
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهَـلَّ بـالرّوضِ سرْبُ الطّائِرِ الغَرِدِ
بمـا انتَضى نهرُهُ من سيفِهِ الفَرَدِ
فهــزّ مثنَــى جنــاحَيْهِ وحثّهُمـا
حـثّ المُسـابِقِ للأقْصـى مـن الأمَـدِ
عهْـدي بـه وارِداً أكْـواسَ غاديـةٍ
تُقسـّمُ الـرّاحَ بين الرّوحِ والجسدِ
ولحْظُهُ يرْتَعي المرْعى المَجودَ بها
وجيـدُهُ يزْدَهـي بـالحَلْي والغَيَـدِ
خيّلْتُـهُ حيـن أبْـدى لـي بـدائِهَهُ
أنّــي زُهِيـتُ بعِقْـدٍ منـهُ منتَضـِدِ
أو أنّ عارِفـةً وافَـى الشّريفُ بها
فأحْبَســَتْ أمَلـي بالعـدِّ والعُـدَدِ
مـا لِـي وللـرّوضِ أسْتَهْدي أزاهِرَهُ
والزُهْرُ في أفُقِ العلياءِ طوْعُ يَدي
حسـْبي هديّـةُ سـِبْطِ المصْطَفى شرفاً
تهْـدي وتَنقُـلُ مـن زَيـغٍ إلى رشَدِ
ألا أجيـدُ قَريضـي وهْـوَ لـي عضـُدٌ
لا يُنْهِـضُ الرُّمْـحَ إلا شـدّةُ العضـُدِ
ألا أرُدُّ خَصـيمَ القـومِ إذ حسـَدوا
وقـد مضـى عـدْلُهُ بالبغْي والحسَدِ
وسـَلَّ فـي حـرْبِ مَـنْ عادَى مواضِيَهُ
وهــزّ كُــلّ قــويمِ القَـدّ مُطَّـرِدِ
بصـالِحٍ مـن دُعـاءٍ يرْتقـي صـُعُداً
عليـهِ فـي طلَـبِ العَلْياءِ مُعْتَمَدي
أقـولُ يـا ناشِدَ الدُنْيا وزُخْرُفِها
لقــدْ كفَتْـكِ يـداهُ جهْـدَ مُجْتَهِـدِ
أبــو المَعـالي مَعـاليهِ مُقدّسـةٌ
فـي جنّـةِ الخُلْدِ منهُ فكرَةُ الخَلَدِ
قصــْداً فمَعْلَمُــهُ للــهِ عــالِمُهُ
بكـلِّ مـا لـمْ ينَلْـهُ نقْـدُ مُنتَقِدِ
يـدْعو بنـا معْشرَ الأبناءِ إنّ لكُمْ
لوالِــداً مُشـْفِقاً للأهـلِ والولَـدِ
وحيــثُ يُهْــديكُمُ أبيـاتَهُ مِـدَحاً
فالشـُكْرُ مـا بيـنَ مَشـْفوعٍ ومُتّحِدِ
فَيا عَميدَ بني البيتِ الكريمِ لقدْ
أصـْمتّ بـالفخْرِ رَغْماً ألْسُنَ اللّدَدِ
وجئْتَ بالشـّعْرِ فالشـّعْرَى بسـاحَتِهِ
فـي جمْـعِ مُحْتَشـِدٍ يعْنـو لمُنْفَـرِدِ
ممتـدّةٌ فـي العُلـى أطْنابُهُ فأنا
أدْعـو لرافِـعِ عُلْياهـا علـى عَمَدِ
وأسـألُ اللـهَ في طولِ البقاءِ لهُ
ســؤالَ عبْـدٍ علـى مَـوْلاهُ مُعْتَمِـدِ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.