
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وظَبْيــةِ إنْــسٍ ليـسَ يُرْجـى وصـالُها
مــدَى الـدّهْرِ إلا بـالتوهّمِ والفكْـرِ
كلِفْـتُ بها كالزُّهْرِ والزَّهْرِ في الرُبى
لِمـا راقَ مـنْ بِشـْرٍ ومـا رقَّ منْ نَشْرِ
عجبْــتُ لهــا والــوُدُّ منْهـا سـجيّةٌ
وعـنْ خبَـري يُغْنيـكَ فـي حُبِّهـا خُبْري
تقـولُ بـأنّي قـد سـلَوْتُ عـنِ الهَـوى
ولا عُذْرَ في ترْكِ اتّباعِ الهَوى العُذْري
وتُخبِــرُ أنّــي نــاظمٌ وصـْفَ غيرِهـا
ومـا شـعرَتْ إنْ قلـتُ في غيرِها شِعْري
وتزْعــمُ أنّــي لا أبــالي بهجْرِهــا
وأنّ الهَـوى منّـي خِـداعٌ لهـا يجْـري
فلِـمْ ذا يَصـوبُ الـدّمْعُ والطرفُ شاخِصٌ
وأطْـوي الحَشـا لهْفاً على لهَب الجَمْرِ
منعْــتُ إذاً وفْــري وخُنْــتُ أذمَّــتي
وســالَمْتُ أعْـدائي ولـمْ أكُ ذا أمْـرِ
ألَســْتُ المُســمّى باسـْمِ صـِدّيقِ ربِّـه
وناصـِرَ ديـن اللهِ في الحادِثِ النُّكْرِ
ألســْتُ الـذي تعْنُـو المُلـوكُ لعِـزِّه
وتَرْهَبُــهُ فـي حـالَي النّهْـي والأمْـرِ
ألسـْتُ الـذي تخشـى الكُمـاةُ نِزالـهُ
وترْهَـبُ منـهُ البطـشَ بالبيضِ والسُمْرِ
ألسـتُ الـذي ترْجـو العُفـاةُ نَـوالَهُ
وقــد جادَهـا منْـهُ بمُنْهَمِـلِ القَطْـرِ
فلِـمْ لا أوَفّـي العهْـدَ والفضْلُ شيمَتي
وأنّ وفـــائِي لا يُـــروَّعُ بالغَـــدْرِ
وعِــزّةُ مُلْكــي طوعُهــا كُــلُّ مالِـك
وأيْـنَ عُلا الشـهْبانِ مـن رِفْعَةِ البَدْرِ
فلا حُكْـــمَ إلا كُنــتُ فيــهِ مُحَكَّمــاً
ولا أمْــرَ إلا وهْـوَ يصـدُرُ عـنْ أمْـري
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.