
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا حيِّهــا فــي حَيِّهــا أوْجُهـاً غُـرّا
فــإنّيَ لا أنْسـى اغْتِـراري بهـا غِـرّا
وقُــلْ لــيَ هـلْ توسـى زمانَـةُ عاشـِقٍ
بعــودةِ أيّــامِ الزّمـانِ الـذي مَـرّا
تقضـّى كمثـلِ الطّيفِ إن زارَ في الدُجى
يُــرَى عنـدَما لاحَ الصـّباحُ قـدِ ازْوَرّا
وهـلْ مـازَجَتْ أنفـاسُ أحْبابِنـا الصّبا
وإلا فلِــمْ رقّــتْ ولــمْ عبَقَـتْ نَشـْرا
أيــا مَــنْ لصـَبٍّ قـد غَـدا دُرُّ دمْعِـهِ
علــى خـدِّه نظْمـاً وفـي نحْـرِهِ نَثْـرا
فمُــذْ خــالَهُم دُرّاً وصــارتْ قِبـابُهُمْ
لهُــمْ صــدَفاً أجْــرى مـدامِعَهُ بحْـرا
وممّــا أجــدَّ الوجْــدَ حُســْنُ عَقيلـةٍ
تفــوقُ جَمــالاً كُــلَّ غانيــةٍ عَــذْرا
فيــا حُســْنَها مــن روضــةٍ أدبيّــةٍ
غَــدا عَرْفُهـا شـِحْراً ومنظَرهـا سـِحْرا
لقــد راقَنــي إجْمالُهــا وجَمالُهــا
فأصــْبَحْتُ مشــْغوفاً بغُرَّتهــا الغَـرّا
فأبْـدى مُحيّاهـا لـيَ البِشـْرَ والرّضـى
ووافَـتْ علـى حُكْـمِ السـّعادةِ بالبُشْرى
وقـد راقَ لـوْنُ الحِبْـرِ فـوقَ بياضـِها
كَمـا راقَ لوْنُ الخالِ في وجْنةِ العَذْرا
حَبـاني بها ذو الفضْلِ والمجْدِ والتُقَى
فطـاوَلتُ بالشـُهْبانِ من أفْقِها البَدْرا
لَئِنْ كــان فينـا شخْصـُهُ يطـأ الثّـرى
ففــوْقَ الثُريّـا مجْـدُهُ قـد علا قـدْرا
يَـــروعُ أعـــاديهِ بغُصـــْنِ يراعِــهِ
فتحْســِبُها فــي كفِّــهِ صــعْدةً سـَمْرا
سـقاها مُـدامَ الحِبْـر حتّـى اسْتَمالَها
فهـلْ سـجدتْ شـُكْراً كمـا رجَحَـتْ سـُكْرا
لـك الفِقَـرُ الغُـرُّ الـتي قـد حبَيْتَني
بهــا فأنـا لا أشـْتَكي بعـدَها فَقْـرا
وقُـدْت قـوافِي الشـّعْرِ طوْعـاً وحُكتَهـا
فأبْــدَيْتَها زَهْــراً وأطْلَعْتَهـا زُهْـرا
أتــتْ والنُهـى تصـْبو إليهـا فإنّهـا
تُطيعُـك مهْمـا تُنْفـذُ النّهْـيَ والأمْـرا
ودونَكَهــا مــنْ صــوْنِ عقْلـي عقيلَـةً
منَ النّظمِ فَلْتَبْذُلْ لها السّمْحَ والبِشْرا
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.