى ولا يتعـــذَّرُ
ومثْلـي مَمْلـوكُ ابـنِ نصـْرٍ حقيقـةً
علـى كُلِّ من ناواهُ في الدّهْرِ يُنْصَرُ
كفَفْـتُ بـك الأيـامَ عـن أن تُضيمَني
فجاهُــكَ فــي كفّــي حُسـامٌ مُشـهَّرُ
وبلّغْتَنـي القصـْدَ الـذي كُنتُ آمِلاً
ومثْلُـكَ مـنْ يـولي الجميـلَ ويقْدِرُ
وأحْللتَنـي مـنْ حضْرَة الملْكِ منْزلاً
بــهِ راقَ للـدنيا وللـدّينِ مظْهَـرُ
لــدَى قبّــةٍ غــرّاءَ عـزّ مكانُهـا
بمُلكِــكَ منهــا راقَ خُبْـرٌ ومَخْبَـرُ
يلـوحُ سـريرُ المُلْـكِ فيهـا كَهالةٍ
بهــا منــكَ فيّــاضُ الأشـعّةِ نيّـرُ
تحُـفّ بهـا مـن جُنـدِ نصـْرِك أنجُـمٌ
ووجْهُـــك وضــّاحُ الأســرّةِ مُقْمِــرُ
وترتــاحُ قضــبٌ للقواضـِبِ عنْـدها
فهــا هــيَ روضٌ بالغَمـائِمِ مُزْهِـرُ
لـكَ المُلْـكُ أضـحى تُبَّـعٌ تابعاً لهُ
وقصـّر عنـهُ فـي مَـدى الجودِ قَيصَرُ
مُحيّـاكَ عنـهُ مطلِـعُ الصـّبْح مُشـْرقٌ
وكفُّـكَ فيهـا عـارضُ الجـودِ مُمْطِـرُ
ومهْما أفادَ الرّوْضُ بالعَرفِ والجَنى
فمــدْحُكَ أو كفّــاكَ أعْطـى وأعْطَـرُ
وإن راقَ مـرْأى الشمْس نوراً ورفْعَةً
فمــرْآكَ أو مرقـاكَ أبْهَـى وأبْهَـرُ
بمَـولايَ قـد نِلـتُ المكارِمَ والعُلَى
فأصــبحْتُ فــي أثوابِهـا أتبختَـرُ
هـوَ النّاصرُ المولَى الذي جودُ كفِّه
من الغيْثِ أندَى أو من الشمْسِ أشْهَرُ
إمـــامٌ هُمـــامٌ خاشــعٌ متبتِّــلٌ
أغَــرُّ وَهـوبٌ واضـِحُ البِشـْرِ أزهَـرُ
يُطـاوِلُ أمْلاكَ الزّمـانِ إذا انتَمـى
قَبيــلٌ إلـى صـَحْبِ النّـبيِّ ومعْشـَرُ
وفــي حرْبِـهِ يرْتـاحُ سـيفٌ وذابِـلٌ
وفــي سـَلمِه يُزهَـى سـريرٌ ومنْبَـرُ
ويُطْلِـعُ منـهُ الـوجْهُ أزْهَـرَ باسِماً
وللأفْــقِ وجْــهٌ بالعجاجَــةِ أغْبَـرُ
ســيعْمُرُ بالتّوحيــدِ كــلَّ ثنيّــةٍ
ورَبْـعُ العِـدَى من آهِل الشِّرْكِ مُقْفِرُ
أمَـوْلايَ أمـا الوصـْفُ منـكَ فمُعْجِـزٌ
فســيّانِ فيــهِ مُطْنِــبٌ أو مُقَصــِّرُ
لسـانيَ عـنْ شـكْرِ الـذي نِلْتُ قاصِرٌ
نعَمْ باذِلُ المَجْهودِ في الشكْرِ يُعْذَرُ
ومـالِي إلا أن أُرَى الـدّهْرَ مادِحـاً
أنَمِّــقُ أوْصــافَ العُلَــى وأحَبِّــرُ
فلا زِلـتَ للـدّين الحَنيفـيّ ناصـِراً
بلادُ العِــدَى تُطْـوَى وبَنـدُكَ يُنْشـَرُ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.