
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألَــمٌ بمَوْلانـا الخليفَـةِ يوسـُفِ
تُلْفـي القُلـوبَ بـه رهيـنَ تأسُّفِ
ألــمٌ يقَلِّــبُ قَلْــبَ كُـلِّ مُوحّـدٍ
ويغــادِرُ الإســْلامَ حِلــفَ تخَـوُّفِ
مـا كانَ نورُ الصّبحِ لمّا أن بَدا
مُتهَلِّلاً عنــدَ الطّلــوعِ بمُنْصــِفِ
حـتى يُـرَى مـوْلى الخلائِفِ يوسـُفٌ
ممّـا لـديْهِ مـن التألّمِ قد شُفِي
أوَ مـا تخـال الزُّهْرَ غيرَ منيرَةٍ
فـي أفْقِهـا والزَّهْـرَ غيـرَ مُفوَّفِ
والنـورَ لا يُبْـدي ابْتِسامَ ثُغورِه
والغُصـْنَ لا يَثْنيـهِ ليـنُ المَعْطِفِ
والخيْـلَ سـاهمَةَ الوُجـوهِ كأنها
مـا أُرْسـِلَتْ لِقتـالِ بـاغ مُسـْرِفِ
والســـّابِقاتِ كــأنّهُنَّ نــواظِرٌ
بُهِتَــتْ فهُــنَّ لأجْلِـهِ لـم تَطْـرِفِ
والمُرْهَفـاتِ تقـول فـي أغمادِها
يُشـفَى الإمـامُ وفـي عِداهُ نَشْتَفي
مــوْلايَ عبـدُكَ عنـدَ ذلـكَ شـأنُهُ
دمــعٌ يصــوبُ ولوعـةٌ لا تنْطَفـي
فـالقلبُ قلّبَـهُ علـى جمْرِ الغَضى
كلَــفٌ بــه قـد حـلّ دونَ تكلّـفِ
أُمْسـي وأُصـْبِحُ لا أرَى مَلكَ الهُدَى
كَلِفــاً أُطيــلُ تشـوّقِي وتشـوّفِي
وقد اغْتَدى اليومَ البشيرُ مُبشّري
وبراحـةِ المـوْلَى الهُمامِ معرِّفي
فبـذلْتُ مـن روحي وما كسَبَتْ يَدي
مـا عزّ عِندي في الوُجودِ ولمْ أفِ
فـورُودُه أحْلـى لـديّ على الظما
مــن مَــوْرِدٍ عــذْبٍ وظــلٍّ أوْرَفِ
قصـْدي لـدى مـوْلايَ تقْبيل الثرى
فبــهِ علــوُّ مكــانتي وتشـرُّفي
وهَنــاءُ عُلْيـاهُ براحتِـهِ الـتي
هـزّتْ لـدينِ اللـه أشـرَف معْطِـفِ
قد كان غابَ عنِ العيونِ فلمْ أزَلْ
أرْجــو مُشـاهَدة المحَـلِّ الأشـْرفِ
وأقـولُ ليـتَ الدّهْرَ يُسْعِفُ مَقصدِي
بلقـائهِ والـدّهْرُ ليـسَ بمُسـْعِفي
والشـّوْقُ يُـذْهِبُ سـَلوَتي وتصـبّري
حتّـى لجـأتُ لكَتْـبِ هـذِي الأحْـرُفِ
جُـدْ باللّقـاءِ فـذاكَ أيْسَرُ مطْلَبٍ
لفـتىً يهُـبُّ لـهُ هُبـوبَ المَشْرَفي
لازِلْـتَ يـا مَوْلَى الملوكِ مُصاحِباً
للنّصـْرِ والتّخليدِ واللُطْفِ الخَفي
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.