
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحْبابَنـا هـلْ لَنا بعْدَ النّوى طمَعُ
في القُرْبِ أو هلْ زمانُ الأُنْسِ يرْتَجِعُ
إذا تــذكّرتُ مــا بَيْنـي وبيْنَكُـمُ
يكــادُ قلـبيَ مـن ذِكْـراهُ ينْصـَدِعُ
ولّـتْ صـباحاً رِكـابُ القـومِ مُسرِعةً
والــدّمْعُ ينـزِلُ والأنْفـاسُ ترتَفِـعُ
مـا أمّلـوا للحِمـى رُجْعَـى فلَيْتَهُمُ
لـو أنّهُـم لجميلِ الصبْرِ قد رجَعوا
مـا لِـي وللصـّبرِ أسـْتَجْدي عوارِفَهُ
لكنّــهُ ســنَنٌ فــي الحُــبّ مُتَّبَـعُ
كُنّـا كمـا شـاءَتِ الآمـالُ فـي دَعَةٍ
والوصــْلُ متّصــِلٌ والشـّمْلُ مُجْتَمِـعُ
ففـرّقَ الـدّهْرُ ظُلْمـاً بينَنـا وغَدا
مـا كـان طـوْعَ يـدَيْنا وهْوَ مُمْتَنِعُ
مـا كـان ظنّـيَ أنّ القُـرْبَ يُعقِبُـهُ
بعْــدٌ ولا أنّ طـولَ الوصـْلِ ينقَطِـعُ
مـا كُنْـتُ أحسـِبُ أنّ الوجْدَ يُذهِلُني
كـمْ عاشـِقٍ غـرّهُ مـن قَبْلـيَ الطّمَعُ
يـا مَـنْ تملّكَنـي حُبّـاً أيَجْمـلُ بي
صــبْرٌ وعينـي علـى مـرْآكَ لا تقَـعُ
تَضيقُ في عينيَ الدُنْيا إذا أنا لا
أراكَ فيهــا ورحْــبُ الأرضِ مُتَّســعُ
مَـن لـي بطَيْـفِ خَيـالٍ منْكَ يَطْرُقُني
إنّــي بأيْســَرِ حــظٍّ منْـهُ أقْتَنِـعُ
رامـوا سـُلُوّيَ عـن ربْـعٍ حَلَلْـتَ بِه
هيْهـاتَ مـا دونَه في العيْشِ مُنتفَعُ
مَـن باتَ يَلْقى الذي ألقاهُ منْ ألَمٍ
فليْـسَ يعلَـمُ مـا يـاتي ومـا يدَعُ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.